محمد القلاف: “الحكواتي”.. تجربة جديدة للحملي.


محمد القلاف ★
برنامج الحكواتي، يعتبر أحد فنون السرد للقصص والحكايات، وله امتداد وجذور ثقافية قديمة عند الغرب، ويأخذ أشكالاً وأنواعاً متعددة عبر العصور والأزمان، فنجد مثلاً في القرون الوسطى، وعصر النهضة، يعتبر الحكواتي قاصّاً يروي قصصاً شفهياً؛ سواء بالأسواق، أو الحانات كالتروبادور، الذي كان شاعراً وموسيقياً، ينشد الشعر في جنوب فرنسا، وأما في بريطانيا كالبالاد، وهي تعتبر قصيدة تروي قصص المغامرات، أو تجسيد صورة البطل الرومانسي على صيغة شعر.

ومع تطور الحكواتي، ووصولاً للقرن التاسع عشر، والقرن العشرين أصبح هذا اللون مفضلاً ومطلوباً لدى الجمهور وأبنائهم، خاصة في المسرح، والأدب الروائي، فأصبح له شعبية كبيرة، مثل قصة الأخوين غريم، وهي قصص شعبية في ألمانيا، والذين اشتهروا بقصة سندريلا والأقزام السبعة، وانتقل هذا الفن الى أمريكا، وأبدعوا هناك في برامجهم.
اِنتقل هذا اللون من الفن إلى الوطن العربي، وكانت بداياته في بلاد الرافدين، والشام؛ حيث كان الحكواتيون يقصّون القصص والحكايات في الأحياء والبيوت، مقدمين فنهم للمجتمعات، التي ينتمون إليها.
ومع مرور الوقت، تطوّر فن الحكواتي؛ ليأخذ مكانه في المسرح والتلفاز والراديو؛ ليصبح منافساً للبرامج الأخرى.

في الوقت الحاضر، ظهر الممثل والمخرج محمد الحملي ببرنامج الحكواتي؛ حيث يقدّم القصص لمجموعة من الأطفال؛ بأسلوب حديث ومشوّق بعيداً عن الطرق التقليدية. هذا البرنامج ذكّرنا ببرنامج إسماعيل الحكواتي، الذي كنا نستمتع بمشاهدته، ونعجب بسرده المميز.
وكعادته، يواصل الحملي مفاجأتنا بالجديد، مُجَسِّداً تحدياً مستمراً في تقديم أعمال لافتة للأنظار.
أعتقد أن تجربته، وجُرأته في تقديم كل ما هو جديد؛ أوصلت رسالة واضحة للجميع: “أنا قادر على تحقيق ما أحب”، وذلك بمساندة فريقه، الذي يعمل بِجِدٍّ ليلاً ونهاراً للوصول إلى الأهداف، وتحقيقها.
★ ناقد ـ الكويت.