رأي

محمد فهمي: تجربة وما أجملها!

                       نقد x نقد تحتفل بعامها الأول.

محمد فهمي ★
من الرائع لأي فريق عمل الاحتفال بما قدموا طوال عام كامل أو بلغة كرة القدم طوال موسم كروي شاق، ولكن بالنسبة لي ولزملائي من الكتاب ونقاد المجلة، (نقد x نقد) هو موسم فني دسم يحمل الكثير من السعي والترقب لكل الحركات الفنية من أعمال وندوات ثقافية، ولكن قبل أن اخوض في الحديث عن تجربتي الأجمل هذا العام بعد عدد لا بأس به من السقطات.
ولكن أولًا سأغوص قليلًا في أعماق ذاكرة طفولتي التي بها الكثير من الأخطاء والقرارات المؤجلة التي أبعدتني كثيرًا عن ما رسمته في مخيلتي لمستقبلي المهني.

بداخل حجرة صغيرة يجلس تلميذ هادئ يرتدي نظارة طبية، وهو لم يكمل عامه العاشر بجانب زملائه في انتظار معلمة الفصل متلهفًا لما ستتناوله من موضوعات قد تكون شيقة وممتعة.
أخبرتنا معلمتنا الشابة بأنها لن تُلقي علينا أي دروس جديدة اليوم، بل ستنصت لنا ولأحلامنا البريئة، فنحن غارقين يوميًّا في دائرة مغلقة ما بين العلوم والرياضيات والتاريخ والجغرافيا وغيرها، وكان محور نقاشنا ” ماذا يريد كل منا أن يصبح في المستقبل؟”.
وجاءت إجابات زملائي نمطية بالنسبة لي وكانت على ما أتذكر :ضابط شرطة، دكتور، مهندس، عالم كمياء، لاعب كرة، أما إجابتي فكانت مختلفة وغريبة بالنسبة لزملائي، وهي “أريد أن أصبح كاتبًا”.
سخر زملائي من إجابتي، ولكن المعلمة كانت هادئة وصارمة في نفس الوقت، وحستهم على احترام الآخرين، وطلبت مني الاستمرار في السعي فيما أتمناه.
وظلت هذه الجملة عالقة في ذهني حتى وقتنا هذا، حتى اتخذت أول قرار لي والأهم في حياتي بأن اتعلم أولًا من أساتذة ونقاد كبار في قسم دراما ونقد مسرحي بكلية الآداب جامعة عين شمس.
وكان زملائي يرددون دائمًا بضرورة الالتحاق بورش تعلم كتابة، وأساليب النقد، والإخراج، والالتحاق بالمسرح الجامعي حتى تزيد محصلتنا اللغوية وترتقي ذائقتنا الفنية.
شاهدت إعلانًا عن تنظيم ورشة لتعلم الكتابة المسرحية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” تحت إشراف دكتور “علاء الجابر”.
لم أتردد ثانية واحدة في الالتحاق بالورشة، وكما توقعت كان أستاذًا جليلًا يملئ قلبه الشغف بالفن ورسالته، وضرورة نقله للأجيال الجديدة القادمة من الكتاب والنقاد.
انتهت ورشة دسمة مليئة بعزف منفرد وجماعي من محصلة خبرات سنين طويلة من البحث والسعي من الدكتور “علاء الجابر” حتى يعلمنا كافة أساليب الكتابة المسرحية، ولكن لم ينته شغفي بما تعلمت من الورشة واستمر السعي في عدة تجارب مختلفة، ولكن لظروف أقوى من إرادتي توقفت وبدء شغفي يقل تدريجيًّا.
وبعد مرور عامين من التوقف، أظهر لي “الفيس بوك” مقال لإحدى زميلاتي التي أعتز بهن “شيماء مصطفى”، فدخلت وقرأت واستمتعت بما كتبته، ولكن لم أكتف بمقال واحد فقط.
وجدت عشرات المقالات بين عالم السينما للشاشة الصغيرة والأخبار فنية، وتغطية لندوات ثقافية، وقراءة تحليلية لبعض الروايات داخل مجلة “نقد x نقد”، جميعها تشير أن هناك مجموعة من المتميزين اجتمعوا لتقديم محتوى فني يليق بالقراء.

المقال الأول لفهمي في المجلة.

د.علاء الجابر
ومن غيره سيكون قبطان لسفينة من الكتاب المتميزين، يقودهم دون قيود أو تحجيم لموهبتهم، وسيكون رأيه دائمًا إيجابيًّا بإضافة بعض الرتوش الجمالية التي تزيد من قيمة المقال.
اجتمعت مع دكتور علاء مرة أخرى، وطلبت منه على استحياء أن أنضم إلى تلك المجموعة، ولم يتردد لحظة واحدة في الموافقة على الرغم من ابتعادي عن الكتابة لأكثر من عامين.
مهما كتبت من سطور، وحاولت انتقاء للألفاظ الرنانة والمعاني الدسمة، فلن أستطع التعبير عن مدى حبي وامتناني لهذه التجربة الجميلة التي أراها ستذهب بعيدًا وتصبح من أهم المجالات النقدية في مصر والوطن العربي.
وفي النهاية أتقدم بكل الشكر والمحبة لزملائي في المجلة، وللدكتور “علاء” والدكتورة “سعداء” بخالص الامتنان لهذا المشروع الفني العظيم، وأن إيمانكم بتلك المواهب لن يخب أبدًا.


خريج قسم الدراما والنقد المسرحي -جامعة عين شمس -مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى