مسرح

منيرة العبد الجادر: الواوي وبنات الشاوي”..  إعادة صنع أم تقليد؟!

منيرة العبد الجادر★

بعد خمسة وثلاثون عاماً، فوجئ الجمهور الكويتي بـ “إعادة صنع” مسرحية “الواوي وبنات الشاوي” من بطولة حصة النبهان، سعاد الحسيني، عبد العزيز السعدون، والمشرف على العرض محمد الحملي. وجميعنا يعرف أن المسرحية الأصل، من تمثيل هدى حسين وسحر حسين، وتأليف: فائق عبدالجليل، وإخراج نجاة حسين.

الأداء.. Copy and Past

في هذه التجربة، قام المشرف على العمل محمد الحملي باختيار الممثلتين حصة النبهان وسعاد الحسيني بناءً على قدراتهما على التقليد المتقن، والذي يتطلب جهداً جسدياً، خاصة أن الدور التي لعبته حصة ملغوم بحركة الجسد سواء كانت حركات راقصة في شخصية شمسة، أو حركات عنيفة في شخصية الأسد، كما أنها أجادت تقليد أداء الفنانة هدى حسين حتى بالإيماءة، أما على صعيد الصوت، فقد اعتقدت لوهلة أن التسجيل هو ذاته لصوت هدى حسين، لكن بعد الجملة الثانية أدركت أن تلك البحة الممزوجة بالصرخة، صوت حصة.

أما بالنسبة لسعاد الحسيني، فالصوت يعد من أبرز أدوات الممثل، وقد أثبتت سعاد الحسيني ذلك، حيث قدمت بصوتها الجميل أداءً مميزاً، وقد اتضح للمتفرج فرق الصوت بينها وبين الفنانة سحر حسين التي قدمت النسخة الأصلية، لم تكتف سعاد الحسيني بحلاوة الصوت فقط، بل استعانت بنفس النبرة التي تتسم بالروح الطفولية لدى الشخصية، كما لا ننسى من أدى دور الواوي عبد العزيز السعدون، الذي أبهر المتلقي بمرونته الجسدية عبر قفزه لاعتلاء الخشبة.

دوافع العمل

ذكر الحملي في إحدى لقاءاته، إعجابه الشديد ببساطة هذه المسرحية، من حيث عناصر العرض المسرحي، خاصة عنصر الأزياء، وعنصر الديكور القائم على قفص ذو عجلات لحبس الأسد، كما أبدى إعجابه بالأغاني التي ظلت عالقة بأذهاننا إلى اليوم، وهي من تأليف فايق عبد الجليل، وألحان سيف القطان، بالإضافة إلى إعجاب الحملي بأداء هدى حسين للأغنيات بطبقات مختلفة ومعبرة.

أفق التوقع

جميع الأسباب السابقة- كما أشار المشرف على العمل – كانت الدافع وراء إعادة تقديم هذه المسرحية لجمهور اليوم، ومن وجهة نظرنا  أن الحملي التقط توجه الجمهور وذائقتهم بإفراز هرمون الحنين للماضي، وتشبثهم به، ولو حاول تغيير الصورة المتخيلة بأذهانهم ربما لإتهموه بتشويه فن الماضي الجميل، وهذا ما جعله يكون قاعدة جماهيرية صلبة، فتارةً يكسر أفق التوقع بعروض أخرى، وتارةً يقدم وجبة خفيفة للإمتاع فقط كما حدث مع الواوي وبنات الشاوي.


★ناقدة-الكويت.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى