الناقدة داليا همام: الشباب هم مستقبل المسرح
Deprecated: htmlspecialchars(): Passing null to parameter #1 ($string) of type string is deprecated in /home/jzhfpuiesk8e/public_html/naqd-x-naqd.com/wp-includes/formatting.php on line 4650
مي الدماصي★
قبل أيام قليلة، ناقشت الناقدة داليا همام رسالة الدكتوراه، التي جاءت بعنوان “آليات توظيف الزمن في المسرح الموسيقي بين النص والعرض” متخذة نماذجَ لعروض مصرية.
مجلة نقد× نقد كان لها هذا الحوار معها: –
- دعينا نتعرف بداية على رسالة الماجستير، ولماذا قمتِ باختيار هذا الموضوع؟
رسالة الماجستير عنوانها “غادة الكامليا وكارمينا بورانا من النص للعرض”.
وقد قمت باختيار موضوعها، لشغفي بالعروض، التي تصنع نوعاً من تكاملية الفنون، فهي ثرية بشكل كبير، ولافتة للنظر، لأن أصولها روايات قديمة جداً، ونصوص شعرية قديمة.
فكان السؤال المهم لدي، أن أصل لإجابته من خلال رسالتي “كيف استطاع المبدع تحويلها لعرض آني متكامل؟”
حيث اعتمد بحثي على نصوص روائية وشعرية عالمية، تحولت إلى عروض مسرحية، واتخذت من فنون الأداء وسيلة أساسية، لتوصيل رؤيتي.
بدأت الرسالة بتحليل النصوص، موضع البحث في ظروف إنتاجها إلى جوار الاعتماد على منهج علمي في تحليل النصوص وبنائها، والبحث في جميع عناصرها، ومن ثم تحول هذه النصوص، عبر الإعداد من جنس الرواية وجنس الشعر، إلى نصوص مسرحية، ما يتطلب بناء يختلف تماماً عن بناء الرواية والشعر، تمهيداً لتحولها الأخير في صورة عروض مرئية على خشبة المسرح، تعتمد بشكل أساسي على الحوار، والرقص، والموسيقى، وفنون الأكروبات، واستخدام عرائس القفاز، واختزال الزمن…. إلخ.
ولذلك أرصد جميع عناصر العرض المسرحي، وأضيف إلى تلك العناصر، بعض الأفكار الفلسفية، التي تسيطر على الرؤى الإخراجية للعروض موضع البحث، وأفسر كيف استطاع مخرجو هذه العروض، والتي تعد نصوصها كلاسيكية الأصل، أن يطوعوها إلى عروض تقدم هنا، والآن، في القرن الواحد والعشرين، وبآلياته معتمدين في ذلك إلى جوار حرفية الممثل، على التقنيات التكنولوجية الحديثة، متخلين عن فكرة النص المغلق، ومعتمدين على صياغة نصية تجعل من النصوص الكلاسيكية المغلقة نصوصاً مفتوحة، وللمتلقي حرية التوصل للمعنى، وخلق النهاية التي تتوافق مع طبيعته وثقافته، وأؤكد في كتابي “رحلة النص إلى العرض” على تخلي العرض المعاصر، عن النموذج المثالي للعرض القديم، الذي لا يمكن الإضافة له، أو الحذف منه، فقد تعددت الأساليب والاتجاهات الفنية، وأصبح العرض بفعل التكنولوجيا له جمالياته الخاصة، وفي بعض العروض يتم الاعتماد على الصورة بشكل مفصلي في بنية العرض، وقد تستغني الكثير من العروض عن الديكور، وتستعيض عنه بجسد المؤدي، وحرفيته.
- وماذا عن موضوع الدكتوراه، ولماذا قمتِ باختياره؟
جاءت رسالة الدكتوراه بعنوان “آليات توظيف الزمن في المسرح الموسيقي بين النص والعرض” حيث يعد الزمن من المفاهيم الأكثر تعقيداً، نظراً لتغلغله في الحياة الإنسانية بشكل عام، وفي الفنون بشكل خاص، وكان هذا هو كل ما يشغلني، فكيف يتغلغل الزمن في الفن؟ وبشكل أكثر خصوصية، كيف يوظف الزمن في المسرح الموسيقي؟
وتجدر الإشارة إلى أن ذلك التعقيد، الذي يحيط بمفاهيم الزمن، دفع الباحثين إلى محاولة تفسيره على جميع مستوياته، ومنها الفلسفي، والأدبي، والنفسي، وغيرها.
ويعد هذا البحث لبنة، أسعى من خلالها للوقوف على تحليل، وتفسير آليات توظيف الزمن في الفنون بشكل عام، وفي المسرح الموسيقى بشكل خاص، فالزمن واستخدامه يجمع بين المسرح والموسيقى، ذلك أن المسرح يعتمد على قاعدة أساسية وهي: “هنا ، والآن”، تلك القاعدة المكانية والزمانية، تؤكد على فكرة الزوال، فالآن بالضرورة زائل، وما يبقي هو أثره في النفس الإنسانية، وكذلك في الموسيقى، يحدث الشيء ذاته، فعند سماع الصوت الموسيقي، وبمجرد انتهاء إصدار الصوت، تنتهي لحظة الاستماع، ليدلف عالم الأصوات السريع الزوال، إلى داخل النفس عن طريق الأذن، ويوقظ فيها المشاعر المختلفة.
وللكشف عن آليات توظيف الزمن في المسرح الموسيقي بين النص والعرض، رصدتُ الآليات الزمنية، وقارنت بين آليات توظيف الزمن في النصوص، موضع البحث، ورحلة تحول وانتقال هذه النصوص – وهي رواية البؤساء تأليف فيكتور هوجو، ورواية زيارة السيدة العجوز تأليف فريدريش دورينمات- بأجناسها المختلفة، من النص إلى العرض الموسيقي العالمي، إلى جوار تحليل البناء الزمني على مستوى كلا النصين، وكلا العرضين، كما قارنت بين آليات التوظيف في الرواية والمسرحية، ورحلة تحولهما وانتقالهما، إلى عرض مسرحي موسيقي. ولمزيد من الفهم، اِخترت عينات مسرحية مصرية تطبيقاً على نص رواية البؤساء لفيكتور هوجو، والذي تحول إلى العرض المصري (كوميديا البؤساء) إخراج مروة رضوان، وأيضاً مسرحية زيارة السيدة العجوز والتي أخرجها محمد صبحي بعنوان (الزيارة)، ومقارنة النصوص، بالعروض العالمية والمصرية، هذا إلى جوار مقارنة المسرح الموسيقي الغربي، والمسرح الموسيقى المصري من خلال العينات المختارة.
- هل واجهتِ مشكلات، أو تحديات أثناء التحضير للدكتوراه؟
بالطبع واجهتني الكثير من التحديات أثناء تحضيري للموضوع، لأنه موضوع ليس سهلاً، كما كنت مستهدفة أن يكون لدي مسح على المسرح المصري، فيما يخص نوع المسرح الموسيقي، واكتشفت أثناء ذلك أن لدينا تجارب قليلة جداً، وهي في جوهرها ليست مسرحاً موسيقياً بالكامل، بل هي مسرح غنائي أكثر، فالموسيقى تتخلل العرض، لكن ليس من البداية إلى النهاية.
ومع النتائج اكتشفت أن التطور لبدايات المسرح في مصر، تقودنا إلى أن يكون لدينا مسرح غنائي، ليكون أكثر اتساقاً، والتصاقاً بالهوية المصرية، فالمزاج المصري يميل إلى الغناء، أكثر من الموسيقى الخالصة، على عكس المزاج الغربي، لذلك في الغرب تطور المسرح الموسيقي، فأصبح العرض من بدايته إلى نهايته معتمداً على الموسيقى، وبالتالي عندما بحثت عن عينات مصرية، وجدت صعوبة شديدة، لكن عندما توصلت إلى فكرة اختلاف الأمزجة بين الغرب والشرق، وجدت أن ذلك منطقي، فعينة مثل (السيدة العجوز)، التي تم عرضها في برادواي، هي موسيقية خالصة، أما النظير لها في مصر، فهو عرض غنائي، وذلك الاختلاف يكمن في التناسب مع طبيعة المجتمع.
كما واجهت صعوبة بسبب فكرة الزمن نفسها، لأنها معقدة جداً، فلكي تستخرج عنصر الزمن من المسرح، تكون هناك صعوبة، فكيف عندما تحاول استخراجه في المسرح الموسيقي، والموسيقى نفسها تقوم في الأساس على الزمن، وهي ليست شيئاً مادياً يمكن الاحتفاظ به، فكما قلت: إنها شيء منتهٍ في لحظته بمجرد سماعها. فهنا كانت الصعوبة، ولكن مع وجود الإصرار وترتيب أفكاري وأجزاء البحث، وتناولها بالتتابع، حتى أتشبع من كل جزئية، فأتمكن من الدخول فيما يليها.
- بمناسبة اقتراب المهرجان القومي، حدثينا عن تجربة إدارة المقالات النقدية لنشرة المهرجان، والاستعدادات لإخراج نشرة يومية، تتابع جميع عروض المهرجان، وكيفية اختيار النقاد؟
أتولى في المهرجان القومي، منصب مدير تحرير النشرة، وهو يمثل بالنسبة لي عملاً وجهداً كبيراً جداً، لأن نشرة المهرجان القومي، ليست بالشيء البسيط بكل ما تضمه من حوارات، ومقالات نقدية، وأخبار صحفية، حيث أقوم بصب تركيزي بشكل أكبر على المقالات النقدية، وأهتم بها كثيراً، لأنها بمثابة متابعة يومية للعروض، مما يدعو إلى التركيز معها، حتى لا أترك مجالاً لأي خطأ، لأنها تكون عملية سريعة، فالعرض يتم عرضه في يوم، واليوم التالي يتم نشر مقالٍ نقديٍّ عنه بشكل سريع شبه لحظي، وعلى قدر الإمكان، أحاول اختيار نقاد يستحقون أن توضع أسماؤهم بنشرة القومي، لاعتباره أهم مهرجان قومي للمسرح المصري.
أما عن الاستعدادات، فتكون مليئة بتحضير الموضوعات، أو الأبحاث، التي يتم نشرها بالنشرة، وحوارات صحفية يتم توزيعها، واختيار النقاد بالطبع، مما يتطلب عدداً من الاجتماعات مع رئيس التحرير، والاتفاق على سياسة، وهوية النشرة لكل دورة، لكي تنعكس على جميع الموضوعات المختارة، والمقرر نشرها داخل النشرة.
- كعضو لجنة تحكيم في الثقافة الجماهيرية، ما رأيك في تجارب الهواة؟ وهل يمثل الشباب مستقبلاً مختلفاً للمسرح؟
يوجد محاولات جادة ومهمة لعدد من المخرجين الممتلكين لقدر كبير من الموهبة، بخلاف المخرجين في الثقافة الجماهيرية، بالنسبة للهواة، فأرى عندهم طموحاً وسرعة في التعلم، أما ما يخص المحترفين منهم كمخرجين، فيوجد فرق كثيرة جداً، يمتلكون الموهبة، ولديهم قدرة على تقديم إبداع مهم، برغم كل الظروف.
ويمثل الشباب مستقبلاً مختلفاً للمسرح بكل تأكيد، خصوصاً أنهم منفتحون على تجارب المجتمعات الأخرى، من خلال المتابعة عبر اليوتيوب، وغيره، ولديهم من الطموح ما يجعلهم أكثر تطوراً، فالشباب دائماً هم المستقبل.
- من خلال تجاربك المختلفة في المهرجانات المحلية والدولية، ما هو الفرق بينها من حيث النشرات وإعدادها، ومن حيث لجان التحكيم؟
في رأيي يكمن الاختلاف الأساسي في أن المهرجانات الدولية، تكون تكلفة النشرة بها عالية من حيث اختيار نوع الورق والطباعة، كما يكون الكُتّاب من دول مختلفة، أما المهرجانات المصرية المحلية، فتكلفتها أقل، ولكن مع ذلك تكون ثرية جداً من حيث المضمون، والكُتّاب، وطرح القضايا المختلفة، التي يرتبط معظمها بالمسرح المصري، وعدد الكُتّاب بها يكون أكثر، وفي بعض الأحيان تضم كُتّاباً من دول مختلفة.
أما من حيث لجان التحكيم، ففي المهرجانات الدولية، الاختيار يكون أوسع ومتنوعاً، من حيث الدول، ومن الضروري أن يكون لكل عضو منهم، منجز فني أوعلمي أو إبداعي، لكن في مصر، في الأغلب تكون اختيارات أعضاء اللجان موفقة، لكن أحياناً لا تكون كما ينبغي.
لذا فمن الضروري الإعلان عن أسماء لجان التحكيم بشكل مسبق، تحديداً في مسابقات النصوص، والنقد.
- بعض المخرجين لا يهتمون بالنقد المكتوب عن عروضهم، ويعتبرونه عنصراً تابعاً، فماذا يشكل النقد بالنسبة للناقد نفسه، وللعملية الإبداعية؟
على العكس؛ النقد جزء مهم جداً من العملية الإبداعية، لأنه يقوم بتطويرها، ويعرض رؤى مختلفة للعروض، خاصةً إذا كان ناقداً مهماً، ويمتلك أدواته، فعلى المخرج، القراءة له، ليرى عيناً أخرى ترى عرضه بزاوية علمية، وقد يستفيد من آراء الناقد، الذي وجب عليه القراءة الدائمة، والتطور، ليلحق بالعملية الإبداعية ككل، ويستطيع التأثير فيها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
★ صحفيــة ـــ مصــر
Deprecated: htmlspecialchars(): Passing null to parameter #1 ($string) of type string is deprecated in /home/jzhfpuiesk8e/public_html/naqd-x-naqd.com/wp-includes/formatting.php on line 4650