ماستر كلاس مع الفنانة لبنى شكلاط يستكشف المسارات الشبابية في التمثيل والتدبير الفني بالمركز الثقافي بالفنيدق.

كتبه : عزيز ريان.
احتضن المركز الثقافي بالفنيدق، خلال موسم 2025، فعاليات ماستر كلاس متميز من تأطير الفنانة لبنى شكلاط، وذلك ضمن سلسلة «مسارات فنية: تجارب شبابية تعكس روح الاستماتة في التمثيل والتدبير الفني»، التي تنظمها جمعية مسرح المدينة بشفشاون في إطار مشروع التوطين المسرحي المدعوم من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل. وقد تولّى الفنان محمد بوغلاد تسيير هذا اللقاء الذي عرف حضورًا مكثفًا لطلبة المسرح والمهتمين بالشأن الفني ورواد الحركة الثقافية بالمنطقة.

ويأتي هذا اللقاء ضمن رؤية تروم المزاوجة بين التكوين والتنشيط الثقافي، وإتاحة الفرصة للشباب للاحتكاك بتجارب وازنة في المجال الفني، بما يسهم في بناء جسور التفاعل بين الأجيال المختلفة داخل الحقل المسرحي المغربي. كما يندرج ضمن استراتيجية جمعية مسرح المدينة الرامية إلى ترسيخ ثقافة التكوين المستمر وإذكاء روح البحث والإبداع لدى المواهب الصاعدة.

وقدّمت الفنانة لبنى شكلاط خلال هذا الماستر كلاس شهادة فنية عميقة حول مسارها المتنوع بين المسرح والدراما التلفزية، مستعرضة محطات بارزة شكّلت رؤيتها للأداء والاشتغال على الشخصية وبناء الحضور فوق الخشبة. وشددت على أن التمثيل ليس مجرد موهبة فطرية، بل هو نتيجة تراكم معرفي وجمالي ومهني، يتطلب الانضباط والتمرين اليومي والقدرة على تطوير الذات والبحث المستمر عن أدوات جديدة.

كما تناولت شكلاط بإسهاب تحديات العمل الفني في السياق المغربي، وخصوصًا تلك التي يواجهها الشباب في بداية مسارهم، سواء تعلق الأمر بفرص التكوين، أو صعوبات الولوج إلى سوق العمل الفنية، أو ضرورة اكتساب مهارات التدبير الذاتي للمشروع الفني بما يضمن الاستمرار والاحترافية.

ومن جانبه، أبرز الفنان محمد بوغلاد—مسيّر اللقاء،ومدير فني لمشروع التوطين 2025—أهمية هذه المبادرات التكوينية في تنشيط المشهد الثقافي بشمال المغرب، معتبرًا أن هذه السلسلة تشكل رافعة حقيقية لإحياء روح المسرح وتبادل الخبرات، وتفتح أمام الشباب آفاقًا جديدة لتجويد ممارساتهم الفنية وتعميق ارتباطهم بالعمل المسرحي.

وفي ختام اللقاء، تم فتح باب النقاش لتلقي أسئلة الجمهور حول مسار الفنانة وتجاربها ورؤيتها للعمل الفني، حيث تفاعل الحاضرون بكثافة، وطرحت أسئلة حول كيفية التعامل مع صعوبات البدايات، وتقنيات تطوير الأداء، وتوازن الفنان بين الطموح الشخصي ومتغيرات الواقع الفني. وقد أجابت الفنانة شكلاط عن الأسئلة بروح مفتوحة وبخبرة عملية دقيقة، ما أضفى على الجلسة طابعًا حميميًا وتشاركيًا عزّز قيمة الماستر كلاس.

وبتنظيم هذا الحدث، تواصل جمعية مسرح المدينة بشفشاون العمل على تنفيذ مشروع التوطين المسرحي برؤية منفتحة تعزز حضور الفن داخل الفضاء العمومي، وتؤكد على أن الاستثمار في تكوين الشباب هو حجر الأساس لبناء جيل جديد من الفنانين القادرين على تطوير المسرح المغربي وضخ دماء جديدة في أوصاله الإبداعية.
★كاتب وناقد ـ المغرب


