حوارات وتحقيقات

يوسف العصفور:”فيصل العميري”.. لهذا جسَّدتُ شخصية فايق عبد الجليل!


حاوره: يوسف  جمال العصفور★
فيصل العميري ..مخرج وممثل مسرحي وتلفزيوني وسينمائي  كويتي ،  وأستاذ التمثيل والإخراج في المعهد العالي للفنون المسرحية، قدم العديد من الأعمال المسرحية النخبوية، ونال عشرات الجوائز ،  له العديد من المسرحيات  ممثلاً ومخرجاً ومنها:  الهشيم ، طقوس وحشية، صدى الصمت ، القلعة ، و المسلسلات التلفزيونية الناجحة مثل مسلسل: خالد بن الوليد ، غصات الحنين، عنترة، تورا بورا  ، الدولة العميقة، كما شارك في السينما بأعمال مثل كان رفيجي، حبيب الأرض.

مجلة نقد ×نقد التقت بالعميري وكان هذا الحوار:

1-ما هو سبب ابتعادك عن المسرح التجاري، واكتفائك بمسرح المهرجانات ؟

أولاً، المسرح يبقى مسرحاً سواء كان شباك تذاكر، أو مهرجانات، لكن عدم خوضي تجارب في المسرح التجاري إذا صح التعبير، هو بسبب الفقر الموجود به فقر النص واعتمادهم على الفكرة، والاستخفاف بعقول المشاهدين، أن يكون هناك كوميديا لا تعتمد على الموقف، وإنما تعتمد على السخرية، أي إضحاك الآخرين على الآخرين في بعض العروض من أجل المادة، وهذا ما أرفضه رفضاً تامّاً؛ لأنني  دارس أمتلك هواية، والمعهد العالي للفنون المسرحية، صقل لي هذه الهواية، وعلى إثرها أحببت ما قُدم لي في المعهد من خلال المحاضرات، والمسرحيات، فأُعجبت بهذا الأسلوب من المسرح .

2- لو كنتَ مسؤولاً في رقابة النصوص، ولك القرار في رفض أي نص، هل ستوافق على النصوص التي تطرح في المواسم المسرحية، أم لا ؟

بلا شك لن أرفض رفضاً قطعياً للنصوص التي تُطرح على الرقابة؛ لأن هناك رقابة للنص، ورقابة مرئية، قد يكون النص جيداً، أو جيداً جداً، لكن ما يُقدّم يكون مبتذلاً، وهنا تقع المشكلة، أما أن يأتيك نص غير سليم، من الممكن طفل، أو مراهق يشاهده، بلا شك سأكون رافضاً لهذا النص، لكن قبل أن أرفض، يجب أن أجلس مع الكاتب؛ لكي يُوَضِّحَ لي ما هو مبهم في النص.

3- لو عُرِض عليك من قِبَل أحد المنتجين؛ بأن تختار نصاً من سلسله المسرح العالمي، وتقوم بإخراجه لعرض جماهيري تجاري، هل توافق أم لا، ولماذا؟
سلسلة المسرح العالمي، أنا مُطَلِّع عليها اطلاعاً جيداً، ولكن لا أهوى أن أخرجها، وأُفضِّل أن تظل للقراءة فقط،  إلا بعض النصوص؛ التي تنفع للتقديم على خشبة المسرح، والنصوصُ العالمية تحتاج  منتجاً مسرحياً واعياً، وفاهماً ماهية هذا النص، إذا لم يكن المنتج واعياً، لا يمكن تقديمه على خشبه المسرح، وإذا كان المنتج يريد تكويت النص، ويصبح به نوعاً من السخافات؛ التي تُطرح في المسرح الحالي، وتكون حجته بأنه نص عالمي، هنا سوف نقع بخلاف كبير مع المنتج، ولو أني قدَّمت نصاً عالمياً، أُفَضِّل أن يُقدَّم ضمن صرح حكومي، مثل المجلس الوطني للثقافة والفنون، وأُقدِّمه بشكل أريحي، وبشكل أكاديمي، ولو رفضت، فأنا أرفض للأسباب التي ذكرتها في البداية، لكن أنا  كماذكرت، لا أهوى النصوص العالمية؛ لتقديمها للمسرح، فأنا أُحب النصوص المستحدثة الفلسفية، ليس وجدانية، أو عبثية، فأنا أُحب أن أبحث عن الذات، وهذا شغلي الشاغل منذ أن تخرجت من المعهد، نظرتي إلى هذه النصوص المستحدثة هي الأقرب بالنسبة لي، وبسبب أنني أُحب هذه النصوص، سأقدِّمها بالشكل المطلوب للمشاهد؛ لكي أضع بصمة .

4- كان لك العديد من الإسهامات في السينما الكويتية، هل تُحِسُّ بأن مستوى السينما في الكويت، بدأ يتطور ؟
السينما في الكويت، هي متغيرات، يمكن أن يكون هناك مسؤول جديد، قدَّم مقترحاً، بدأ في فرز أعمال ونصوص معينة، فاختير الجيد، ثم الأقل جودة، وأصبح إنتاجاً، لكن يبقى الحَكَم هو المشاهد؛ لأن موضوع أن تطوِّر المواطن الكويتي، من خلال الفن، هي عملية ليست سهلة، وقد تحتاج لسنين طويلة؛ لكي تقنع الفرد بأن هذا الشيء من حقك أن تشاهده، وليس من حقي فقط؛ لذا يجب على المـشاهد أن يرى العمل، ويشارك في رأيه، سواء كان بنقد، أو بمقالة، أو بكلمة، أو مشاركته في حضوره للعمل، وليس المديح، فالمديح يكون بعد أن يفهم العمل بعلاماته وإشكالياته، فيبقى المدح على حجم العمل، لكن أنا يمكن أن أختصر السينما بــ  السينما، هي تؤرخ خلافاً عن المسرح والتلفزيون، هذا التاريخ إذا لم يُقل بصدق وبحرفية عالية، وبجهد كبير لن يصل  .

5- هل هناك شخصية تودُّ أن تجسدها ؟

هناك شخصيات كثيرة، أتمنى أن أجسدها، فأنا عُرض علَيَّ أن أجسد شخصية “عازف العود” والذي أضاف الوتر الخامس على العود، وأقوم بأداء شخصية ( زرياب ) لكن هذا المشروع توقّفَ، ولا أعلم لماذا، لدَيَّ حلم أن أُقدِّم شخصية (لقمان الحكيم) ومن الشخصيات الكويتية، الدكتور أحمد الخطيب، والشيخ سعد العبدالله، ومن الشخصيات العالمية، شخصية (غاندي) و(مالكوم اِكس) وكثيراً من الشخصيات؛ التي قرأت لها، و رأيت مدى تأثيرهم البالغ على شعوبهم، لكن تجسيد الشخصيات يحتاج وقتاً وجهداً، ويحتاج الكثير من الموافقات، لأنك إذا كنت تودُّ أن تقدِّم هذه الشخصيات كسينما، يحتاج إلى مصداقية، ودِقّة في التفاصيل الصغيرة، خصوصاً إذا كانت الشخصية مؤثرة تأثيراً بالغاً، إذا كانت الشخصية حية، فيجب أن تكون متوافقاً معها؛ لأن هناك من يتحفظ في بعض المعلومات، فإذا أصبح هناك نقص في بعض المعلومات، تصبح دراما وثائقية، لكن إذا كنت تريد أن تُقدِّم دراما روائية، تحتاج تسعين بالمئة من الحقائق والمعلومات  الصحيحة.

6- سبق وأن جسّدتُ شخصية الشاعر الشهيد فايق عبدالجليل، ما هو انطباعك عندما عُرض عليك تجسيد هذه الشخصية ؟ وهل كنت تشك في صعوبة تجسيد هذه الشخصية ؟

لم تكن صعبة فأن تضع في بالك تجسيد شخصية حية في الذاكرة، ليس صعباً، لكن إذا كانت الشخصية ميتة في الذاكرة بالتأكيد، تكون صعبة في تجسيدها، والقصد أن تكون حية في الذاكرة، أي أنها مؤثرة، فالشهيد فايق عبدالجليل رحمه الله، هو شاعر ليس فقط لأشعار الحب والوزن والقافية، فإنه كان شاعر اللحظة، شاعراً مثل ما يطلق عليه الشهيد الحي؛ لأن  أغانيه  لازالت تردد، وكذلك أوبريتاته، مثل بساط الفقر، الناس يرددونه حتى وقتنا هذا، فإن فايق عبد الجليل، ليس بشخص عادي، هو في نفس الوقت، حاضر في أذهاننا، فقد كانت المعلومات الموجودة كافية ووافية؛ لكي أجسِّد الشخصية بشكل احترافي، وكان الكل متعاوناً في نجاح هذه الشخصية، من المخرج والمنتج إلى طاقم العمل.


★ناقد ـ الكويت

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى