خلود عماد: (الدنيا لما تضحك).. هل يمكن شراء السعادة بالمال؟

خلود عماد★
ضمن فعاليات مهرجان المسرح المصري في دورته ال ١٦ قدم البنك الأهلي عرضه المسرحي (الدنيا لما تضحك) من إخراج عمرو قابيل.
العرض يقدم رائعة من روائع نجيب الريحاني وبديع خيري، وتدور أحداثها عن رهان يقع بين شاب مليونير، وملاحظ عمال فقير على أن يعطيه الشاب ٦٠ ألف جنيه شهرياً، لمدة عام كامل، بشرط أن ينفق الملاحظ جميع الأموال، وإذا خسر الرهان يحرم من كل هذه الأموال، وبالفعل يوافق الملاحظ فوراً على الرهان، وتدور بعد ذلك الأحداث بين الملاحظ وعائلته، وبين المليونير وابنة الملاحظ، التي وقع في حبها، وتنتهي بخسارة الملاحظ للرهان.
يبدأ العرض المسرحي بمنولوجست، وهو “نعيم سكر” والذي يقدم فقرة غنائية في “تياترو السعادة”، وهو المكان الذي سيتم تقديمه من خلال العرض للجمهور، وقد يظهر في بداية الأمر، أن المخرج استخدم فكرة المسرح داخل مسرح، ولكن يحدث خلط في الأحداث ويشارك مقدم الحفل والجرسون في الأحداث، التي تدور داخل العرض المسرحي، فمقدم الحفل، كان يخاطب الجمهور على أنه سيقدم الفرقة المسرحية، التي ستمثل لهم الحكاية، وبعدها مباشرة شارك في الإحداث.
وبالحديث عن الممثلين، جميعهم أتقنوا اللهجة المصرية، التي كانت دارجة في هذا الوقت، مع مراعاة الألفاظ، التي تدل على زمن المسرحية، وإتقان بعض الكراكترات، كالرجل اللبناني، والرجل الشعبي، وغيرهما.
النص نقل صورة طبق الأصل من هذه الفترة الزمنية، من خلال الحوار القائم بين الشخصيات، على الرغم من وجود اختلاف بين النص المعروض، والنص الأصلي، ولكن هذا الاختلاف لم يغير شيئاً في الدراما.
وقد كملت الصورة البصرية، بهذا الجو القديم الذي يقدمه النص من خلال الديكور، والأزياء، والماكياج، والإضاءة، فالأزياء كانت مبدعة، صممت بشكل جيد، عبرت عن كل شخصية من الشخصيات، التي قُدمت مع مراعاه الفروق الطبقية، والديكور بالرغم من إنه رسم صورة جيدة مريحة للعين، إلا أنه تقنياً كان يحتاج بعضاً من التعديلات، فقد أدى تغير الديكور بين المشاهد إلى وجود وقت مستقطع طويل، لاحظ الجمهور من خلاله هذا الخلل، فقد كان جميع من على المسرح، يحاولون حل المشكلة بشكل غير منظم، مما أدى إلى ظهورهم في البلاك، فأصبح الخلل موجوداً في وقت الانتظار، وفي عدم كفاءة الإدارة المسرحية، والباك ستيدج في حل المشكلة.
وفي نهاية العرض، اِختتم الممثلون المشهد الأخير، بمنولوج “كلنا عايزين سعادة” تعبيراً عن أن كثرة المال، قد لا تعطي صاحبها السعادة الحقيقية، ولكن ما يجعله سعيداً هو الرضا بما معه، وبعد ذلك تم تحية فريق العمل، من قبل مقدم الحفل، وكانت هناك فكرة إبداعية في رسم التحية، أنهم حييوا من نفس حالة العرض.
وفي النهاية، ستظل فكرة الرجوع الى التراث، فكرة مستمرة خالية من الإبداع المعاصر، وخالية من الرسالة الخاصة بصاحب العمل الفني المقدم حديثًاً، فلا مانع من تقديم شيء من التراث، مع إجادة كل ما يخصه، ولكن بإضافة لمسة إبداعية معاصرة، سواء فكرياً، أو تقنياً، حتى لا يصبح الوضع أشبه بالتقليد.
الدنيا لما تضحك تراث نجيب الريحاني وبديع خيري، إخراج: عمرو قابيل، تمثيل: محمد مصطفى – محمد طلعت – محمد علي – محمد رشاد – ماري نادر – منال محمود – محمد انصاري – هاني جمال – ميار مغايب – جورج ميلاد – فاطمة رفعت – محمد طلعت – مصطفى غزال – احمد عبد الفتاح – خالد مدبولي – آية شوشة – مصطفى محمود – مها مجدي – تامر عبد الهادي |
ـــــــــــــــــــــــ
★ كاتبة ــ مصــر