

محمد القلاف★
«ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﻖ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻋﺎﻟﻖ ﺑﻨﺎ ﺭُﻏﻢ ﺍﻟﺰَﻣﻦ، ﺷﻲء ﺗﻌﺠﺰ ﻳﺪ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺗﻄﺎﻟﻪ» نبال قندس.
الإنسان كُتْلة من المشاعر والأحاسيس؛ لذا نجده بين فترة وأخرى يحن إلى الماضي وذكرياته، وهذا الحنين لا يأتي من فراغ أو محض الصدفة إنما بسبب الألم حدث له أو الضيق أو الإحباط أو فقد الأمل، ولكن من جهة أخرى هذا التذكر للماضي نابع من الشوق والحب والعشق لذاك الزمان.

نُشَاهدُ هذه الأيام الحنين للماضي، ففي مركز جابر الثقافي، أعادوا حقبة الثمانينات متمثلة في إقامة أمسيات ثقافية متنوعة، وكان الحضور كثيفًا وكبيرًا؛ لتعطشهم لهذه الفترة، وما طرأ عليها من تطور وازدهار على المستويين: الخليجي والعربي.
وعلى المستوى الرياضي، لاحظنا الحضور اللافت للرياضيين المخضرمين في اللقاءات التلفزيونية وبرامجها، أما تلفزيون الدولة فقد قام بعرض مشاهد ووثائقيات للعصر الذهبي في الماضي، كما استعرض الإنجازات في زمانهم وكيف كان لهم دور كبير في نهضة الرياضة آنذاك.
أما على مستوى المسرح (النوستالجيا) أي الحنين إلى ماضي مثالي، فنجد المخرجين والممثلين يقومون بإعادة مسرحيات الزمن الجميل سواء أغنياته أو تمثيلياته، مما جعل الجمهور متلهفًا ومنتظرًا عرضها بشغف وحب؛ للتعرف على ذاك اللون الذي أبهر الخليج والوطن العربي إلى يومنا هذا، يتذكرونها ويرددونها ومقلدين أبطالها.

إعادة هذه المسرحيات غناءً أو تمثيلًا له دور فاعل ولكن هنا نضع تساؤلًا هل هي رغبة أم فقد؟
أي الفقد واليأس من وجود نصوص بقوة الماضي وهذه النتيجة نابعة من لقاءات الفنانين والمهتمين بالمسرح بأن على الرغم من وجود كفاءات وإن كانوا قلة، رغم أنه -في السابق- تواجدوا بكثرة؛ نظرًا لوجود الكُتاب المتميزين والإمكانيات المتوفرة في تلك الفترة على عكس اليوم.

في العموم هذه العودة نراها جيدة وتمنياتنا للجميع التوفيق والجواب على هذا السؤال يرجع للمتلقي دون تقييد على وجهة نظر واحدة، فمنهم من يجدها رغبة ومنهم من يراها فقد.
★ناقد-الكويت.