محمد القلاف: إلى متى تظل مسارحنا وفرقنا المسرحية دون مواقع إلكترونية؟!

محمد علي القلاف★
المسرح أبو الفنون وله أهمية كبيرة عند كل مجتمع يمارس الفن بشتى أنواعه، فهو المتنفس للأسرة بعد أيام العمل، أو الدراسة، يذهبون في رحلة للفرجة، أو التعلم، أو الترويح عن النفس، لمشاهدة مسرحية، مثلهم مثل من يذهب إلى الملاعب الرياضية، أو السينما، أو الملاهي الترفيهية، أو الحدائق.

فالمسارح، وإن شكلت أحد معالم الطفولة، فهي عند المجتمع، البيت الثاني كما وصفها (ماكدونالد) بالمنزل.

منذ نشأة المسرح في الكويت، أيام الشيخ عبد العزيز الرشيد، كانت أماكن العرض متواضعة جداً، لعدم توفر الإمكانيات اللازمة، ومع تطور البلد، ونهضته، قامت الدولة ببناء المسارح مثل: (مسرح الدسمة الذي تأسس عام 1950، ومسرح الشامية 1962، ومسرح كيفان 1963، ومسرح عبد الحسين عبد الرضا 2015، الذي افتتح في بداية 2016)، هنا أصبحت المسارح واجهة الدولة، وأحد معالمها، ومنها خرجت الفرق المسرحية، وظهرت أسماء لامعة على مستوى المسرح المحلي، والخليجي، فالعربي، ومع وجود الفرق، نشطت المهرجانات، فكانت البلاد شعلة منيرة للثقافة والفنون والآداب، ومنارة للبلدان من حولنا.

سنوات طويلة مرت على المسرح، حتى وصلنا لعام 2023، حيث التقدم والانتشار الإعلامي الكبير، الأمر الذي يجعلنا نستغرب، كيف لايوجد مواقع (website) لهذه المسارح، لكي يطلع عليها أي شخص متخصص، أو مهتم، بتاريخ نشأة كل مسرح، والمناسبات التي أقيمت فيه العروض، ورواده ومؤسسوه، إلا ماهو قليل مما ينشر أحياناً في الانستجرام، وتويتر، والفيس بوك، من منشورات عن المهرجانات، التي تقيمها الدولة، والتي لا تتجاوز بعض أصابع اليد، وهي الصور مع معلومات قليلة عن طبيعة هذه المهرجانات، بل حتى لو بحثنا في الويكيبيديا، فلن نجد إلا معلومات خجولة عن هذه المسارح، بل والعجيب أننا حتى لو بحثنا في موقع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الرسمي، فلن نجد المعلومات الكافية، وتواريخ إنشاء تلك الفرق، مع أن المجلس له الأثر الكبير في قلوبنا، كونه سباقاً بالمنطقة في طباعة المسرحيات، والكتب الأدبية، وغيرها، التي ينهل منها الوطن العربي أجمع، ولا يزال المجلس الوطني يقوم بدوره حتى اليوم.

وحين نطالب بمثل تلك المواقع لفرقنا الأهلية، ولبعض المسارح، فإننا لا نطلب المستحيل، فهناك الكثير من هذه النماذج، التي نشاهدها في الدول العربية الشقيقة لديها مواقع يمكن الدخول إليها، ومعرفة نبذة عنها، وعن النشاطات، التي تقدَّم فيها ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
– موقع مسرح الجمهورية، وموقع المهرجان القومي للمسرح، وموقع مهرجان المسرح التجريبي في مصر، إضافة لصفحات على الفيسبوك، لبعض المسارح مثل القومي، والطليعة، والمسرح الحديث.

– موقع المسرح البلدي لتونس، وصفحة ومسرح الحمراء التونسي على الفيسبوك.
– موقع المسرح الكبير للدار البيضاء والمسرح الوطني محمد الخامس في (المغرب)

– موقع المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، والمسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني – قسنطينة في (الجزائر)
أما على المستوى العالمي، فلا يمكن اليوم أن تجد مسرحاً، ليس له موقع إلكتروني على الإنترنت.

لذا، آن الأوان لفرقنا المسرحية، لِيشرعَ القائمون عليها بإنشاء مواقع إلكترونية لهم، لمواكبة هذا التطور، الذي يشهده العالم كله، لنشر الأرشيف فيها وأنشطتهم.
والتفكير بإنشاء المواقع الإلكترونية اليوم، لا يقل أهمية عن تأهيل مباني تلك الفرق وترميمها، أو إعادة بنائها، بصورة تليق بما وصل إليه الفن المسرحي في الكويت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
★ ناقـد ــ الكويــت