حوارات وتحقيقات

الكاتب مهند العاقوص: كيف نخلق تواصلًا بين المبدع والطفل؟

خاص نقد x نقد.

أجرى الحوار: شيماء مصطفى.

أجرت نقد x نقد حوارًا ثريًّا، مع الكاتب السوري( مهند العاقوص) حول الكتابة والطفل، وقد اتسم الحوار بالشفافية، إذ انبثق عن كاتب متمرس، تخترق نصوصه قلوب الأطفال، وتشبع فضولهم المعرفي واحتياجاتهم الوجدانية.
وقد كان الحوار بعد الترحيب والتهنئة بقدوم الشهر المبارك كالتالي:

هل تكتب في رمضان؟

الكتابة أكسجين أتنفسه كل يوم بتعدد الأمكنة والأزمنة وتغير الظروف، أحب أن أنجز وأتقدم كل يوم.
نعم أكتب في رمضان وعن رمضان ولدينا برامج إذاعية وتلفزيونية كتبت خصيصًا لرمضان مثل البرنامج التلفزيوني مصباح والبرنامج الإذاعي أسفار عبر الغار.
اليوم الرمضاني طويل واستثمار جزء منه في الكتابة سلوك جيد.

هل تدعم دور النشر كاتب الأطفال ؟

من يؤمن بنفسه سيؤمن به الآخرون ولو بعد حين، الطريق نحو إثبات الذات طويلة وتمر بمراحل يتوجب على الكاتب أن يتحلى بها بالصبر، فإن كان صاحب مشروع ورؤية تجديدية ستفتح له الأبواب وسيستمر.
في بداياتي هناك دور أعطتني الفرصة مشكورة وبعد ذلك أثبت نفسي ففتحت لي دور النشر أبوابها.
كل طريق فيها صخور لكن خيط الماء الصافي المتدفق المستمر يفتت الصخور ويمهد الطريق.

الكتابة للطفل فطرة أم قرار؟

قد تكون الكتابة قرار، لكن الإبداع فيها فطرة وقدر.
والكتابة للطفل هي مهمة كبيرة يستمر فيها من شفت روحه وصفا قلبه فأبصر الحقائق بخيال طفل وفكر شيخ حكيم.

هل الجوائز تشكل عبئًا على الكاتب؟

لا يجب أن ننظر إلى الجوائز من باب أننا فزنا بها أم لا، وإنما من منطلق الدور الذي تلعبه والأثر الذي تتركه في أدب الطفل.
الجوائز أنعشت أدب الطفل ورفعت من مستوى صناعة الكتاب وخلقت حراكا في حقول أدبية كانت منسية مثل الشعر والمسرح والرواية
الجوائز حافز يدفع الجميع للتنافس وبالتالي للإنتاج النوعي.

كيف ينظر الطفل لكاتب الأطفال؟

للأسف يكاد الطفل لا يعرف كاتب الأطفال إلا ما ندر، يعيش كاتب الأطفال في الظل لأن جمهوره صامت رغم أن كتب الأطفال هي الأكثر مبيعًا في الوطن العربي.
رأيت بعض التجارب الفردية الناجحة في بعض المؤسسات التعليمية التي تطلب من تلاميذها البحث عن كاتب معين ومن ثم عقد جلسة حوار معه ووجدت هذه التجارب ناجحة تقدم الكاتب كبطل مجهول.
لكن أحيانا يتم الخلط بين الحكواتي والكاتب فتضيع على المتلقي الطفل فرصة الاستماع لتجربة نجاح حقيقية واقتصار دور الكاتب على سرد قصة ما.
لكاتب أدب الأطفال دور تنويري يظهر بالحديث عن تجربته أحيانًا.

بعض من إبداع الكاتب مهند العاقوص.

كيف خلقت قنوات اتصال  بينك وبين الطفل؟

الأطفال ليسو واحدًا، إنهم أذواق وميول واتجاهات، وأحد أهم أدواتي في التواصل معهم هو التنوع والتنويع في أشكال الكتابة وأساليبها، فأكون جادًا أو مرحًا، خياليًّا أو واقعيًّا، كلاسيكيًّا أو محدثًا، علميًّا أو أدبيًّا، كما أكتب في القصة والشعر والرواية والمسرح والسيناريو وأسعى لمخاطبة العقل والعاطفة واستثارة الحواس والخيال والتفكير الفلسفي أو المنطقي الإبداعي عبر خلق تساؤلات.

ما هي أبرز العقبات التي واجهتك ككاتب؟

هناك عقبات تواجه مختلف مفاصل أدب الطفل، فعلى صعيد المؤسسات الكبرى فإن الوصول إلى العالمية والمنافسة عقبة تغمض بعض المؤسسات العين عنها وتكتفي بالحراك العربي.

بالنسبة لدور النشر فإن العقبة تكمن في الركود الذي يحدث أحيانًا في سوق الكتاب والبحث عن مضامين إبداعية وابتكارية قادرة على المنافسة.

أما الكاتب فيواجه عقبة مواكبة التطور في ظل قفزات سريعة نحو الأمام بشهدها أدب الطفل.
وأما الرسام فأعتقد أن الذكاء الإصطناعي هو عقبته القادمة بالإضافة إلى البحث عن هوية ذاتية له.

إذا طلب منك الطفل نصيحة، فبمَ تنصحه؟

أنصحه أن يحلم قدر استطاعته لأن للأحلام قوانين كالفيزياء تجعلها طاقة لا تفنى بل تتحقق لشكل ما ذات يوم.
أي كتاب من كتبك نال النصيب الأكبر من الشهرة ؟

كتبت أكثر من 400 كتاب حتى الآن ونالت بعضها شهرة كبيرة مثل كتاب بائع الأحلام الذي يعتبر من الكتب الأكثر مبيعًا في الشرق الأوسط، وكتاب ياسمين وزهرة دوار الشمس، ورواية عندما يضحك الأسود وكتاب بائع الحكايات وكتاب ماذا يوجد في رأسي وغيرها الكثير…

أي الكتب ترشحها للقراء الصغار في رمضان؟

كل الكتب مناسبة لرمضان لأن القراءة تتفق مع مفهوم العمل الصالح، لكن ثمة كتب مرتبطة بالجانب الأخلاقي والديني بشكل مباشر مثل رواية مفاتيح المستوحاة من السيرة النبوية ورواية نبع وسنبلة التي تتغنى بأسماء الله الحسنى وكتاب حكايات الدراويش.

في الختام، ما هي أمنيتيك؟

لقد احتضنت كل البلاد العربية أعمالي وشجعتني المؤسسات ودور النشر العربية على اختلافها وتتوعها وحلمي هو أن أحقق إنجازًا عالميًّا كبيرًا يُحسب لي ولمن مررت بهم عبر هذه الطريق الطويلة، وأشكركم على هذا الحوار الممتع.


مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى