أخبار ومتابعات

الشطي والعثمان، يتألقان في جامعة الكويت.

خاص: نقد X نقد

ضمن أنشطة اللجنة الثقافية بقسم اللغة العربية وآدابها، التي تشرف عليها، وتُعِدُّ برنامجها أستاذة اللغة العربية في جامعة الكويت أ. د/ نورية الرومي.
أقيمت صباح الإثنين 7 إبريل 2025، ندوة بعنوان (تجارب قصصية) بإدارة د. إيمان الشرهان، حاضر فيها قامات الأدب الكويتي؛ القاصّ والروائي والباحث أ.د. سليمان الشطي، والأديبة القاصة الروائية ليلى العثمان، بحضور عدد كبير من أساتذة الجامعة وطلابها، ولفيف من أدباء الكويت.

الجابر والدعاس مع الأديبة ليلى العثمان

مصادفات في حياته! 

بعد أن رحَّبت د. إيمان بالضيفين الكريمين بالتوقف عند مكانتهما الأدبية الرفيعة، ومنجزهما المميز على مستوى الثقافة والأدب في الكويت، بدأ د. الشطي الندوة بأسلوبه السلسل والماتع، مؤكداً أن الحديث عن النفس من أصعب الأمور؛ لذا قرَّر تناول تجربته ضمن عرض لتجارب مجايليه، والتي بدأت مطلع الستينيات، ومِنْ ثَمَّ عَرَّج باختصار للحديث عن مسيرته الأدبية، مشيراً للعلاقة، التي تربطه بالكاتب عبد العزيز السريع، الذي كان بين حضور الندوة، ومتوقفاً عند تجربة الراحل إسماعيل فهد إسماعيل، الذي شَكَّل في كتاباته، نقلة في الأدب القصصي والروائي في الكويت، والمنطقة، والقاص سليمان الخليفي، الذي كانت له بصمة خاصة في القصة الكويتية، ومِنْ ثَمَّ توقف عند الجيل الثاني من الكُتَّاب، مشيراً لتجربة الأديب طالب الرفاعي، والروائي القاصّ وليد الرجيب، ودلَّل على بروز ذلك الجيل بقصة تحت عنوان (البرغي) لوليد الرجيب، كونها تمسه باعتباره أستاذاً للغة عربية، تلك الوظيفة، التي كان للمصادفة دور في تكوينها، وفي مسار حياته بالكامل.

د. الشطي و الأديبة ليلى العثمان وبينهما د. إيمان الشرهان


وضمن تناوله لمسيرته توقَّف الشطي عند مرحلة الطفولة، التي تميَّز فيها بالخطابة والفصاحة، ومِنْ ثَمَّ توقَّف عند الكتابة، التي برزت في مرحلة مبكرة من عمره، الأمر الذي تطَوَّر بفضل اهتمام بعض الشخصيات به، وبمحاولاته الأولى، بل إنه تحدَّث للمرة الأولى في ندوة عامة بفضل بحث عن الموسيقى، التي لم يكن يعرف عنها شيئاً ، حيث وجد فيه أحد المعلمين بَذرة بحثية مميزة، تلك التجربة، التي عَرَّفته على الأديب المعروف المرحوم حمد الرجيب، ومِنْ ثَمَّ توالت المواقف الجميلة من الأسماء المؤثرة في حياته مثل الإعلاميين المرحومين رضا الفيلي، وسالم فهد ، فعرضت بعض قصصه في الإذاعة والصحافة، والموقف الأهم في حياته، حين تخَرَّج من معهد المعلمين، وتم صدور قرار تعيينه مع مجموعة من الخريجين كمعلمين، لكن تصادف والأديب طارق عبد الله، الذي أقنعه بالالتحاق بجامعة الكويت، التي كانت قد فتحت أبوابها عام 1966، فكان ذلك الانتقال، الذي قادته المصادفة، التي طالما لعبت معه دورها في كثير من مراحل حياته، وهكذا فيما يتعلق بتوليه وطارق عبد الله هيئة تحرير مجلة الرائد الصادرة عن جمعية المعلمين ، ومِنْ ثَمَّ استمراره معيداً في الجامعة، حتى وصل إلى أستاذ في قسم اللغة العربية فيها.

جانب من الحضور


وخلال تلك الفترة، نشر مجموعاته القصصية والروائية، مثل: صمت يتمدد، الورد لك …الشوك لي، رجال من الرف العالي.

لو لم أكن قاصة!
وعند انتقال الحديث للكاتبة ليلى العثمان، بدأت حديثها قائلة: “لو لم أكن قاصَّة وروائية؛ لتمنيت أن أكون ممثلة مسرح مثل سميحة أيوب” ومِنْ ثَمَّ أكملت حديثها الشائق، والذي توقفت فيه عند حياتها الأسرية، ومِنْ ثَمَّ تجربتها الطويلة في المجال الأدبي، فأشارت إلى أن بدايتها كانت من خلال حبها للرسم، فكانت تضع بصمتها الأولى عبر الفحم على جدران بيتها، لكنها لم تجد تشجيعاً من أخيها، الذي منعها من ذلك مُحَذِّرَاً إياها من الدخول إلى النار، ومِنْ ثَمَّ انتقالها للموسيقى، لكن والدها رفض تعلُّمِها للبيانو، بعدها وخلال مرحلتها الدراسية، تعلقت بالمسرح المدرسي، فاختاروها؛ لتمثل دور كليوباترا في إحدى المسابقات المدرسية، وقبل اقتراب موعد الحفل بأيام قليلة، رفض والدها التحاقها بالتمثيل، الذي أحبته جداً، ولأن الوقت لم يكن في صالح المدرسة، فقد تحدَّثت إدارة المدرسة مع والدها، الذي أُرْغِمَ على الموافقة، بشرط أن لا يتم الإعلان عن اسمها حفاظاً على سمعة العائلة، لكنها وحين أبدعت في دورها إلى الدرجة، التي وقف فيها مدير إدارة المعارف حينذاك المرحوم الراحل الشيخ عبد الله الجابر مصفقاً، هنا شعر الوالد بالسعادة، وذكر بفخر أمام الجميع أن تلك الفتاة ابنته، وأضافت العثمان، أنها نشأت محرومة من حنان الأم، كونها لم تَعِشْ إلا مع زوجات أبيها، وبالرغم من أن أبيها كان شاعراً معروفاً ( الشاعر عبد الله عبد اللطيف العثمان ) ذلك الأمر، الذي أثَّرَ عليها كثيراً بشكل نفسي، وحرمها من أشياء كثيرة، كانت تود أن تعملها، ومنها التمثيل.

الجابر مع الأديب المسرحي عبد العزيز السريع


وأشارت ليلى العثمان أنها بدأت بالشعر، وأصدرت ديوانها الأول، الذي أهدته للناقد والأديب الفلسطيني وليد أبو بكر، الذي كان يعمل في الصحافة الكويتية حينذاك، ولم يلقَ القبول منه ، فتوجَّهت إلى القصة القصيرة، وكان هو المشجع الأساسي، والداعم الرئيسي لها.
وأكدَّت على أن أغلب أعمالها، اِنطلقت من قضايا كانت تحيط بها، أو تعاني منها ، ولكنها استغربت من تعلق الناس برواية (وسمية تخرج من البحر) ، التي تحَوَّلَت إلى سهرة تلفزيونية، ومسرحية ، وأخذت اهتماماً كبيراً، رغم أنها ترى أن كثيراً من الروايات، التي كتبتها مثل : المرأة والقطة ، وفي الليل تأتي العيون ، وخذها لا أريدها، شَكَّلَتْ مساراً مختلفاً بالنسبة لها ، وبينَّت أن سجن النساء، هو السبب في ظهور روايتها صفية؛ حيث طلبت يومها من وزير الداخلية إذناً بزيارة سجن النساء، والاطلاع على تجاربهن، ومن هنا كان لقاؤها مع شخصية نسائية، كانت بطلتها في تلك الرواية .

تكريم من قبل د. نورية الرومي و د. بو عباس


وختمت العثمان حديثها بأنها مُنْكَبَّةٌ الآن على رواية بعنوان ( أنهم يأكلون الحمص ) تدور أحدائها حول الفلسطينيين، الذين نزح كثير منهم إلى الكويت إبَّان عام 1948 وشارك كثير منهم في صناعة المشهد التربوي، والثقافي، والأدبي في الكويت.

مداخلات الحضور


بعدها فُتِحَ باب الحوار، تحدَّثت القاصَّة د. جميلة سيد علي ، التي شكرت اللجنة الثقافية، ود.الرومي على اللقاء بمثل هذه القامات، التي كان لها دور كبير في مسيرة الأدب في الكويت ، بعدها تحدَّث الأديب المسرحي الكبير عبد العزيز السريع، عن علاقته بالمُحَاضِر الشطي، ودوره في الثقافة في الكويت، وعن مكانة ليلى العثمان في المشهد الأدبي الكويتي ، وأنه كان يتمنى منها أن تُسْهِبَ في الحديث عن ارتباطها بوليد أبو بكر، ودوره في مساندتها، معاتباً على د. الشطي عدم الحديث عن تجربته المسرحية الطويلة، أما الكاتب والناقد المسرحي علاء الجابر، فقد تحدَّث عن سعادته بالجانب الإنساني للأديبين الكبيرين، وعن دور الشطي الكبير، مسرحياً من خلال كتابه المهم (المسرح في الكويت) وفخره بأن يشير الشطي للجابر في الكتاب، وتوقَّف الجابر عند ذكرياته مع الأديب وليد أبو بكر، ودوره المهم في المشهد الثقافي في الكويت، وخاصة في مجال النقد، وكيف كان يهابه الكثيرون، رغم محبتهم له ولآرائه، وتحدَّث عن معرفته الأولى للأديبة ليلى العثمان، منذ سنوات طوال؛ حيث تعرَّف على جُرأتها منذ ذلك اليوم، وأشار إلى سعادته بأن تكون هاتين القامتين معهم، مشجعين وداعمين؛ حتى اليوم لجميع الأجيال.

جانب من الحضور مع د. الشطي

ختامها.. الرومي


واختَتَمَت المداخلات د. نورية الرومي، التي شكرت الأديب د.سليمان الشطي، والأديبة ليلى العثمان، على تلبيتهما دعوة اللجنة الثقافية في هذه الندوة، وبينَّت أن كلية الآداب تهتم بالأدب الكويتي، وأنها خصَّصت في مكتبة الكلية، أقساماً خاصة؛ لإصدارات المثقفين في الكويت من الشعر والرواية والقصة والمسرح والدراسات، سواء عن طريق التزود الذاتي، أو عن طريق الإهداءات من المثقفين أنفسهم، مشيرة إلى العلاقة التي تربطها بالأديبين، سواء من قراءتها لنصوصهما من مرحلة الدراسة، أو لكونها تناولت تجاربهما في الكثير من دراساتها وبحوثها.
بعدها قام رئيس قسم اللغة العربية د. حسين بو عباس، والدكتورة الرومي، بتكريم الأديبين الشطي والعثمان، بالدروع وشهادات التقدير.

الشطي والعثمان وحولهما أمين رابطة الأدباء حميدي حمود ود. جميلة سيد علي وفهد القعود و الجابر والدعاس.


حضر الندوة العديد من الجمهور والاساتذة والمثقفين ومنهم: الأديب عبد العزيز السريع، وعميد كلية الآداب د. عبد المحسن الطبطبائي، ورئيس قسم اللغة العربية د. حسين بو عباس، والأساتذة: د. يحيى أحمد، د. عبد الله الجسمي، د. محمد المطوع، د.عبير البالول، د.حمد العجمي، د. ياسين الياسين، د. آمنة الشمري، د. تركي المغيص، د. صلاح الناجم ، الكاتب عبدالمحسن المظفر، ورئيس رابطة الأدباء الكويتيين حميدي حمود المطيري، والناقد والكاتب علاء الجابر، والناقدة والكاتبة د. سعداء الدعاس، والقاصة جميلة سيد علي، والقاص فهد القعود، والكاتبة هيا الفهد، وعدد من طلبة الليسانس والماجستير والدكتوراه في قسم اللغة العربية، وعدد كبير من الحضور.


مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى