حوارات وتحقيقات

الراحلة رانا أبو العلا في عيون محبيها

لازال رثاء الملاك رانا ابو العلا مستمرا، فالراحلة سكنت في قلوب كل من عرفها عن قرب، أو حتى عن بعد.
مجموعة جديدة من رسائل الحب لناقدة شابة جميلة عاشت خلوقة مبدعة، وودعتنا لتزف نقية إلى السماء… ستبقين في القلب يارانا..ولن ننساك أبداً

(وردتنا الندية وملاكنا الباسم)

د.إيمان عز الدين 

لا إله إلا الله وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا نقول إلا ما يرضي الله، فقدناها للرعونة والاستهتار وحرمنا منها ومن ابتسامتها البريئة طائش لا يبال. حياة شابة في مقتبل العمر، تمتلىء بالأمل والمثابرة وتعمل بجد واجتهاد وتطور من نفسها وأدواتها. فقدنا مثالاً للبراءة والصفاء والملائكية ممثلاً في رانا أبو العلا التي عرفتها طالبة منذ التحاقها بقسم الدراما والنقد المسرحي، بكلية الآداب، جامعة عين شمس، عام 2013 لتتخرج في عام 2017. وخلال تلك السنوات الأربعة كانت مثالاً للدأب وبذل الجهد والمثابرة. كانت لدى رانا رغبة دائمة ومستمرة للتعلم وكان العلم مع دماثة الأخلاق هو سلاحها الوحيد. تناقش بهدوء وتستفسر بصوت خفيض وتبتسم أجمل الابتسامات.
كانت رغبة رانا وإصرارها على التعلم والتطور هو ما مكنها من أن تكتب لعدد من الجرائد والمجلات الفنية والمسرحية على وجه الخصوص، فكانت ناقدة دائمة في نشرات المهرجان القومي للمسرح ومهرجان المسرح التجريبي ومجلة فنون، إلى أن أصبحت المدير التنفيذي للشئون الفنية لملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي، ثم سكرتير التحرير في مجلة نقد x نقد الإلكترونية وهو دليل على دأبها وحرفيتها ونشاطها. ولكن كان لله ترتيب آخر فاختارها في المكان الأفضل لتنعم بصحبة الملائكة، فهي أقرب إليهم من عالم البشر. وكما قال الإغريق قديماً ” من تحبه الآلهة تختاره إلى جوارها صغيراً” فقد أحبك الله منذ البداية يا رانا، فهنيئاً لك وليمنح أهلك وأصدقاءك وأحبابك الصبر والسلوان ولتصحبك الدعوات بالرحمة والمغفرة يا صاحبة البسمة الملائكية.

(عصفور الجنة الشقيان )

الناقد والكاتب. عمر توفيق

الانطباع الأول الذي يأتي اليك عند رؤية ومعرفة الراحلة الغالية رانا ابو العلا أن هناك أمل حقيقي في جيل لم يتم الالتفات اليه جيدًا أو حتى الانتباه لوجوده، جيل لا يجد في طريقه سوى الصعوبات والنفي ولكن رانا وزميلاتها اثبتن أنهن خلقن لرحلة حياة يثبتن خلالها معاني جوهر الانسان الذي خلق للرضا والحب والكفاح من اجل صنع مستقبل طال أم قصر ولكنه يستحق منا كل تقدير واحترام ،لقد اعطتنا رحلة رانا القصيرة في الحياة شرفا ارجو ان نستحقه

(رانا افتقدك بشدة)

د.منار زين

كان هناك العديد من المشاريع التي نريد أن نقوم بها سويًا، سيظل اسمك موجوداً بداخلنا، صورتك ستظل دائما أمام أعيننا، اتمنى أن أنجب فتاة مثلك خلوقة ومحترمة وأن تكون فنانة مثلك، أحبك بشدة يا رانا، ستظلين دائما نصب أعيننا ونحن لن ننساك أبدًا

(ابنتي الغالية رانا )

د. عايدة علام

اللهم صبرنا و يصبر أهلك و كل أحبابك على فراقك السريع وغير المنتظر ..ربنا يجعل ذكراك عطرة دوما ، ستظلين بيننا في كل لحظة ، وفي كل عرض مسرحي أو أي مهرجان سنجدك معنا تهلين علينا بوجهك البشوش النوراني ، وابتسامتك الجميلة ونشاطك ودأبك المستمر وحبك للمعرفة .
حبيبتي رانا انت من الشخصيات الاستثنائية التي لاتنسى أبدا،ربنا سبحانه وتعالى منحك صفات ملائكية ونفس صافية شفافة .
ربنا يرحمك ويغفر لك ويسكنك الفردوس الأعلى مع الشهداء والصديقين والصالحين ، ويلهمنا وأهلك وكل محبينك – وهم كثر- الصبر والسلوان ويجعل ذكراك عطرة دوما ، وإلى أن ألقاك لك مني كل الحب .

(رانا صاحبة الهدوء الباسم)

 

مها مهدي

رانا .. صاحبة البسمة الهادئة والهدوء الباسم
كانت معرفتي بك كطيف أو نسمة هواء باردة في صيف ساخن .. لا اتذكر يومًا أنكِ غضبتِ أو ثرتِ أو قررتِ أن تبادلي أحد إساءته بإساءة .. بل كانت دائماً تلك الابتسامة هي الرد الوحيد في جميع احوالك و انفعالاتك
أسأل الله أن تكوني مبتسمة الآن في مكانك الجديد كعهدك دائما .. ولأنك رحلتِ بلا وداع .. إلى لقاء قريب في مكان أجمل يستحق ابتسامتك و روحك

(صاحبة أجمل ضحكة)

دينا علاء

لا يوجد كلام يكفي ليعبر عن حزني على وفاتك يا رانا اللهم يمن كتابها ويسر حسابها وثقل بالحسنات ميزانها وادخلها فسيح جناتك.
سافتقدك يا اجمل رانا وصاحبة اجمل ضحكة واطيب قلب.

(عشرة عُمر)

آية ناصر 

رانا حبيبتي
الأكيد أنكِ في مكان أجمل من هنا بكثير. كنتِ عشرة عمر ومحاضرات ومذاكرة والكثير من المناسبات الحلوة.
وجهك كان كالملاك في المستشفى وكنت أراك جميلة كعادتك رغم عدم شعورك بوجودنا حولك.
أراكِ بخير في الجنة يا حبيبتي.

(اهكذا رحلتِ بلا أستئذان؟)

منال محمود 

انت يا صاحبة الوجه الجميل
انت يا صاحبة الروح المشرقة
انت يا صاحبة الأخلاق الكريمة
انت يا صاحبة القلب الطيب أهكذا رحلتِ بلا استئذان بلا سلام، هي إرادة الله تعالى أن تسبقينا إلى الجنة فليمنحنا الله الصبر على فراقك
الوداع يا من كنت وستظلين رانا

(لن ننساك أبداً يا رانا..)

 

عبد الحميد سعيد 

كنتِ نعم الصديقة والأخت، كنت أتمنى وجودك طوال العمر، لم أقابل أطيب منكِ وليست عبارات نقولها لصغر سنك، فمن الصعب أن نجد أحداً لا يحبك، الجميع يحبك كما قال الأستاذ عمرو قابيل على سلم المشفى، كانت ضحكتكِ أجمل ضحكة في الدنيا صافية ونقية، كنتِ تحبين عملك بأخلاص وكانت براعتك تظهر من خلال مجهودك، يجب أن تعلمي أن كل الناس تحبكِ لم ينفكوا عن الدعاء لكِ ابداً، لو رأيتهم لعلمتي كم الحب الذي يكنه لكِ الجميع منذ علمنا بالحادثة، ولكني متأكد انكِ تعلمين وترين كل شيء…لن ننساك أبداً يا رانا

(النبيلة الراحلة رانا أبو العلا)

أ.فؤاد حمدو الدقس

أول تواصل بيني وبينها عبر الواتس، كان في الثامن من يناير من هذا العام كتبت : أستاذ فؤاد مساء الخير ، أنا رانا أبو العلا سكرتير تحريرمجلة نقد x نقد، دكتورعلاء قالي أتواصل مع حضرتك علشان أبعت المقالات اللي وصلت للمجلة للتصحيح اللغوي.
رددت عليها : أهلاً وسهلاً
فكتبت : تحياتي أهلاً وسهلاً بحضرتك، تحب أبعت لحضرتك المقالات إمتى؟
كتبت لها: فوراً فكتبت : أوك.
وبعد قيامي بإرسال المقالات بعد مراجعتها وتصحيحها، فإذا بها تكتب لي : تسلم إيد حضرتك
بس أنا اسمي رانا، مش راندا ، فقد كتبت على إحدى مقالاتها راندا أبو العلا، فما كان مني إلا إرسال (اعتذار) عن هذا الخطأ غير المقصود، ثلاث ورود، وكتبتُ : تمام
فَرَدَّت : شكراً جداً لحضرتك .
ثم أرسلت لي مقالة أخرى ملحقة ، فراجعتها وصححتها ، ثم أعدتها إليها ، فكتبت : شكراً جزيلاً لمجهود حضرتك .
في الحقيقة، الطبيعة البشرية السوية تحب أن تشكر على ماتفعل، ونجد الحق جل شأنه يتوعد الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فيقول جل شأنه في في محكم تنزيله : (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
والحكمة في شكر الإنسان على مايفعل هي التحفيز على الفعل أكثر وأكثر، أما لو لم يجد شكراً على ما يفعل، وكأن الفعل وعدمه متساويان ، حينها سيقول: لن أفعل ، طالما الفعل وعدم الفعل سيان .
أردت أن أتحدَّث عن أول تواصل؛ لأنه ينبئ عن الشخصية ، لقد استخلصت من كلماتها، نقاء الشخصية، وأدبها، ونُبْلها، وتربيتها المحترمة على التوقير والتقدير، حيث تستخدم كلمة (حضرتك) كثيراً؛ لأنها تربت على الأدب والاحترام.
وحين أعرِّج على آخر تواصل ، سأجده يعبِّر عن شخصية النبيلة الراحلة رانا أبو العلا، الأدب الجَمُّ، والخلق الرفيع.. في صباح يوم 23 أغسطس كتبت لي صباح الخير، هل عنوان مقال الحسين صحيح ، الحسين بعيون الدراما ، ولا الحسين في عيون الدراما ، فكتبت لها الأصح .. في عيون الدراما.
فكتبت :آخر الكلمات التي وصلتني منها : تمام.. شكراً جزيلاً.
واستمر التواصل بيننا عبر الواتس ، من المفارقات، أن فترة تواصلنا عبر الواتس استمرت أكثر من سبعة أشهر ، ولم يُكتب لنا اللقاء ، وذلك لحكمة ربانية، إذا كنت تواصلت معها هذه المدة اليسيرة ولم ألتقيها، وكان استشهادها صدمة كبيرة لي، وفاجعة مؤلمة، فكيف لو التقتيها كل هذه المدة وجهاً لوجه ، ومكثت معها وقتاً أطول .
وأنا هنا ومن هذا المنبر أقول: كان الله في عون أهلها، وأحبابها ومحبيها، وأخُصُّ الأخ الكريم الناقد الكبيرالأستاذ علاء الجابر رئيس تحرير مجلة نقد x نقد ، والأخت الفاضلة الأستاذة الدكتورة سعداء الدعاس مدير تحرير مجلة نقد x نقد ؛ اللذين عايشاها سنين وأياماً وقابلاها طويلاً ، وذهبا معاً وتدارسا أموراً كثيرة بينهم ، فالله نسأل أن يربط الله على قلبيهما، ويلهمها الصبروالسلوان، وممايجدر ذكره أن الأستاذة الدكتورة سعداء انهارت بعد الرجوع من المقابر، وكذلك الأستاذ علاء ولم تستطيعا الحضور للعزاء بمسجد الشرطة في اليوم الأول .
أحبابك ومحبوك يارانا كثيرون، وقد شاهدت جزءاً منهم عند زيارتك في العناية المركزة بمستشفى مصر للطيران، حيث امتلأ الممر بهم ، وشاهدت جُلَّهم، ونحن نصلي عليك بمسجد الشرطة، ثم ونحن نواريك التراب في مثواك الأخير، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، المخرج عمرو قنديل الذي التقيته أمام مسجد الشرطة، ومحمد فاضل أحد أعمدة المهرجان القومي للمسرح المسرحي، الذي تفضَّل وأخذني معه في سيارته الخاصة من مسجد الشرطة بعد أن صلينا على جثمانها الطاهر إلى المقابر ، وأعادني معه مشكوراً في سيارته حتى دار الأوبرا، ومهندس الديكور حازم شبل، الذي سيتم تكريمه غداً في مهرجان المسرح التجريبي، والكاتب الصحفي يسري حسان رئيس تحرير مجلة مسرحنا، وغيرهم الكثير والكثير ممن أعرفهم، وممن لا أعرفهم .
رحمك الله يا رانا ، وأسكنك فسيح جناته، عشتِ الحياة ﻛـﻔﺮﺍﺷﺔ ﺭﻗﻴﻘﺔ، ﺑـﺄﻟﻮﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﺰﺍﻫﻴﺔ الجميلة، ﺗﻨﺸﺮين ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﻭﺍﻟﻤﻮﺩﺓ والأمل ، حيث كنتِ ، وأين حللتِ، ﺑـﺎﺑـﺘﺴﺎﻣـتك المنيرة ، ﻭﻭﺟـهك المشرق
لقد عشت الحياة كنسمة رقيقة عابرة ، وغادرتها كنسمة انسلت من بيننا ، لقد خلَّفْتِ وراءكِ دمعة رقراقة، انفجرت من مآقينا، وانسكبت أنهاراً ، وفارقتنا تاركة الحزن والأسى واللوعة.
إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك أيتها النبيلة الراحلة لمحزونون

إلى رنا أبو العلا
أيا رانة السماء
ما حاجتها إليك
وهي ملأى بالطيبين
وملأى بالأنبياء
والأرض مقفرة وتحتاج الصدق
وتحتاج الطيبة
وتحتاج لمئات من قلوب الأوفياء
ما حاجة السماء؟!
….
أين رانا؟
هل تركت بلاد الأشقياء
نحو بلاد الأنقياء؟!
هل أجدبت الأرض بعد رحيلها؟!
ازرعوا الورود وقولوا عنها رانا
فالعطر الذي فيها أتانا
والعطر الذي طَيّبها رثانا
والملائكة في جنازتها حزانى
وما أجمل أن تهدينا الملائكة
أناشيد الرثاء
…..
لا تقولوا: دواء
قولوا رانا…
لا تقولوا: الماء صفو
قولوا: الماء رانا…
فالطب رانا
والحب رانا
والخمر المقطر من عناقيد السماء
وقطرات الندى
على الشجر المبكر
تطيب جروح المعذبين
وكنز الفقراء
فمن صادفها غني
ومن ابتسمت له
أغنى الأغنياء
سلاما…
سلاما حيث الأرائك
وأنتحورية الفردوس
سلاما
وحتما إلى لقاء…..

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى