حوار: ساره عمرو★
ضمن أنشطة مشروع (هي في السينما) اِنعقدت ورشة تدريب لسينما الموبايل بعنوان ( كنت هِناك) ، في الفترة من يوم ٥ – ٨ أكتوبر الجاري، وهي ورشة أعلنت عنها مؤسسة Act التنموية، بالتعاون مع مؤسسة دروسوس، في الأيام الماضية، الورشة بقيادة المخرج والمدرب ( بسام مرتضى)، في حين يدير مشروع (هي في السينما)، المخرج والمونتير، (أحمد أبو الفضل).
عن تفاصيل المشروع ،حاورت مجلة نقد x نقد المخرج والمونتير أحمد أبو الفضل :
* حدِّثنا عن تكنيك تنظيم الورشة، بالإضافة لكافة المميزات المتاحة للمشاركين، من طعام، وتوفير أدوات للكتابة، وسبب كونها مجانية ؟
– المُنفذ الأساسي للمشروع، هي مؤسسة Act التنموية، بالتعاون مع مؤسسة drossos، فهناك أشياء، نحن قادرون على تحمُّل تكاليفها، لنوفر فرصة التعليم المجاني، في بعض الأنشطة، للأشخاص الذين قد يستبعدون دخول الورشة، لو كانت بمبلغ من المال، هذا هو الهدف منها، بالإضافة إلى مهرجان سينما الموبايل، الذي يقام كل عام، والهدف منه، هو مساعدة مجموعة الشباب والفتيات، الذين حضروا الورشة لِيُحَسِّنوا من مستواهم التقني، في عمل الأفلام، لِنُحَسِّن من مستوى الأفلام المشاركة في المهرجان.
*بناء على ماذا، تم اختيار المشاركين؟:
– اِستمارة التقديم بها أسئلة، نعرف من خلالها نبذة عن المشاركين ، لماذا يرغبون في التقديم في الورشة.
في الحقيقة لا تشترط الخبرات السابقة، لكن يظهر جيداً من سياق الحديث، مدى اهتمام الشخص بتلك الورشة، أو ذلك النوع من الدراسة من عدمه، نحاول انتقاء مجموعة متجانسة، من وسط الاِستمارات المقدمة، حتى يكونوا أثناء تجمعهم في مرحلة متقاربة فكرياً وإبداعياً، ليستفيدوا من الورشة بشكل كبير.
*حدِّثنا أكثر عن المهرجان :
– مهرجان سينما الموبايل، هو مهرجان للشباب، لعرض إبداعهم بالهاتف المحمول، من خلال أفلام روائية، وتسجيلية قصيرة.
تُعَدُّ مؤسسة act، هي المنفذة للمشروع، كانت تقوم بعمل المهرجان في البداية، لكن أدخلنا مؤخراً، منذ السنة الماضية، المهرجان ضمن المشروع الخاص بنا ( هي في السينما) لأن المشروع مدته، سنتان فقط، السنة الفائتة، والحالية.
* لماذا وقع الاِختيار على المدرب بسام مرتضى؟
– بسام له خبرة في التدريب، وخبرة كبيرة في مجال السينما التسجيلية تحديداً، وبالتالي اختياره كان سهلاً، لأننا أردنا أن يكون للمدرب احتكاك، بأشكال بديلة للسينما، بعيداً عن الأشكال المعتادة، كفريق ضخم، وإنتاج كبير، فليست تلك الظروف التي ستحيط بالشباب، في صناعة أفلامهم، فكنا نحتاج لمخرج قادر على تشجيعهم، على صناعة الأفلام بشكل عام، والتسجيلية بشكل خاص بسبب خبرته ، وقد عملنا معه بالفعل في ورشة إخراج (هي في السينما) وكان تقييم المتدربات إيجابياً جداً، تجاهه، وبناءً على ذلك تم اختياره مدرباً لتلك الورشة.
*وقد تحاورنا مع المخرج والمدرب (بسام مرتضى)، وبسؤاله عن مضمون الورشة أجاب قائلاً:
-الورشة عبارة عن كيفية صناعة أفلام عن طريق الهاتف المحمول، بالإضافة لتعليم أساسيات صناعة الأفلام والتصوير، وأيضاً تعمل على الحث على استخدام خصوصية التليفون المحمول في حياتنا، لكي ننتج منها عدداً من الأفلام، التي تُعَبِّر عنَّا وعن أحلامنا ومشاعرنا، وكيفية استخدام مخزوننا كأفراد، في إنتاج أفلام قصيرة، تشبهنا.
* هل الورشة تُشبِعُ لديك شغف الأفلام التسجيلية، لذلك قمت بالتدريب فيها، ووضعت خبراتك السابقة بها ، لتنميتها؟
– أنا مؤمن بأن تعليم السينما شيء تشاركي، وأن وجود الورش، والمشاركة بين السينمائيين، ونقل خبراتهم، يساعد على تعلم صناعة الأفلام .
عندما بدأت في تعلم السينما، وصناعة الأفلام، كانت فكرة الورش محدودة جداً، لكنها كانت مبادرات مهمة من سينمائيين، مثل أكاديمية تكنولوجيا تعليم السينما، وجوزيت القاهرة، ومدرسة السينما بالإسكندرية، كل هذه أماكن تعليمية، أصبحت أساسية لتعليم السينما.
فأنا أصدق هذه الفكرة، في تعليم فن السينما، وأرى أن جزءاً من تطويري كمخرج بمجال السينما، نابع من مشاركة معرفتي عنها، وعن الصناعة، واستقبال زملاء جدد، بأفكار جديدة، وأحلام جديدة، لتطوير المشهد السينمائي، وفتح المجال لأكبر عدد ممكن من الناس، لإنقاذ صناعة السينما في مصر، على شرط أن يكون لهؤلاء الناس، علاقة بفن السينما، حيث أصبحت معظم الأفلام السينمائية، ومنها التجارية، ضعيفة الصنع، وركيكة ، مما جعل السينما المصرية في تراجع، مع وجود الأمل في زيادة عدد محبي السينما، وصناع الأفلام أيضاً.
*المشروع اسمه هي للسينما، هل المشروع مختص بالمرأة فقط، ولماذا هي تحديداً ؟
– يوجد جزء من المشروع مختص بالمرأة فقط، لكن أيضاً جزء من الأنشطة المشتركة، مثل الورش، تكون مختلطة بين الأناث والذكور، فالجزء الرئيسي، والهدف من الورشة، هو الدمج بين الذكور والإناث، حيث إن صناعة السينما في مصر، بات يسيطر عليها عدد كبير من الرجال، وبدأت أعداد النساء تقل، وفي ورشة صناعة الأفلام، نريد عودة الدمج بين الذكور والأناث، ليعملوا سوياً في صناعة الأفلام، ونريد أيضاً، الاِهتمام بقضايا المرأة، لنجعل الجمهور بمختلف فئاته، يعيد النظر لقضايا المرأة .
*من وجهة نظر المخرج بسام مرتضى، ما هي نوعية الأفلام، التي تصل إلى الجمهور بشكل كبير؟ وهل ترى أن نوعية الأفلام التسجيلية الثقافية، أفيد للمواطن العربي، من الأفلام الروائية؟:
– لا أرى أن هناك شيئاً أفيد من شيء في السينما، أرى أن هناك جزءاً رئيسياً، لتوسيع نوعية إنتاج الأفلام، لفترات طويلة، فقد عَوَّدْنا المتفرجَ، وحصرناه في نمط معين، خلال صناعة الأفلام، بنفس المؤديين، ونفس طريقة السرد والحكي، لتكون حجة المنتجين، أن الجمهور لا يقبل أنماط سينمائية أخرى، إنما يريد هذا النمط، على الرغم من أننا لدينا رصيد متنوع من الأفلام السينمائية، فكان هناك تنوع في جهات الإنتاج، وتنوع في أنواع الأفلام من أفلام رومانسية، وأكشن، وبوليسية، واجتماعية، وغيرها، وكان هناك تنوع في نمط الإنتاج الضخم، لكن المنتجين قرروا تسليم الأمر، لنمط ونوع واحد، بحجة رغبة الجمهور في هذا النمط، لكنها حجة غير حقيقية، فنرى الجمهور مقبلاً على الأفلام التسجيلية، وأفلام المهرجانات، ذات الأنواع المختلفة.
أما بالنسبة لحصر الجمهور العربي، في نمط واحد من الأفلام، فهذا يُعَدُّ في رأيي ظلماً كبيراً، فدور مخرجي ومحبي السينما، التوسيع من الدائرة الإنتاجية ، حتى لو تعاملنا مع عدد قليل من الجمهور.
* لو حدث التوسع، وتساوت كفة الأفلام الروائية مع التسجيلية، في رأيك ما الذي سيعجب الجمهور أكثر، أو ما الذي قد يحقق نجاحاً أكبرَ؟
– الأفلام الروائية ستظل هي الأفلام، التي تحقق أفضل نجاح، وأفضل عائد، فهي تحقق شيئاً رئيسياً، له علاقة بالتسلية، والطقس المعتاد للترفيه عن النفس، لدى الجمهور، حيث يتملك الناسَ شيءٌ من السحر الإنساني، برؤية نجومهم المفضلين، هذا شيء موجود لا جدال عليه، الفكرة تتعلق فقط بالمنطق، الذي ينص على فكرة، إما أن أقوم بعمل شيء كبير، يحقق عائداً مادياً كبيراً، أو لا أفعل، فهذا منطق غريب جداً ، لأن التجربة، قد أثبتت لنا أنه لو كان هذا هو المنطق الموجود، فمع أول هزة إنتاجية سيختفي، فلو كان لدينا، سينما مستقلة قادرة على الإنتاج بشكل منتظم، ولديها مساعدات أكثر ، ولو الدولة سمحت لها بمساحات من العرض، وغيره، كل ذلك قد يجعل السينما المستقلة، قادرة على إزاحة كم كبير من الفراغات الموجود على الساحة، فالأفلام التجارية، ستظل تنجح بالتأكيد، لكن صناع الأفلام طوال الوقت، يحتاجون إلى إنتاج فنونهم المتنوعة، ويتجهون نحو الجمهور بذلك، كل الأفلام بأنواعها، ستحقق نسب مشاهدة، لو هناك خط سليم وواضح، في علاقة صناع الأفلام بالجمهور مباشرة، فلو أن عملية التوزيع حرة ، وتصل لكافة فئات الناس، لنجحت كل الأفلام، بما فيها الأفلام الرديئة والسيئة، ومنها المعقدة والفنية جداً.
القائمون على المشروع :
أحمد أبو الفضل مدير مشروع (هي في السينما)، لتعليم الشباب والفتيات، فنون وحرفة صناعة الأفلام,
تخرج في معهد السينما عام ٢٠١٤، قسم إخراج. عمل مخرجاً، ومصوراً، ومونتيراً، وناقداً، ومصححاً للألوان.
بسام مرتضى
هو مخرج أفلام، يخرج بشكل رئيسي أفلام تسجيلية، أنجز فيلمه التسجيلي القصير الأول، «بيت حلوان» في ٢٠٠٦ ، وشارك في عديد من المهرجانات الدولية، عرض فيلمه التسجيلي الطويل “الثورة.. خبر” في مهرجان برلين السينمائى الدولي، عام ٢٠١٢، حصد فيلمه التسجيلي القصير “في انتظار العائد من الجبل” على جائزة مهرجان “الجزويت مسار ٢٠١٥ ” ، كما عرض فيلمه التسجيلي القصير “البحث عن غزالة” في مسابقة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ٢٠١٩.
حصد مشروع فيلمه التسجيلي الطويل “أبو زعبل ٨٩” على جائزة روبرت بوش، للإنتاج الدولي المشترك.
شارك بسام كعضو لجنة تحكيم في عدد من مسابقات السيناريو لشباب الكُتَّاب، وهو شريك مؤسس في “سيرة فيلمز” للإنتاج، وهو كذلك مدرب في ورشة صناعة الأفلام.