طارق بن هاني: الفارق في مجلة نقد x نقد.
طارق بن هاني ★
الفارق، يعلنُ بدايته، ويشحذُ خصوصيّتها، بما يضمن بقاءه مائزًا؛ لينتهي كإضافة نوعية معبرة عن ذاتها.
الفارق أيضًا، مواجهة المألوف الذي يصادر كلّ نزعةٍ تنزع إلى إعادة الساقط – سهوًا أو تعسفًا – من معادلة التنوّع الثريّ، إلى المعادلة نفسها. لعل ذلك ما تجسد في (مجلة نقد X نقد)، والتي أُعلنت بدايتها على يد الأستاذين د. علاء الجابر (رئيسًا للتحرير)، ود. سعداء الدعاس (مديرة للتحرير)، وأسرة التحرير، مرحّبة بالتنوع، وبكل ما هو منسيّ، أو كاد أن يُنسى، هذا على المستوى العام.
أما على المستوى الشخصيّ، فقد تلقيّت الدعوة الكريمة من أستاذتي د. سعداء الدعاس للكتابة في المجلّة، فشَحَذَتْ بتلك الدعوة الحماس. ولمّا حاولتُ أن آخذ موقفها إلى أقصى مرافئه الدلاليّة، رأيته تجسيدًا للفارق الذي ظلت تنادي به وتشحذه أستاذةً، ومديرة للتحرير فيما بعد في نفوس الكتاب الشباب، من مثل: أهميَّة الانفتاح على الآراء، وتوخي الصدق، وخوض التجربة قبل الحكم عليها.
الآن، تُكمل المجلة عامها الأول، في تألّق فارق أثلج صدور الأصدقاء، وغير الأصدقاء، وبإشراقٍ تسابقت خيوطه إلى بعض المساحات البعيدة المُجدبة – فكريًّا – فكان لها أن تحيا ببصيص ذلك النور.
وإن من النبل ربما، أن نعجب من التفاهم الفارق بين أسرة التحرير والكتّاب، والذي يجعل التجربة، فارقة، وقريبةً من الوجدان والذاكرة الطويلة لا القصيرة. وذلك رغم التباعد المكاني الذي ينأى بنا عن اللقاء. إلا أننا نقف على جغرافيّةِ النقد التي تتخذ كل الفنون الجميلة والآداب دولاً لها، فنسافر خلالها، ونستدلّ بها على ما وراءها، وذلك نوع من التلاقي (مجاز-حقيقي).
رحم الله الناقدة رانا أبو العلا، التي سابقها القدر، فتركت عنوانًا جميلًا ندلف منه إلى صدقٍ فارق أحزن رحيله الجميع، نسأل الله عز وجل أن يرحمها رحمة واسعة، وأن يجعل قلمها حجة لها لا عليها.
كاتب-عمان.