مسرحمشاركات شبابية

خلود عماد: (موت معلق).. ماذا يحدث إذا اختفى الموت؟!

خلود عماد★

عندما يلجأ المخرج إلى روايات أجنبية مترجمة، تناقش واقعاً غير الذي نعيشه في مجتمعنا العربي، يجب أن يطرح من خلالها، لماذا إختار هذا النص بالتحديد، و ماهي وجهة نظره، والرسالة الموجهه من خلاله، وإلا سيصبح العرض المسرحي، عرضاً بفكر وعادات أجنبية، ناطقة باللغة العربية

عرض “موت معلق” للمخرج كريم الريفي، معد عن رواية “إنقطاعات الموت” لجوزيه سارماغو، الرواية تناقش أزمة، شهدها سكان البلدة، التي تدور فيها الأحداث في زمن الرواية، وهي إنقطاع الموت، فقد مرت أيام عديدة على أهالي تلك البلدة، دون موت أحدهم، وأصبح المرضى، الذين على وشك أن تسلب منهم حياتهم، باقيين على قيد الحياة، دون وجود موت، يخلصهم من آلامهم.

 هذا الأمر نشر حاله من الهيستيريا بين المجتمع، الذي لم يسجل أي حالة وفاة، وهذا المجتمع صوَّره جوزيه بشكل غير واضح، فهو لم يذكر المكان ولا الزمان، ولا اسم الدولة، ولكن من خلال الأحداث، نرى أنها دولة ذات ملامح أوروبية، وهذا أيضاً ما نقله المخرج في عرضه المسرحي.

العرض المسرحي ضم عدداً من الممثلين، الذين كان منهم من أتقن دوره بشكل جيد، كالراهبة، والأب في الكنيسة، وبابلو، وهي شخصية ذات طابع درامي، وأيضاً المذيع، الذي يعلق على مسألة الموت المعلق، والمذيع شخصية ذات طابع كوميدي، وهي الشخصية الدرامية الوحيدة، التي بينت وجود جزء معاصر للروائع، من خلال تقليده لبعض المذيعين والمعلقين في وقتنا الحالي، وأيضاً من خلال استخدامه لبعض الترندات المنتشرة هذه الأيام، و نرى أيضاً، نقلة في شخصيته بين الكوميدي، والدرامي في آخر العرض، عندما ارتفعت أعداد الموتى، باقي الممثلين أدوا أدوارهم بشكل جيد، ولكن بشكل عام، كان العرض، أشبه بعروض الجامعة التقليدية.

الديكور لم يساعد العرض بشكل سليم، فهو لم يعبِّر عن العرض بشكل جيد، فوجود الصليب، هو العنصر الوحيد الذي أظهره الديكور، وكان له معنى ودلالة، على وجود الكنيسة، كذلك لم يحالف مصمم الإضاءة، الحظ في اختيار إضاءة تناسب مشاعر المشهد، الذي يتم عرضه، فجميع المشاهد كان لها حالتها الخاصة، وكانت للإضاءة أيضاً حالتها الخاصة، كما أن مشاهد الجرافيك، التي كانت تُعرض في الخلفية، لم تكن واضحة بسبب الدخان، الذي كان يملأ المسرح، والذي أيضاً تم وضعه بشكل خاطئ، فأصبح يغطي على كل شيء عند تشغيله، ونرى من هذا أن العرض واجه العديد من المشاكل في التقنيات، وفي تنفيذها، وبما أن العرض المسرحي، يُعرض ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح، فلا أعرف هل غابت جودة التقنيات، وعدم تتفيذها بصورة متقنة، لعدم وجود لجنة تحكيم في ذلك اليوم؟ أم أنها مجرد بروڤة للمخرج، ليقدم عرضه دون أخطاء في اليوم التالي.

 أظهر المخرج مشهد الفينال، من خلال مجموعات من الممثلين، كل مجموعة تمثل مشهداً بحالة مختلفة عن الأخرى، شتت العين، ولم يصل للجمهور المتلقي، المعنى الذي يريده المخرج.

ولكن عندما نرجع مرة أخرى للرواية، ونتمعن بها، ونرى أن الحياة الأبدية ليست نعمة، وإنما النعمة في وجود الموت، نسأل أنفسنا، هل هذا هو ما أراد المخرج إيصاله للجمهور، أم لا؟.

موت معلق

عن رواية إنقطاعات الموت لجوزيه ساراماجو معالجة درامية وإعداد: إسراء محجوب، إخراج:  كريم الريفي،  تمثيل: زياد هاني، ميرنا الجوهري، شروق إبراهيم، تغريد عبدالرحمن، مريم كمال، محمد شحاتة، مصطفى عبدالمنعم 

تأليف موسيقي: أحمد حسني، تنفيذ موسيقي: مصطفى صبحي، إضاءة: وليد درويش،  وديكور: سامح محمد، أزياء: هاجر كمال، مكياج: لمياء محمود، إستعراضات: محمد بحيري، مخرج منفذ:  شادي عليوة،  أشعار: أحمد سمير، بوسترات ودعايا: إسلام جمال،  مساعدين مخرج: مروة رمضان، نورهان صلاح، عبدالرحمن محمد.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

★ كاتبــة ــ مصــر

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى