مسرحمشاركات شبابية

أسماء طارق: هل نجح (شابوه) كمرآة لأزمة الفن الآني؟

أسماء طارق★

يُعرف أن عنوان النص المسرحي ، هو بمثابة عتبة النص، أي المدخل أو المسار الذي يقودنا إلى محتوى أو قصة النص، كذلك هو الحال بالنسبة إلى عنوان العرض فهو يقودنا إلي التجربة التي سنشاهدها، أي يعطي لنا انطباعاً مبدئياً لقصة العرض، فالعنوان عنصر مهم لابد من تسليط الضوء عليه؛ لأنه عنصر دعائي وتشويقي، وهو أيضاً سلاح ذو حدين، إما أن يجذب المتفرج نحو العرض، أو قد لا يثير فضوله، وعرضُنا المُتَنَاوَل في هذا المقال، هو عرض “شابوه” ومن عنوانه نجد أنه يدفعنا إلى الرغبة في معرفة أحداثه، فمصطلح شابوه مقترن بالثناء والمدح للأعمال الفنية ذات قيمة، وبالممثلين أيضاً حين يبدعون في أدائهم التمثيلي، وينتشر ذلك بشكل كبير في العروض المسرحية، خاصة في الختام أثناء تحية فناني ومبدعي العمل الفني.

العرض من إخراج وتأليف وتمثيل أحمد محي، وشارك في التمثيل مجموعة من الشباب الصاعدين مواليد المركز الفني للمسرح تحت إشراف المخرج خالد جلال وهم: ميشيل ميلاد، محمد المحمدي، ألحان المهدي، أميرة عبد الرحمن، عادل الحسيني، فرح العناني، استعراضات شيرين حجازي، تأليف موسيقي أحمد كيكار، ديكور محمد زكريا، وسنتناول تفصيلياً كيف قدَّم هذا العرض رسالته، وهل يستحق أن يُقال له حقاً شابوه

هل الفن رسالة؟ أم كما يرفض البعض وصفه بهذا المصطلح؟

مجال النقد الفني واسع وشامل، إذاً هو قابل للتأويل والتطور، وبالطبع هناك اختلاف في الآراء والخلفيات الثقافية، ويفترض أن تتسم ساحة النقد الفني بالمرونة، وعدم التشبث الشديد بمبدأ معين دون النظر في الآراء المناقضة، فهناك العديد ممن يرفضون وصف الفن بمصطلح رسالة رفضاً باتاً، وهناك من يدعم هذا الفكر، وفي حقيقة الأمر مهما اختلفت أو تطورت الآراء النقدية حول هذا الموضوع، سيظل الفن في الأساس رسالة، يحاول الفنانون من خلاله إيصال وجهات نظرهم، ومخاطبة الجمهور فيما يخدم العصر الحالي، ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار عدم إيصال الفكرة بشكل مباشر يشبه الرسائل التعليمية أو الأخلاقية؛ لأنها لم تعد تناسب عقول هذا الجيل.

وعرض شابوه يحمل بالفعل رسالة مهمة وظَّفها في إطار كوميدي، فنجد مجموعة من الفنانين يرأسهم مخرج مسرحي يستعدون لعمل مسرحية جديدة، وهم في انتظار المؤلف الذي سيقدم لهم السيناريو، ويتضح لنا أن هذا المؤلف صديق قديم لممثلي أبطال العرض، ويبدأ المؤلف بتقديم السيناريو الخاص به، ولكن على ما يبدو عدم اكتراث المخرج له، بل وأحياناً السخرية من بعض الجمل أو المشاهد المكتوبة،  حيث إن المؤلف يبدو عليه من هيئته أنه يحمل شخصية تختلف تماماً عنهم وخاصة المخرج، حيث يظهر المخرج بصورة مسيئة للفن، وكأنه مرآة تعكس حالة التَّدَنِّيْ التي وصل لها الفن في العصر الحالي، وخاصة المسرح، ويكشف ما وراء الكواليس أي كيف يتم التعامل مع فن المسرح حالياً، حيث يعترض المخرج على النص المكتوب، وتحدث تصادمات واختلافات في وجهات النظر بين كُلٍّ من المخرج والمؤلف والممثلين،  تعكس من خلالهم قضية الفن، المخرج يرغب في الاستسهال، وتغليف النص واختزاله بطابع كوميدي؛ لهدف إضحاك الناس فقط، بغض النظر عن الموضوع أو القصة، فكل ما يهمه هو كيفية صنع النكتة المضحكة، وعلى النقيض الآخر، يرفض المؤلف إهانة نصه الذي يحمل رسالة وبناء درامياً، ويظلون في تلك الدائرة في شد وجذب، حتى تَمَكَّنَ المؤلف في النهاية من الانتصار، بل وإقناعهم بوجهة نظره، كي ينتجوا عملاً فنياً يليق بالجمهور، وقد استخدمت المسرحية تكنيك المسرح داخل مسرح، حيث تم تجسيد المسرحية التي كتبها المؤلف، والتي من خلالها استطاع توصيل رسالته التي هي أساس العرض من البداية، حيث تم قلب المسرحية رأساً على عقب كي تعيد الفن لمجراه، فنجد تَحَوُّلاً تاماً في الأداء و الاستعراضات والملابس والممثلين، ولكي ندرك قيمة شيء، لابد من وضع النقيض له أمامه، وهذا بالفعل ما قدَّمه العرض من خلال تقنية المسرح داخل مسرح، كي يدرك الجمهور أصالة الفن الذي ينتج عن مجموعة من الجهود، والحرص على عدم تشويهه بمؤثرات خارجية لا تليق به، وأنه في جميع الأحوال العمل الجاد المتقن، وتوظيف العناصر بشكل متطور، يخدم العرض بالطبع، وسيساهم في جذب الجمهور والتفاعل معه.

مشهد من عرض شابوه

ما وراء الكواليس

هذا العرض هو بمثابة شاهد عيان على ما يحدث للفن من انحدار، ويكشف خبايا التنفيذ الداخلي لبعض العروض المسرحية القائمة علي الإسفاف والتساهل والاستخفاف بعقلية الجمهور، ومرتكبو تلك الجريمة هم أهم عناصر العرض المسرحي؛ المخرج والمنتج في المقام الأول يليهم الممثلون، المخرج والمنتج في العرض كانا مثالاً سيئاً لكل المخرجين والمنتجين في العرض، الذين يعتمدون على فكرة الإضحاك والنُكَتْ المتداولة، وعدم الحاجة إلى عمل بروفات تمثيل، ولا إلى بذل مجهود من قِبَلِ الممثلين، ولا الحاجة إلى سيناريو ذي بناء درامي قوي، بل الاعتماد على سيناريو رديء صغير، الممثلون أيضاً أصبحوا يعتمدون على شهرتهم فلا داعي للحاجة إلى إظهار أداء قوي؛ يبرز تطور موهبتهم، وبالتالي من السهل اقتحام أي أشخاص ممن يطلقون على أنفسهم ممثلين لساحة الفن المسرحي، لمجرد أنهم مشهورون علي منصات التواصل الاجتماعي، وهم لا يمتلكون أي موهبة فنية حقيقية، فالمخرج أو المنتج يعتقدون أن الاستعانة بتلك الشخصيات تساعد علي جذب الجمهور، وبالتالي ضمان التفاعل والحضور، بعكس لو قاموا بعمل مسرحي دسم من حيث الأداء والممثلين واللغة و السيناريو، فمن الممكن أن يجذب فئة صغيرة بعينها من الجمهور، ولن يلاقوا نفس التفاعل، ومن أكثر المشاهد التي تدل على هذا الكلام مشهد الفتاة التي تقدَّم محتوًى على  منصة “التيك توك” والتي ستشارك في المسرحية معهم بسبب ترشيح المنتج لها،  فنرى أنها لا تمتلك سوى عالم افتراضي تظهر من خلاله للجمهور، فهي تقوم بتلك الحركات الأنثوية التي تصنع من خلالها جماهيرية لها، بالإضافة لتقديم الهدايا للمنتج، وكأن الفن أصبح سلعة يباع ويشترى، وبالطبع لم يستطع المخرج رفض طلبه، على النقيض الآخر نجد رفض مشاركة الفتاة ابنة منظم المسرح، ورفضه هو أيضاً حيث يحمل كلاهما موهبة تمثيل حقيقية، أي أنهما بمثابة رمز للفن الأصيل، بالإضافة للمؤلف الذي هو أيضاً يرمز للمخلص الذي يستنجد به الفن لإعادته إلى المسار الصحيح، من المشاهد الأخرى أيضاً هو مشهد الاستعراضات، لنجد أنه يرمز لنوعية الرقص أو الأداء المنتشر على مواقع التواصل ، أو المستخدم في الأعراس، وهو بالفعل دفع الجمهور إلى التفاعل معه، ونشر حالة من الاحتفالية.

وهذا الأمر يطرح إشكالية مهمة جداً، هل السبب أو الدافع الأساسي نحو تَحَوُّلِ فن المسرح لهذا الشكل، هو فئة معينة من الجمهور نظراً لاحتكاكهم المستمر بوسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي ستتكون لديهم عقلية معينة تعتمد على الرغبة في مشاهدة أعمال ترفيهية أكثر، تواكب عقليتهم واحتياجاتهم، مما يدفع الفنانين للاستسهال؟ أم أن الفنانين أنفسهم تنقصهم مهارات فنية أصيلة، يقومون بتخطيها ويسيرون على نهج التطورات الحالية فقط، دون التفكير في أهمية الثقافة والتقاليد المسرحية الأساسية الأصيلة، كما وضحه لنا شخصية المخرج في العرض، الذي يظهر جهله بمعلومات وتقنيات أساسية خاصة بتنفيذ العرض المسرحي؟! تعددت الإجابات، ولكن المسؤولية تتحدد على مبدعي الفن بالطبع، لذلك ما وراء الكواليس لم يَتَيَسَّر ْأن نطلع عليه، وهذا يحيلنا إلى طرح سؤال مهم، هل كشف هذه الحقائق بتلك الصورة كانت في صالح العمل الفني؟ أن يكون المخرج هو صاحب الفكرة وكاتب السيناريو وفرداً من الممثلين، هو سلاح ذو حدين إما أن يحقق توازناً بين المهارات الثلاث مع تقديمهم بشكل مبتكر وذكي، و إما أن يخفق في ضبط الإيقاع بينهم ،وفي حقيقة الأمر، تَمَكَّنُ الفنان والمخرج أحمد محي من إصابة الهدف ،فقد قدم رسالته بذكاء ، فكان متصالحاً مع الجمهور حين قدم لهم الحال الذي يسود حالياً في ساحة الفن بشكل مزدوج، وهنا يرسل لنا محي رسالة وإشكالية في الوقت ذاته،  مفادها أن الجمهور نفسه هو انعكاس لهذه الازدواجية، فلولا تفاعل الجمهور مع الشكل الآخر، وانجذابه له ما سنحت الفرصة لاستمرار هذا الشكل، لذلك أرى أن طريقة توظيف محي لفكرته كانت في صالحه، وهذا ينقلنا إلى مهارة أحمد محي في توظيف عناصر العرض المسرحي.

مشهد من عرض شابوه

مهارات إبداعية

قد يبدو لنا أن العرض بأكمله قد تم تنفيذه بسهولة، ربما لسلاسة عرضه وبساطة عناصره، ولكن هذه البساطة نتيجة تضافر جهود جميع الفنانين، وحبهم لمهنتهم، ولأنهم في الأساس يمتلكون مواهب ثقيلة منسجمة مع خشبة المسرح، فكان الأداء التمثيلي والغنائي والاستعراضي بمثابة السهل الممتنع، فنجد أداء سلساً قوياً، يدفع الجمهور للضحك والحزن في الوقت ذاته، فنجد أن الأداءات الثلاث من أقوى العناصر التي ساهمت في إيصال رسالة العرض، وإظهار الصراع بين الفن الاصيل والفن المزيف، ومن المشاهد القوية الثقيلة والتي يمكن أن نطلق عليها master scene هو المشهد التمثيلي الذي دار بين الممثل البطل والمؤلف صديقه؛ حيث تم تجسيد المشهد من مسرحية “كاليجولا” للكاتب الفرنسي البير كامي، وكان باللغة العربية الفصحى،  وكان الأداء التمثيلي في أشد توهجه، أي أنه بمثابة صوتٍ هاتفٍ يردد: “هذا هو الفن والأداء الحقيقي “حيث أشعل المؤلف شرارة الفن الأصلي بداخل صديقه الممثل، وأنعش موهبته التمثيلية التي كاد أن يفقدها، مما ساهم في إعادة صديقه إلى صوابه، وجعله يتحد معه في النهاية، حيث قام الممثل بإقناع المخرج بضرورة العمل الجاد، والاشتغال على العرض بكفاءة، حتى لو سيتطلب منهم مزيداً من الوقت كي يقدموا عملاً يليق بالجمهور، وهذا يسلط الضوء على فكرة سلطة كُلٍّ من المخرج والمؤلف والممثل، فقديماً كانت تتصارع تلك السلطات الثلاث، وتحارب لتضمن بقاء كُلٍّ منها بشكل منفرد، ومستمر في ساحة الفن، ولدى الجمهور أيضاً، فكانت تسقط سلطة وتعلو الأخرى، ولكن في هذا العرض على الرغم من عدم ظهور هذا الصراع بشكل كبير وكانت أعلي سلطتين هما المخرج والممثل، وفي المقابل انحدار سلطة المؤلف إلا أنه في النهاية، ولأول مرة تتحد السلطات الثلاث، ويكون الدافع وراء ذلك قوة وإيمان المؤلف، وتمسكه بفنه الأصيل، ثم يليه الممثل، ثم المخرج والمنتج أيضاً، من المشاهد الأخرى التي سلطت الضوء على التحول التام الذي حدث لهؤلاء الممثلين ،حين استخدمت المسرحية تقنية استرجاع الماضي أو ما يعرف بالفلاش باك، لنجد أنهم كانوا مجرد شباب يشقون طريقهم في مجال التمثيل، عن طريق صديقهم المؤلف الذي كان داعماً كبيراً لهم، وسبباً في نجاحهم، نتيجة المسرحيات التي كتبها، وقاموا بتمثيلها، وحصلوا من خلالها على جوائز، حيث كان يتابعهم في أدائهم التمثيلي، ويدربهم، ويثني عليهم ،ولكنهم استغلوا تلك الشهرة بشكل سلبي، وانفصلوا عنه بعد ذلك، وانساقوا إلى طريق الشهرة البرَّاقة، وهنا نعود من الفلاش باك حين يذكرهم صديقهم المؤلف كيف كانوا، وكيف أصبحوا، مما يؤثر في مشاعرهم لوهلة، ولكنهم من ناحية أخرى يماطلون معه، ويحاولون إقناعه أن يتخلى عن ثوبه القديم، ويرتدي معهم ثوب الشهرة والتساهل في مجال الفن، ولكنه يرفض ذلك حتى لو كان سيظل مغموراً، أما عن الإخراج، فقد أصاب محي  الهدف، فالعمل ناتج عن فنان شامل، فلا غبار على جودة الإخراج، وإعطاء المساحة الكافية لكل ممثل، والاختيار الموفق لهم بما يناسب الشخصية، ونجد أن العرض لا يتسم بالشكل التقليدي للمسرحيات، حيث لم يتم فتح الستار في البداية، ولا تنقسم المسرحية لفصول، ويتم التغيير أو التبديل سواء في الملابس أو الديكور أمام الجمهور، بمصاحبة إضاءة معتمة تحل محل الستار، مما يعطي لنا رسالة أخرى، أن المخرج يمكن أن يستغني عن بعض العناصر، أو يطورها، ولكن بدون أن يُخِلَّ بباقي العناصر الأساسية، تميز الديكور بالبساطة مما يعطي سهولة في التحرك، وإعطاء راحة للعين، وكان اختيار قطع الديكور بعناية، فكل قطعة ديكور ترسل لنا مغزًى مهماً مثل: كرسي المخرج، هذا الكرسي المقدس ليس كل من جلس عليه يستحقه، ولكن أكد لنا محي بأسلوبه البسيط القوي، أنه يدرك مدى قدسية هذا الكرسي، الإطار الذي كانت تقف بداخله شخصية المؤلف أثناء مشهد كاليجولا يعبر ويؤكد، اختلاف المؤلف في فنه ونمطه، عن الباقيين، وكأن هذا الإطار، كالقالب يرمز للفن الأصيل الذي يحمل تقاليده الخاصة، أما فيما يخص الديكورات أثناء تجسيد المسرحية الأخرى، التي تتميز بالخيال والجو الشاعري، فقد تمكن من مجموعة ديكورات بسيطة منسجمة في الألوان، أن يبرز المَشَاهِدَ ،ويحقق المتعة البصرية للمتفرج، بالإضافة إلى مساحة المسرح الصغيرة، وبالتالي تمكن محي من توظيف الديكور والحركة فيما يناسب تلك المساحة، الأزياء أيضاً كان لها تأثيرٌ بالغٌ، يبرز الاختلافات والصراعات سواء للشخصيات، أو الصراع الفني القائم، فاتسم زي المؤلف بالزي التقليدي الهادئ الذي يتكون من بنطال وقميص من فوقه بلوفر، فهذا الشكل النمطي لا يواكب الأزياء العصرية التي يرتديها باقي الممثلين، وإن تعمقنا أكثر سنجد أنه على الرغم من الزي العادي التقليدي الظاهري الذي يرتديه المؤلف، إلا أنه يحمل بباطنه الإبداع والعكس صحيح، وجاءت الموسيقى والأغاني تلتحم، وتنسجم مع تلك العناصر ،فتطرب الأذان والروح معاً، وتشعل طاقة تفاعل بداخل الجمهور، وكان اختيار آلة العود اختياراً موفقاً ربطه بشخصية المؤلف، حيث أضاف ثِقلاً ورمزية، نظراً أن العود من الآلات المرتبطة بزمن الفن الأصيل، مما يُحِيلُنَا لذكر مصطلح props  وهي خاصية تستخدم في المسرح، وترتبط بالممثل لإرسال معانٍ أو سمات معينة ترتبط بالشخصية، ويمكن أن نطلق عليها أنها مجموعة من الملحقات الملازمة للشخصية، ونظراً للطابع الكوميدي للعرض فكانت الإضاءة هادئة، تتماشي مع حالة العرض خاصةً في الاستعراضات، وأخيراً وليس آخراً، من أبرز التقنيات التي أفضلها في العروض، وأحيي المخرج عليها هي كسر الحائط الرابع لإشراك الجمهور في حالة العرض، فكانت نقطة جيدة تحسب له، وجاءت في توقيتها المناسب، والتي حدث بعدها انقلاب مبهر للمشهد.

ستجد نفسك أمام تجربة شائقة مليئة بالتفاصيل، التي تجعلك تستمتع وتتساءل في الوقت ذاته، أي تنشيطاً لجميع الحواس، وستنتابك الضحكات تارة، وسيصيبك الحزن تارة أخرى، وستتمكن من تكوين خلفية واقعية، لما يحدث داخل ساحة الفن، وسيرى الجمهور انعكاساً لأفكارهم وأذواقهم المختلفة، عرض شابوه، هو محاولة لإفاقة الفن من غيبوبة التسيب والأهداف المادية والترهات، وإنقاذ لمواهب شبابية حقيقية، تستحق فرصة الظهور بدلاً من المزيفين، الذين يقتحمون الساحة بِسُبُلٍ وضيعة.

هرمونيةُ العرض بكل عناصره، تدفعك تلقائياً أن ترفع له القبعة، وكما يقال لدينا في أمثالنا المصرية: “اسم على مسمى”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

★ كاتبة ــ مصــر

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى