إذاعة وتليفزيون

عادل العوفي: ما أسباب تواضع “الكبير أوي” الجزء الـ7؟!

عادل العوفي★

بعد العودة “المظفرة” لمسلسل “الكبير أوي” في جزئه السادس متغلباً على كل الصعاب، وبحلة جديدة متجددة، حصدت الإعجاب والثناء، وشكلت المفاجأة السارة الكبرى لمسلسلات رمضان في العام الماضي؛ وبمجرد إعلان صناعه، عزمهم التحضير لجزء جديد، ارتفع سقف التطلعات والآمال لدى المشاهدين، ومما ضاعف من حدة التفاؤل، أن بطل العمل “أحمد مكي” طرح قبل رمضان بفترة أغنية مميزة بعنوان “ولعانة” بأسلوبه المعتاد، والمزج الرائع بين “الراب”، والموسيقى الشرقية الأصيلة، وزادت جرعات التشويق من خلال مشاركة بعض نجوم المسلسل في الفيديو كليب، الذي تولى إخراجه “مكي” شخصياً، وقدم عبره وصلة إبداع رائعة، جعلتنا نستذكر محطات إخراجية مميزة في مشواره، رغم قلتها.

لكن ومع بداية الشهر الفضيل، يبدو أن الحلقات الأولى من الجزء السابع، جاءت مخيبة، وبمستوى متواضع للغاية، وضعت الجمهور في موقف حيرة كبيرة، رغم أن المسلسل، مازال يتصدر نسب الأعلى مشاهدة لحدود اللحظة، ويحتل صدارة “الترند” مع كل حلقة؛ لكن دعونا نَغُصْ أكثر في الموضوع ونتساءل: عن الأسباب الحقيقية وراء المستوى الهزيل، الذي جاء به الجزء السابع حتى الآن، لأن كل شيء قابل للتغيير، طالما أن المواضيع تتغير مع كل ثلاث حلقات تقريباً، وعلى سبيل المثال مستوى الحلقة الثانية عشرة يبدو أعلى، ويحمل رسائل هادفة تعودنا من صناع العمل تبنيها؟

النقطة الأولى التي لابد من التوقف عندها، تكمن في وجود “استسهال” واضح من لدن خلية الكتابة، التي يقودها كالعادة الثنائي “مصطفى صقر، ومحمد عز الدين”؛ وهذه أكبر علامة استفهام، والسبب الرئيسي لما وصل إليه “الكبير أوي”؛ حيث نلاحظ الإصرار على السير على منوال العام الماضي، من خلال اللعب على وتر العلاقة المتوترة بين الكبير ومربوحة، والسعي لإصلاح نفور الأول منها؛ لكن الجزء السادس جاء أقوى بكثير من خلال اعتماد خطة “لعبة الحبار” التي ابتكرها جوني، والكبيرة فحت، وجاءت “الخلطة” موفقة جداً من خلال إشراك كل مقومات النجاح الرئيسية، مثل شخصيات “هجرس” و”فزاع” و”الدكتور ربيع” و”أشرف ” والأبناء “العترة” و”جوني”، والشخصيات الجديدة حينها “طبازة” و”نفادي”.

هذا الجزء عاد للغوص في نفس النقطة، لكن “بتغييب” باقي الشخصيات، والاكتفاء “بنفادي” الذي بالغ في “الاستظراف” والنكت السمجة، ومعه “إفهات” مربوحة، مما جعل الأمر ينقلب راساً على عقب، ويتحول نجاح الثنائي السالف الذكر في الموسم الماضي لوبال ونقمة عليهما، ويتعرضان لهجوم شرس على مواقع التواصل الاجتماعي.

النقطة الثانية الملفتة للانتباه أيضاً هي استمرار فريق العمل في تكرار نفس المواضيع، بعد إنهاء موضوع إصلاح العلاقة بين الكبير وزوجته، وعودتهما للمزريطة، وانتهاء كابوس اختطافها في مصر؛ وهنا نستغرب لماذا ظل الأمر مستمراً لثماني حلقات كاملة، قبل إنهاء الموضوع، ما أدخل المسلسل في دوامة الملل، وأفقده نقطة قوته الكامنة، في التغيير المستمر مع كل حلقتين، أو ثلاث؟

واستكمالا لما بدأناه نلاحظ أن المسلسل عاد، وبعد إصلاح ذات البين بين الكبير ومربوحة، لفتح ملف السوشال ميديا، وكيف احتلت حياتنا، وحولتنا لدمى وأسرى لها، ومجدداً عادت شخصية “جوني” لتتصدى للموضوع كما العام الماضي، الذي من المفترض أنه أنهى إدمانه لمواقع التواصل الاجتماعي، بعد إعادة أغنية “قطر الحياة” لأحمد مكي، بأسلوب رائع جداً.

صحيح أن الموضوع حمل كمية مهمة من الرسائل، التي أبدع “مكي” في ترجمتها، سواء في شخصية الكبير، أو حتى جوني مع التألق الدائم، لمحمد سلام في شخصية “هجرس”؛ لكن أليس الأمر تكراراً لكل ما تم طرحه العام الماضي، ولكن بجودة أقل؟ فما الجديد إذن، الذي من المفترض أن العمل يحمله؟ وكيف لشخصية حريصة على التدقيق في كل التفاصيل، مثل “أحمد مكي” أن تنجرف نحو ارتكاب هذه الأخطاء؟

وهناك كذلك نقطة مهمة تتجلى في “تقزيم” أدوار شخصيات أثرت إيجابياً على العمل، نذكر منها مثلاً “مصطفى غريب” في دور “العترة” بالإضافة إلى الأسماء التقليدية، مثل “أشرف” “فزاع” وأيضاً “الكبيرة فحت” وأخرى جديدة، مثل “طبازة” وحتى “جوني الصغير”؛ وهنا نتساءل: لماذا هذا العام لم نرَ أسماء جديدة، كما تعودنا من المخرج “أحمد الجندي، وأحمد مكي”؟

المؤكد أن الوقت المخصص لتحضير الجزء السابع، لم يكن كافياً لدى صناعه؛ لذلك تم “الاكتفاء” بالوصفة الكلاسيكية، اعتقاداً بأنها ستضمن الاستمرارية في النجاح؛ لكنها عادت بالسلب على بعض الأسماء، وبالأخص الجديدة، ونقصد بالتحديد “رحمة أحمد”، و”حاتم صلاح” اللذين كانا “الضحية الأكبر” لما حدث؛ مع العلم أن إمكانية تحسن الأداء، في باقي الحلقات يظل وارداً جداً مع دخول شخصيات أخرى، على الخط لعل أهمها شخصية “حزلقوم” ذات الشعبية الكبيرة.

ونختم بالقول: “إنه كان بالإمكان أفضل مما كان”، ونتمنى صادقين أن يتجاوز مسلسل “الكبير أوي” المطبات في المواسم القادمة، ويعود لتقديم رسائله الهادفة، بطريقته الكوميدية المعتادة و”النظيفة”، التي دخلت كل البيوت، من المحيط الى الخليج.

ـــــــــــــــــــــــــــ

★ كاتب وصحفي ــ المغــرب

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى