فنون وآداب اخرىمسرح

أ.د. فاطمة لطيف: متعة التلقي لفنتازيا الخطاب الرقمي

أ.د. فاطمة لطيف عبد الله★ 

يتميز الوعي الإنساني بالتطور المضطرد الناتج عن رغبته في البحث المتواصل، والتوصل إلى كل ما هو جديد وماتع ومفيد، لذلك تعد الفنتازيا نتيجة طبيعية لهذا التطور المستمر والسريع، كما أنها استجابة فنية وجمالية ماتعة لمجمل التغيرات التي حدثت للمجتمعات البشرية.

لذا لا يمكن بأي شكل من الآشكال، تحديد جذر تأسيسي لها بمعزل عن تاريخ الإنسانية ذاته، فهي على تنوع مراحلها، كشفت عن رغبة الفنان في إبدال الواقع المعاش بواقع آفضل، وإن كان الأفضل بالنسبة له وحده.

لذا نجدها قد ألغت السرد الآدبي أو القصصي من نتاجاتها إلى حد كبير، واختزلته بتراكيب بنائية أكثر دلالة، وغرابة، وإحالة إلى عالم اللامعقول، الذي يشكل أحجية يجب حلها من قبل الوعي الإنساني، وهو ما حتم على الفنان أن يوظف عناصره لتحقيق أقصى فاعلية للوعي، في هذا العالم اللامعقول، من حيث الشكل، والمضمون، والتقنية لنتاجه الفني بأكمله.

فيلم Morbius

لذا فإن أجمل ما في النتاجات الفنتازية، أنها تسمح لنا بأن نرى الواقع على أنه خيال، فيمكن لنا العيش فيه والتأقلم معه، كما أنها تسمح لنا بأن نتمتع بفسحة جنونية، نرى فيها الخيال واقعاً، فتخفف من حدة الضغط النفسي الناتج عن إحباط الواقع المعاش، كما يمكن عدها في الوقت ذاته حلاً وسيطاً بين إحباط الواقع، وحلول الخيال لهذا الإحباط، وهو ما يسمح لنا أيضاً بالتمتع بصفاء نفسي، وإن لم يكن دائماً، إلا أنه يحقق توازناً ذاتياً، واستقراراً خفياً للأنا، التي كانت ولا زالت تعاني من تبعات الواقع المادي.

اعتمدت الفنتازيا كنزعة ذاتية، وقوة إبداعية خلاقة من قبل الفنان، ليحيل فيها مادية الأشياء الى عوالم صورية لها روح إنسانية، وكأنها جسد حي، له استقلاله وفاعليته ضمن فضائه الذي ينتمي إليه، وهو ما استلزم خلق مكان وزمان آخرَيْن عجائِبِيَيْن، من صنع الفنان ذاته، يشكلان عبر علاقاتهما العضوية، والحيوية مركز جذب وإدهاش للمتلقي.

لذا نجد أن العناصر البنائية والأسس التصميمية، والتقنية التكنولوجية الرقمية تعمل كمنظومة واحدةْ، اِستثمرها الفنان لإنشاء فنتازيا فنية محملة بطاقات إنسانية لها أبعاد نفسية شتى، تكشف بمجملها عن سعي الذات نحو الارتقاء المتواصل إلى حريتها المثال، أو العالم المثالي الذي يمكن لها أن تلبي كل رغباتها فيه، لذلك تكمن أهمية الفنتازيا في كونها تؤسس إطاراً جمالياً، يضم بداخله تطلعات (الفنان/الإنسان) نحو التغيير والتأثير في آن واحد.

فيلم 47 meters down

الفنتازيا إعادة إنتاج الواقع بصورة فنية مؤسسة وفقاً لرؤية تتسم بالغرائبية، والإدهاش، والابتعاد عن المألوف والمعقول، وعلى نحو تضع معه المتلقي في حيرة تأويله التي تدنيه من عتبة الشك في مدى قبول الفنان، أو رفضه لهذا الواقع، مع الإبقاء على الرغبة الفعلية لمعالجته من قبل الفنان ذاته، وهي فضلاَ عن ذلك نوع أدبي يرنو  إلى الإبهار البصري، والشد القراءاتي الذهني للمتلقي، تدخل العوامل السحرية والحكايات الخرافية والميثولوجيا كعناصر أساسية فيه، فتبدو الفضاءات الفنية تعج بحوارات جمالية لا معقولة الإدراك، أشبه بالسباحة في بحيرة هواء تتمثل فيها الحرية، وانعدام الجاذبية الوجودية الفعلية،  بأوج كمالها وفاعليتها.

لذلك يمكن عدها نمطاً فنياً، يعتمد الخيال والأساطير والخرافات والحكايات السردية الشعبية في بناء نصوصه، نظراً لقدرتها على سحب المتلقي إلى عوالم تتجلى فيها الأبعاد النفسية والرغبات الذاتية، في كامل صفائها دون قيد أو رابط إحالي.

فالفنتازيا في أبسط تعريفاتها هي خرق للقوانين الطبيعية والمنطق، وبالتالي فالنتاجات الفنتازية هي أسئلة خيالية مرسومة بصورة جمالية، تبحث عن المجهول في أمكنة ما، بينما تترك فضاء الزمن مفتوحاً دون تحديد، فالبحث متواصل عبر الزمن، فقد يكون في الزمن الماضي أو الحاضر أو استقراء للمستقبل، وهي بذلك إنما تتجاوز حدود التعيين والتحديد، للتحول إلى خطاب ثقافي إنساني، يمس أدق حالات الوعي والإدراك، فتثير وتدهش وتحيل إلى عوالم لا تنتمي إلى عالم الواقع، ولا تتقاطع معه أيضاً؛ عالم خاص له أدواته وعناصره المادية، ودلالاته الجمالية والنفسية، كما أنها أثرٌ جمالي يخضع لقوانين فيزيائية، تختلف عن العالم الذي نعيش فيه، يتناول شخوصاً غير واقعية، غريبة في العادة، يصور عالماً يتناقض بشكل ما مع العالم المادي والتجربة الواقعية، ويختلف عنها.

فيلم Interstellar

وهناك العديد من النقاد يرون أن الفنتازيا جنساً فنياً حديثاً، مستقلاً، تطور في النصف الثاني من القرن العشرينْ، اِنتشر بشكل واسع في الأدب والسينما، وتختلف إلى حد كبير عن الملحمة، والميثولوجيا، والخيال العلمي، وكتابات الرعب، وتستقل عنها.

تحقق النتاجات ذات النزعة الفنتازية إيهاماً بصرياً ، وتعدداً معنوياً في ذات المتلقي، نظراً لقدرتها على زجه في عالم متخيل، جمالي، قائم على الترقب والاندهاش والإبهار من جهة، وإضفائها أجواءً من المتعة والسرور، والحرية على الفعل القراءاتي للمتلقي من جهة أخرى، على وفق ذلك شكلت الفنتازيا، وعبر آلياتها النفسية حلاً للعديد من إشكاليات التعبير الدالِّ لدى (الفنان / الإنسان) إذ وفرت له مسوغات البناء الفني / التقني، والذي ينزاح عن مقولات الواقع المادي، كما منحته في ذات الوقت بدائل دلالية لما يخشى الإفصاح عنه لأسباب ذاتية أو موضوعية، فبدت بهذا الوصف ضرورة حوارية إنسانية، أكثر من كونها أداة فنية جمالية ،تخلق من المفردات المادية واقعاً صورياً، يعالج تناقضات الواقع وإرهاصاته المادية، دون أن تغفل ذلك النصوع المعنوي، الذي يجذب قراءات المتلقي نحو البؤر، والفجوات النصية، التي تفعل من التشابك الدلالي والإحالي بين مرجعيات النص، وأجوائه الغرائبية فيما تحويه من متع وسرور، أو حزن أو ألم، أو تجمع كليهما في تناقض مثير.

تعود الجذور (التاريخية / الإنسانية) للفنتازيا باعتبارها جنساً أدبياً، إلى عصر المثيولوجية السومرية، والمصرية القديمة، ولعل أقدمها ملحمة (جلجامش) التي ترجع إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وتليها ملحمة (إنوماليش) البابلية، وتعني (عندما تحلق عالياً) والتي تعود إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد، مروراً بأساطير الشرق الأدنى القديم صعوداً إلى الفكر اليوناني، إذ يرجح البعض أن (أرسطو) هو أول من تناولها في مؤلفاته، وبكل الأحوال كان الإغريق يولون اهتماماً بالفنتازيا في نتاجاتهم أكثر من اهتمامهم بواقعية الأحداث ومعقوليتها، فيما نجدها قد تألقت – أي الفنتازيا –  كعنصر فعال لدى مبدعي قصص (ألف ليلة وليلة).

الملك آرثر

أما في العصور الوسطى وعصر النهضة، فقد تجلت (الفنتازيا) في أسطورة (موت الملك آرثر) (توماس مالوري) عام (1471) وحكايات الفلكلور الشعبي وحكايات الجن، وتعد رسالة الغفران لـ (المعري)، والكوميديا الإلهية لـ (دانتي) من الأعمال الأولى، التي تجلت فيها الفنتازيا بكل وضوح.

وفي مطلع القرن العشرين وتحديداً في النصف الثاني منه، بدأت ملامح الفنتازيا تتضح أكثر بوصفها جنساً فنياً مستقلاً له خصوصية وفرادة، وله من الأهمية ما يجعل منه أداةً فنية، وجمالية تحدد غرائبية الفعل الجمالي، وتنسف بالشكلانية التقليدية له، إذ أخذ الفنانون بالعوم في عوالم غرائبية، دون نسف المرجع للاحتفاظ بمنطقية الأحداث في بادئ الامر، إلا أنهم بعد ذلك عمدوا إلى إقصاء المرجع، وبناء عوالم متخيلة لا صلة لها بالواقع، وباستثمار التقنية الرقمية، وأصبح  هدفهم هو التحرر من ضوابط كل ما هو مألوف وممكن ومعقول، وعلى هذا النحو تشعبت الفنتازيا إلى فروع عدة، وظهرت لها مسميات مختلفة منها الفنتازيا الكوميدية، والتاريخية، والسوداء، وفنتازيا الأرض الفانية، والأسطورية، وغيرها.

فيلم Space Odyssey

ومع أن الفنتازيا بعيدة عن الأحلام إلا أن بعض الباحثين يطلقون عليها أحياناً تسمية (أدب الأحلام)، فهي شأنها شأن الأحلام، تفتح أمام الذات آفاقاً جديدة، ومطامع واسعة، نحو التقدم للأفضل والتغيير والتبديل، وإن كان غير محتمل الوقوع، ذلك أن الفنتازيا تحمل صفة الاحتمال، والالتصاق بالحياة الاجتماعية، وتبتعد عن عزل الذات عن محيطها المجتمعي.

وعلى الرغم من التقارب بين مفهوم الفنتازيا والخيال العلمي، والطوباوي، إلا أن بعض النقاد يميزون بينها من حيث إن الفنتازيا تصور عالماً لا يمكن أن يكون، وما لم يحدث، ولن يحدث، في حين أن الخيال العلمي يتناول ما يمكن أن يحدث في المستقبل، أما الخيال الطوباوي، فيتناول ما كان من شأنه أن يحدث، لو عاد بنا التاريخ مرة أخرى، وسمح لنا بأن نتجنب أخطاءنا.

وفي قراءة نقدية للوحة الفنان (جيمس فارو والكر) المسماة خيوط الظلام

نجد عالماً فنتازياً، يتكون من زخم كثيف لعناصر بنائية مجسدة على قطعة قماش مستطيلة الشكل، يهيمن على فضائها اللون الأزرق بتدرجات متباينة، فيضفي على الفضاء الفني مسحة حلمية، وكأنها قطعة من نسج الخيال، رسم عليها الفنان وحدات بنائية بأشكال، وهيئات متنوعة، مما أعطى اللوحة مسحة فنتازية زخرفية مثيرة، وماتعة للمتلقي بشكل عام، وعلى مستويي الحس والوجدان.

وفي وسط اللوحة، قام الفنان بإضافة قطعة قماش زرقاء أيضاً خفف من وطأتها البصرية عبر طباعته عليها بأشكال نباتية بيضاء، وزعت بطريقة تناثرية، فبدت اللوحة بمجملها، كأنها قطعة أركيلوجيا (علم الآثار) فنتازيا، أو سيمفونية في عالم لا واقعي حيث تتراقص البنى اللونية والشكلية في أجواء فنتازية، تأخذ من العالم المادي عناصرها البنائية، ومن العالم الفنتازي نزعتها الغنائية التعبيرية الماتعة.

عبر القراءة البصرية للعمل الفني يمكن للمتلقي أن يلتمس بعداً نفسياً فنتازياً ذاتياً للفنان، موثقاً ومجسداً بكل وضوح عبر بث روح الفرح في خلفية اللوحة، والتي تألفت من صور عدة للطلاء بعد سكبه على القماش، ومن ثم معالجتها بنائياً من خلال الفلاتر، إذ تتراقص البنى اللونية، وتتأرجح البنى الشكلية بانحناءات وانكسارات عدة  – ومعها خيال المتلقي – مكونة أشكالاً اختزالية فنتازية، تقترب من بنى الأطفال الشكلية، فبدت خلفية اللوحة، وكأنها جزء من عالم طفولي مليء بالسعادة، ومعاني الفرح، أضاف إليه الفنان قطعة قماش جرافيكية مزخرفة، بأشكال نباتية في إشارة منه إلى بهجة الروح النقية ،ومتعتها الجمالية ،وهي تتجاوب وتتناغم مع مفردات الطبيعة، تلك التي حلت الوحدات المصطنعة والافتراضية محلها، وهو ما يمنح المتلقي متعة ، وانتشاءً نفسياً حين يقرأ اللوحة، فيندهش إلى هذه الحوارية الصورية ،وهي تظهر جزءاً من مكنونات ذاته، وتطلعه عليها ،وتجسدها بمسحة فنتازية طالما حلم بتحقيقها، فتبعث فيه توازناً نفسياً بين ما كان يبحث عنه ويحلم به، وبين ما يجده متجسداً أمامه، فيتسامى بأي حنين مكبوت داخل طيات ذاته، فيرتقي شيئاً فشيئاً إلى مصاف الانبهار والاستمتاع، الاستمتاع بالمعرفة، أو بنمط المعرفة التي يقدمها العمل الفني، والاستمتاع بفنتازيا التصوير والدلالات، والأحاسيس المتوالدة عنه.

يمكن لمتلقي لوحة خيوط الظلام أن يستشعر نزوعاً فنتازياً موضوعياً فيه، تتمثل في التقنية الفنية الرقمية التي استخدمها الفنان، لإخراج نصه الجمالي بهذه الصورة، إذ عمد إلى خلق حوارية غرائبية تجمع بين العناصر المادية (البنى النصية) للوحة، وبين دلالاتها، أو إحالتها المرجعية، ومن ثَمَّ توليفها في علاقة تواصلية تفاعلية مع برامجيات الرسم الحاسوبي، فضلاً عن أساليب الرسم التقليدي، وتحديداً في خلفية اللوحة التي تتقارب الى حد كبير مع أسلوب (جاكسون بولوك) في سكب الألوان وتقطيرها، فأنتج الفنان نصاً تجريدياً سحرياً، يتعالى على التوصيف المادي؛ يجمع بين الشكل المجرد، واللون، والمزاج، والمدلول المتعدد الإحالات، فبرزت فنتازية جمالية، وظفت فيها تقنيات الطلاء والكولاج الرقمي، فضلاَ عن ذلك، فقد ضَمَّنَ الفنانُ لوحتَهُ خرقاً بصرياً للمتلقي، وذلك فيما استخدم تقنية الكولاج عبر إلصاق قطعة القماش المزخرفة، وعلى نحو بدت فيه، وكأنها تسبح على أرضية لونية تنقيطية، وفقاَ لأسلوب جمع فيه بينها، وبين المؤشرات الرقمية والرسم الحر، فيصعب على المتلقي الفصل بينهما، إذ ينتقل الفنان من أسلوب الرسم بالأدوات التقليدية إلى الأدوات في برمجيات الحاسوب، وذلك لاستثمار أقصى حد ممكن من الإمكانيات التقنية ، لكليهما معاً.

فضلاَ عما تقدمه تقنية الكولاج الرقمي من إظهاريه عالية الترميز، والتعبير عن الخصائص الدلالية للبنى الشكلية واللونية، إضافة إلى دور الفلاتر الرقمية التي تتمتع بقابلية عالية في إضافة العديد من المؤثرات التي تسهم في دمج الخيال بالواقع، والمادي والرقمي معاً، فأبدع الفنان في إزالة أي فوارق مادية بين قوة التعبير الفني ، بين تقنية الكولاج التقليدية، والأخرى الرقمية، وهو ما أمكن له أن يصعد من القيمة التعبيرية، والدقة الرقمية للعمل برمته، وأسهم في تفعيل فنتازيا ماتعة، تركن إلى معطيات موضوعية (تقنية) تخترق جمود التكنولوجيا، وعدم قدرتها في التعبير، لتصعد من تفاعل الذات مع الأجواء الفنتازية، التي تفصح عنها التقنية التكنولوجية ـ، والأسلوبية الأدائية للعمل الفني.

توجه الفنان صوب التقنية الرقمية لخلق فنتازيا جمالية تواكب سرعة التطور التكنولوجي للعصر، إلا أنه لم يستثنِ قوة العناصر البنائية، وفاعليتها في خلق فنتازيا جمالية، تركن إلى معطيات مادية منبثقة من إمكانيات الواقع المادي للمتلقي، فالبنى الشكلية المختزلة، واللونية المتعددة بين الأزرق والأحمر، والأصفر، والأبيض، والخطوط المتحركة بمرونة والتواء، أمكن لها أن تضفي حيوية ودينامية، شكلت نقط جذب تمتع المتلقي على المستوى القراءاتي، والتفاعلي ضمن اللوحة نفسها، مما ولَّد إمتاعاً جمالياً موضوعياً لفنتازيا سحرية.

كما أمكن للفنان أن يستثمر التقنية الرقمية، ويوظفها وفقاً للأسس التصميمية البنائية المتعارف عليها، إذ ستثمر السيادة الشكلية على نحو شغل به فضاء اللوحة كله، فبدت الأشكال، وكأنها تتراقص معاً في أجواء سحرية، وعلى هذا النحو عملت السيادة الشكلية على إبراز وإظهار الشكل الجرافيتي مع كامل قيمته اللونية، وملمسه الحقيقي، أو المادي، وكما أمكن للفنان أن يظهر التنوع اللوني بشكل فنتازي جلي، فبدت اللوحة، وكأنها نسيجٌ من بنى مادية، ولا مادية واقعية، وغير واقعية معاً، بمساعدة البرامجيات الحاسوبية في إنجاز مهمتها هذه.

أما التباين الشكلي والحجمي بين الكولاج الرقمي والخلفية، أو أرضية اللوحة، فقد عالجها الفنان بأسلوب تقني يظهر من خلاله قيم جمالية عدة، تخترق تداولية المألوف، واستهلاكية المتفق عليه، فجمع بين الأضداد في تباين متوحد غريب بين الخامات، والألوان، والتقنيات، والمعالجات الرقمية، فأبرز لنا صورة خيالية يطرب لها البصر، وترتاح لها الأنفس، كونها جزءاً من فنتازيا الروح، والتي تبحث النفس عنها في عوالم الأشياء والموجودات.

ــــــــــــــــــــــــــــ

باحثة واكاديمية بـ كلية الفنون الجميلة جامعة بابل ــ العــراق

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى