حصة الحمدان: الكويت.. أمي وأبي.
حصة الحمدان★
لا أعرف كيف أبوح بمشاعر الحب والانتماء التي أحملها داخلي تجاه الوطن الذي ولدت به ، فلم أجد المفردات التي تعبر عن حب الأرض التي انطلقت بها نشأتي، حتى بدأت مشاعر الحرقة تحيطني، من أين أبدأ ؟ وكيف أعبر عن هويتي ؟ أخذت أكتب بعض الكلمات حتى أنطلق ثم أعود لأحذفها؛ لأنها قليلة في حق الوطن الذي أراه أمي وأبي، حديث شديد العطش يسكن بداخلي، أحاول ترويته من خلال الكتابة، كنت أعلم بأن الحب يصل إلى حد الجنون ، ولكن لم أكن أدري بأن مشاعري تجاه وطني ستجعلني أصل إلى مرحلة ما بعد الجنون التي بسببها أصبحت أقاتل عاطفتي مع عقلي لكي أعبر عن شعوري.
كآلة موسيقية:
ومنذ هذه اللحظة بدأ قلبي يخفق مثل الآلة الموسيقية، وشعرتُ بأن تلك الدقات المعزوفة داخل فؤادي هي أغنية سمعتها من قبل ، ومن دون وعي أصبحت اتفاعل مع تلك النغمات وأردد بصوت عال: ( أنا كويتي أنا.. أنا قول وفعل).. ثم نقلتني ضربات قلبي إلى موسيقى أخرى جعلتني أشعر بـ أصوات الشموخ والفخر ترنُ في سمعي ، فبدأت أغني مع نغمات قلبي (الكويت بلادنا الكويت .. أرواحنا سورها.. أرواحنا سورها) ، فباتت دقات قلبي تقفز بنغمات الأغاني المعبرة عن مشاعري الوطنية والحب التي تعبر عن شعوري الذي يضعف أمام تعبيري للوطن الذي أنتمي إليه..خوفًا من أن أعبر عن حبي بكلمات لا توفي بحق روحي وكل حياتي وجنة الله في الأرض (الكويت) .
كيف أعبر عن هُويتي ؟
عند كتابتي لهذا السؤال كنتُ أسمع صوت إحساسي الداخلي وهو غارق بالطرب، ويكرر الأغنية في كل مرة ترى عيني السؤال ، حينها تركت كل ما في يدي وأصبحت أهتف مع إحساسي عبر تلك الأغنية التي اختصرت إجابة حب طويلة ، حيث بدأت أغني بكل فخر: (أنا كويتي وأبوي وجدي وخالي.. وقت الشدايد بغالي الروح نفديها) ، حينها أدركت بأنني محظوظة لأنني أنتمي إلى دولة بإمكاني التعبير عن حبي لها من خلال الأغاني التي كتبها الشعراء وغنى الفنانين لأجلها ، فإنني من (وطني حبيبي) أبدأ .. ومن (وطن النهار) أنتهي .
وكذلك نحنُ من أجل (أم الثلاث أسوار) كلمات بدر بورسلي، وألحان عبد الرب إدريس، وغناء عبد الكريم عبد القادر ، نصبح سورها الرابع ..، وأرواحنا تُغرد (الكويت هي دارنا) ، والسؤال الذي إلى الآن لم نتلقى إجابته (من هو مثل الكويت؟) ..
والوصية المخلدة في دمائنا (ياللي تحب الكويت ..لا تقطع الآمال) فمنذ طفولتنا نردد (كلنا للكويت .. والكويت لنا) ، وفي عيد الاستقلال ننشد لها (حماة العرين)، و في عيد التحرير نغني لها (انتصرنا)، ونختتم أعيادنا الوطنية بقولنا ( الكويت تبقى الأولى.. وأغلى بلد في العالم)، و اليوم بكل مشاعر العز والفخر نردد السمع والطاعة لوالدنا مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه .
★خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الأدب والنقد المسرحي -الكويت.