عادل العوفي: الدراما السورية في رمضان ..موسم واعد!

عادل العوفي★

تبدو ملامح الدراما السورية لهذا العام أكثر إشراقاً، وتحمل في طياتها العديد من المؤشرات، التي تفيد بأنها لن تكون صيداً سهلاً، وستصارع بضراوة في السباق الرمضاني المحموم القادم خلال أيام،ولعل من أهم العوامل المبشرة، هي استعادة الدراما الاجتماعية، وهي أحد أهم الأوراق، وأكثرها قوة في تاريخ هذه الصناعة بسورية، لمكانتها وسعيها لِلَمِّ الشمل، الذي تفرق وتشتت، وضاع في السنوات الأخيرة .

في هذه الأسطر، سنرصد أهم المسلسلات الاجتماعية السورية، التي ستُعرض خلال شهر رمضان المبارك،  ونعرف تواجد نخبة من ألمع النجوم، وعودتهم للعمل في وطنهم، بالإضافة إلى انخراط مخرجين مهمين أيضاً في المعادلة، مما يؤكد على إمكانية استعادة البريق المفقود للدراما السورية، بعيداً عن نارَي المسلسلات المشتركة، وخناجر أعمال البيئة الشامية، التي اكتسحت الفضاء والهواء في الأعوام الأخيرة .

عودةمنى واصف :

بعد غياب دام لست سنوات اقتصرت خلالها على العمل في المسلسلات المشتركة، على غرار “الهيبة “، و” أخيراً ” وغيرها ؛  تعود الفنانة القديرة منى واصف للمسلسلات السورية الخالصة من خلال مسلسل “أغمض عينيك تراني” وهو من تأليف أحمد الملا، ولؤي النوري، وإخراج مؤمن الملا، ويشاركها البطولة كل من عبد المنعم عمايري، وأمل عرفة، وفايز قزق، وحلا رجب وغيرهم ؛ وتدور أحداثه في إطار واقعي، اِنطلاقا من قصة الطفل “جود “، الذي يعاني من مرض التوحد .

المؤكد أن عودة منى واصف للدراما المحلية، سيكون له وقع كبير، حتى من ناحية تسويق المسلسل ؛ دون إغفال الكوكبة المهمة من النجوم، الذين يشاركونها البطولة، وهي كلها عوامل إيجابية، ستجعل منه رقماً صعباً في الموسم الرمضاني المنتظر .

ثنائيات وعودة نجوم!

لعلها من أهم الثنائيات الحالية في عالم كتابة السيناريو، ومنذ عملها الأول ” عناية مشددة ” كانت الآمال العريضة معلقة عليها، للمضي قُدُماً في انتشال الدراما السورية مما تكابده من ازمات، وبعد غياب اضطراري الموسم الماضي، بعد تأجيل عملهما المنتظر ” مال القبان ” بشكل مفاجئ ؛ يعود الثنائي علي وجيه، ويامن الحجلي بقوة من خلال عرض المسلسل السالف الذكر، الذي يخرجه سيف الدين سبيعي، وهو من بطولة الفنان القدير بسام كوسا، وسلاف فواخرجي، وخالد القيش، وغيرهم الكثير، بالإضافة الى المسلسل المنتظر، والذي لفت البرومو الخاص به الأنظار، وهو مسلسل ” ولاد بديعة “، الذي يشهد عودة سلافة معمار، ومحمود نصر، للدراما الاجتماعية السورية، بعد أن قدَّما الموسم الماضي عملين من البيئة الشامية، وهما ” حارة القبة “، و “مربى العز ” مع التأكيد على تواجد المخرجة المميزة رشا شربتجي، أيضاً وتوليها دفة إخراج العمل، الذي سيكون أحد أهم مسلسلات رمضان، حسب إجماع كل المختصين .

دراما بوليسية!

ومن المسلسلات المنتظرة أيضاُ، نجد الجزء الثاني من مسلسل “كسر عضم السراديب “، بعد النجاح الساحق للجزء الأول سنة 2022، سيعود العمل مع طاقم مختلف، سواء من ناحية الكتابة، حيث يتولى رفعت الخطيب، وهلال الأحمد صياغة الجزء الجديد خلفاً لعلي معين الصالح  والإخراج لكنان الإسكندراني بدلاً من رشا شربتجي، وتعزز فريق الممثلين، بتواجد الفنان القدير رشيد عساف، والنجم سامر المصري، مع الحفاظ على تواجد فايز قزق، و كرم الشعراني، وولاء عزام، وآخرين .

 مفاجآت  مرتقبة!

أيضاً سيكون المشاهد على موعد مع مسلسل ” الصديقات “، الذي يقتحم عالم راقصات معتزلات؛ والعمل من إخراج محمد زهير رجب، وتأليف أحمد السيد، وبطولة سوزان نجم الدين، وصباح الجزائري، وصفاء سلطان، ونظلي الرواس، وإمارات رزق وغيرهن،  وهو من إنتاج شركة قبنض .
وهناك أيضاً مسلسل ” رماد الورد “، الذي ينتمي لفئة الدراما البوليسية؛ وتدور أحداثه حول قاضي يحقق في جريمة قتل زوجته، وهو من تأليف وإخراج ديانا فارس، وبطولة وائل رمضان، وعبير شمس الدين، ومحمد حداقي، وجيني أسبر، وغيرهم .

ومن الأعمال الواعدة كذلك، نتوقف عند مسلسل “وصايا الصبار”، الذي يعيد ثنائية أمل عرفة، وعبد المنعم عمايري، مجدداً، وهو من تأليف فادي حسين، وإخراج سمير حسين، وحلقاته تبلغ 17 حلقة فقط .
إذن تبدو الدراما الاجتماعية السورية متنوعة وواعدة ، وسنعود في مقال لاحق للحديث عن دراما البيئة الشامية، التي لا تغيب عن الخريطة الدرامية إطلاقاَ و أيضاً الإطلالة المنتظرة، لتيم حسن في مسلسل “تاج “، وتفاصيل أخرى،  بقصد الإحاطة الشاملة بجديد الدراما السورية في الموسم الرمضاني ، ونختم بالسؤال المنطقي : هل دخلت هذه الدراما مرحلة العودة لمكانتها الطبيعية، وبالتالي التعافي من علل الماضي المشؤوم ؟

★كاتب-المغرب.