منى علي: كيف تدار المهرجانات السينمائية ؟
منى علي ★
ضمن فعاليات مهرجان السينما الإفريقية بالأقصر، انعقدت يوم السبت 10 فبراير، بقاعة رع في فندق الجوفيد، ندوةً عن كيفية إدارة المهرجانات السينمائية،
طرحت الأستاذة عزة الحسيني -مديرة المهرجان- سؤالًا للضيوف في بداية الندوة عن كيفية التصرف وقت الأزمات، وهل يجب إلغاء المهرجانات والأحداث الفنية وقت الأزمات والحروب أم لا؟
من جانبه أجاب المخرج والمنتج اللبناني “سام لحود “مدير مهرجان بيروت لأفلام المرأة، أنه مع عدم إلغاء المهرجانات وضد إلغاء أي حدث ثقافي أو فني في وقت الأزمات لأن السينما أداة من أدوات المقاومة، والسينما تشجع على الوفاق والتغلب على النزعات وتقرب وجهات النظر، واذا لازمنا الصمت وقت الصراع فأننا نكون كسنمائيين ندعم فكره الكره ونقطع الطريق على التواصل بين الشعوب، وعلينا العمل على اجتذاب الإعلام لمساعدة صناع السينما والتوعية بأهمية الأحداث الثقافية.
أما الأستاذة “لمياء قيقا” من تونس الناقدة والمديرة الفنية لمهرجان قرطاج السينمائي قالت أنها لا ترى ضرورة في إلغاء المهرجانات، وربما يكون التأجيل لبعض الوقت هو الحل الأمثل إلا أن القرارات السياسية تلعب دورًا من خلال ممارسة سلطة على المظاهر الفنية وتحكمها بمعاييرها الخاصة التي تعمل على إرضاء المزاج الشعبوي وتقوم بإلغاء المهرجانات التي تمولها.
وأضاف الأستاذ “عصام زكريا” الناقد ورئيس مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية أن المهرجانات الثقافية ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها وقت الأزمات فدور المهرجانات أكبر لأن تأثيرها بإلقاء الضوء على القضايا يكون ذات مدى أوسع فأي مهرجان ثقافي قام بإلقاء الضوء على القضية الفلسطينة فيما مضى ربما لم يحصد نفس التأثير عند تسليط الضوء عليها وقت الأزمة فربما في الأوقات العادية لا أحد يهتم بنفس القدر وقت حدوث الأزمة.
ثم سألت الأستاذة عزة الحسيني عن أهمية وجود دعم مالي للمهرجانات من قبل الدولة، هل هو مفيد أو مقيد للعمل الإبداعي، كما طرحت سؤالًا هل البيروقطية والفن لا يتقابلان ؟
وأجاب الناقد “عصام زكريا” أن التمويل الحكومي يفرض بنود على المهرجانات تكون معقدة، ويُصعب من عملية إدارة الميزانية المرصودة، وذلك يكون من العيوب التي تفرض قيود على المهرجانات، فمهرجان الإسماعيلية مهرجان تخصص له ميزانية من الدولة ولكن نستغرق الكثير من الوقت من إنهاء الموافقات والإمضاءات، ويجب العمل على تنويع مصادر التمويل حتى لا تقتل الييروقطية العملية الإبداعية والعمل على تنمية مجتمع يتبنى الأحداث الثقافية حتى تمتلك الإدارات مرونه من أجل تحقيق وجهة نظرها الفنية.
ثم انتقلت الأستاذة “عزة الحسيني” للسؤال عن كيفية اختيار الأفلام للمهرجانات؟ وهل هناك معايير معينة يجب مراعتها؟
فأجاب الأستاذ عصام، في البداية كانت فرصة الأفلام التسجلية ذات التفاصيل الفنية المتخصصة ليست كبيرة، ولكن الآن أصبحت حتى المهرجانات الكبري تريد عرضها وأصبح لديها مشاهدين ولم تصبح غريبة على الجمهور كما كانت في السابق، ولكن المهرجانات المخصصة للأفلام ذات الميزانيات المحدودة تُيح فرصة أكبر، فحين لا تكون هناك منافسة مع الأفلام التجارية ذات الميزانيات الضخمة التي تمتلك النجوم والإمكانيات الكبيرة، تكون ليست على الهامش بل تكون في الصدارة، وذلك يجعل الاختيار صعب جدًا على إدارات تلك المهرجانات، لأن الاختيار يكون تحدي كبير فالأفلام الوثائقية أنواع كثيرة ويجب أن نضمن أن تمثل كل الأنواع كالاجتماعي والتاريخي وغيرها، وكذالك مراعاة التنوع الجغرافي وأن تمثل كل قارة.
وقال “سام لحود” أن معايير الاختيار يجب أن تتركز حول أننا فنانين لدينا أفكار نبحث عن وجهات لعرضها وليس تقديم رسائل.
وأضافت الأستاذة “لمياء” أن النجوم يفضلون المهرجانات التي تقدم أموال للأفلام ولكن السؤال هل ستستمر تلك المهرجانات، والسؤال الأهم هو كيفية الحفاظ على الجمهور، والقاعات صارت نادرة وصغيرة ولا تستوعب جميع من يريدون المشاهدة. ويجب مراعاة جودة الشاشات التي ستُعرض عليها الأفلام لأن صناع الأفلام يستأمنونا على أفلامهم، وأن إدارت المهرجانات يجب أن يكون لها دور في التوزيع للأفلام، ولكن لا توجد قاعات وشاشات كافية تلك مشكله في الوطن العربي وإفريقيا. وهو ما يُصعب فرصة انتشار الأفلام التسجيلية في الوطن العربي.
★كاتبة صحفية-مصر.