إذاعة وتليفزيون

شيماء مصطفى: هل نجح “خطّاف ” في جذب المشاهد الإماراتي؟

شيماء مصطفى ★

فتحت الدراما الإماراتية هذا العام أبوابها على مصراعيها لتحتضن  الشباب، فوجدنا الأعمال الشبابية تناقش قضايا اجتماعية في أجواء لا تخلو من الإثارة وروح المغامرة، وأصبحنا نشاهد أكثر من عمل ببطولة شبابية بعيدًا عن تصدر نجوم الصف الأول، فوجدنا  أعمالًا كالبوم بطولة عمر الملا، وخطّاف بطولة محمد مصطفى.

ترقب  صناع مسلسل «خطّاف»، الذي عُرض على قناة «أبوظبي»، وتطبيق ADtv ضمن السباق الرمضاني ردود أفعال المشاهدين خاصة أنه أول عمل درامي على المستوى المحلي يستعرض الفنون القتالية متمثلة في رياضة MMA، ويشارك في بطولة العمل محمد مصطفى/خطاف ، عبد الله بن حيدر/ شاهين، وفاتن أحمد/ ميرا،  ومحمد الكندي/ عيسى، خليفة البحري/جاسم، سلامة المزروعي /أم خطاف، فارس الخالدي/علي، منى الزدجالية/ أم يوسف، عبد الله صالح/ أبو يوسف، طلال البلوشي/ إبراهيم، يوثين أودومسانتي، وهو من تأليف محمد خميس ومسعود أمر الله، وإخراج علي مصطفى.

التسرب من التعليم

تدور  الأحداث في إطار درامي تشويقي حول ماجد – عُرف فيما بعد بلقب (خطاف) –  الذي تتغير حياته بشكل جذري عقب مشاجرته للدفاع عن شقيقه أمام جاسم ويوسف، ليجد  شاهين الفرصة سانحة أمامه، فيغتنمها، ويخطف ماجد من عالمه البسيط لعالم الرياضات القتالية، فيترك الدراسة ويتجه بحلمه نحو إحراز البطولات العالمية.

تبلور العمل في صراعه حول قضية باتت من أخطر القضايا الاجتماعية حيث التسرب من التعليم للتفرغ للرياضة، ولكن من خلال نوعًا غير مألوف على الدراما التلفزيونية، رغم وجوده سينمائيًا كفيلمي كابوريا والنمر الأسود لأحمد زكي، وفيما بعد حلم العمر لحمادة هلال، وإن اشتركوا جميعًا في أن الرياضة سبيلهم الوحيد للهروب من فخ الفقر، فماجد/ خطاف رغم كل ما مر به جراء اتباعه لهذه الرياضة إلا أنه وعلى هدي الدائرة المفرغة وعبر تقنية الفلاش باك في الحلقة الأولى يعود مرة أخرى للممارسة هذه اللعبة لسداد ديونه.


أيهما على حق؟

ولهذا فالأسرة التي تبحث عن عمل تبرهن من خلاله لابنها أن ممارسة الرياضة على حساب الدراسة لا تجلب لصاحبها إلا المتاعب وتجد في العمل ما يوثق ذلك، وفي الوقت نفسه فإن  الابن الذي لديه من الإصرار قدرًا ليجعل الأهل يدعمونه لتحقيق حلمه سيجد، فقد  تكيف العمل بطريقة مموهة مع كل الأذواق، وقد تم اختيار محمد مصطفى (ماجد/خطاف) على هذا الأساس فهو لاعب كرة سابق، ولديه شغف متعلق بالرياضات القتالية، فكان اختياره نوعًا من الاستثمار المربح.

الرحمة أم الصواب؟

بدا الجانب الإنساني لشخصية ماجد في الأحداث من خلال الصراع بين ما هو صواب وحق حين يتعمد ماجد الخسارة كي لا تتعرض عائلة خصمه للتشرد مما يعرضه للمشاجرة  مع شاهين كنوع من إظهار التناقض بين ماجد و شاهين قناص الفرص والذي سبق واستغله هو شخصيًّا، فضلًا عن التلميح بأن الرياضات القتالية لا تخلو من المواقف الإنسانية، وكإشارة لموقف نادي فيورنتينا الإيطالي تجاه لاعبه وقائده دافيد استوري الذي توفي مطلع 2018، حين قررت إدارة الفريق تجديد عقد أستوري مدى الحياة وتخصيص راتبه الخاص لزوجته وابنته، في موقف ينمّ عن الوفاء من النادي للاعب الراحل.

ولم تكن هذه المفارقة وحسب، بل أن النفس البشرية أكثر تعقيدًا، فماجد الذي تعمد الهزيمة أمام خصمه هو نفسه الذي خاض أكثر من مرة مباراة غير قانونيةإذا حمل لقبه (خطّاف) نوعًا من المبالغة في صياغته(خطّاف/فعّال)، وعلى طريقة الكبار في العوالم الرياضية حين تلازمهم ألقابًا يتطايرون بها، ويستمدون منها صفاتهم، فيخطف خطاف الفرص ويقتنصها فإن لم يخطف الفوز رياضيًّا يظفر به أخلاقيًّا.


التواجد النسائي

وعن تأثير الدور النسائي في الحلقات الأخيرة فرغم إسهامه في  تعزيز الصراع إلا أن المساحة المخصصة له لم تكن على المستوى المطلوب، فضلًا على عدم التطرق للتاريخ الاجتماعي لبعض الشخصيات رغم استخدام العمل لتقنية الفلاش باك لنتعرف بشكل مفصل على ماجد فبدا وكأن الأحداث جميعها تدور حول ماجد فقط.


العمل في مجمله جيد بتناوله موضوعًا مختلفًا غير مستهلك دراميًّا ، كما أنه يشكل خطوة رائعة من حيث منحه الفرصة للشباب لاكتساب الخبرة وتمثيل بلادهم في الدراما التلفزيونية.


★سكرتير التحرير .

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى