حوارات وتحقيقات

الأفضل والأضعف في الدراما الرمضانية

"تحت الوصاية" يتسيد الأعمال

تحقيق: سارة عمرو

مع تنوع الدراما العربية خلال السباق الرمضاني، ليس فقط على صعيد الأحداث والممثلين فحسب، بل من خلال فكرة اختصار عدد الحلقات لهذا العام، حيث عادت مرة أخرى فكرة المسلسلات القصيرة عوضاً عن الثلاثين حلقة منعا لمط الأحداث، اختارت مجلة نقد X نقد مجموعة من الأسماء العربية البارزة في مجالات النقد والكتابة، للتعرف على آرائهم النقدية حول الدراما الرمضانية لهذا العام، واختياراتهم للأعمال الأفضل والأضعف على المستوى الفني، فجاءت الآراء كالتالي:

 الناقدة ليلى أحمد: الأفضل (الهرشة السابعة، النار بالنار، تحت الوصاية)، الأضعف (قرة عينك، مجاريح، منزل ١٢، عزيز الروح، النون وما يعلمون)

الناقدة ليلى أحمد – الكويت:

أفضل المسلسلات العربية المسلسل المصري “الهرشة السابعة” الهرشة من حيث الأحداث والحوارات ورسم الشخصيات التي تشبهنا، ربما الكثير من البيوت تتغاضى عن الحوار بين الزوجين ايمانا بمبدأ “لتمضي الحياة من أجل الأطفال”، فيما تتحمل المرأة ضغوطات كبيرة، أعجبني قيام المسلسل بكشفها، كذلك على الطرف الآخر لا يجد الزوج الاهتمام من الزوجة لأنها مشغولة بضغوطات حياتها.. الحوار في منتهى الرقي ليس رقيا مصطنعا بل رقي يؤدي لكشف المزيد من أعماق الشخصيات الدرامية، ساعد الإخراج في إضافة موازية من خلال الصورة البصرية وأداء الممثلين وحوارات السيناريست (مريم نعوم) من أعماق العقل والروح وليس من على (الوش)

أما المسلسل الثاني عربيا فهو المسلسل السوري اللبناني (النار بالنار) فليس أروع من عرض جذور الشقاق والعنصرية بين شعبين، لنفهم أسباب الكراهية.

أما المسلسل الثالث فهو (تحت الوصاية) الذي يطرح قضية حرمان المرأة/ الأرملة/ المطلقة من الوصاية على أبنائها الأيتام، وإشكالية قانون ولد سنة 1952 ليعرض معاناة المرأة، أعجبني التصوير في فضاء مواقع (لوكيشنات) خارجية لصيد السمك والبحر، الرائعة (منى زكي) جسدت الدور من كل أعماقها من حيث لغة الجسد.. نظرات العينين.. ونبرات الصوت.. شكل هذا العمل أحد أهم أهداف الدراما المتمثلة بطرح القضايا المجتمعية لتشكل رأي عام يطرح في البرلمان.

أما بالنسبة للأضعف خليجيا *قرة عينك* حياة الفهد، *مجاريح* سعاد عبدالله، *منزل 12* سعد الفرج، *عزيز الروح* محمد المنصور وحسين المنصور، هدى الخطيب، *النون وما يعلمون* الهام الفضالة

الكاتب عباس الحايك: الأفضل (الزند ـ ذئب العاصي)، الأضعف (جعفر العمدة، قرة عينك، منهو ولدنا 2)

 الكاتب المسرحي والسيناريست عباس أحمد الحايك- السعودية:

في هذا الشهر الكريم، تابعت عددا من المسلسلات الخليجية والعربية، بعضها حلقات متفرقة وبعضها انتظمت في مشاهدته، وبطبيعة الحال فأنا أنتظم في مشاهدة المسلسل الدي يشدني من الحلقة الأولى، وهذا ما حدث مع (الزند) المسلسل السوري الذي قدم وثيقة مهمة مشغولة دراميا عن حياة المزارعين السوريين تحت سطوة الاقطاعيين والحكم العثماني. المسلسل قدم بحرفية عالية، وكان مبهرا على مستوى الإخراج والصورة التي شغلت بعناية، وعلى مستوى الأداء التمثيلي الذي قاده الفنان (تيم حسن) وفريق المسلسل بالكامل الذين أبدعوا في تقديم شخصياتهم حتى أولئك الذين كانت تجربتهم التلفزيونية الأولى، أو المغمورين.

لم يلفت نظري أي مسلسل خليجي هذا العام، خاصة مع غياب الفنانة (هدى حسين) التي تؤكد كل مرة على جودة اختياراتها.

أما بالنسبة لأضعف مسلسل عربي، فأنا أجد مسلسل (جعفر العمدة) الذي يخرج من عباءة المسلسلات التي قدمها محمد سامي مع محمد رمضان الذي لم أقتنع به كممثل (عبقري) كما وصفه بعض النقاد، فهو لم يغير طبيعة أدائه رغم تغير شخصياته التي يقدمها، ولا افهم سر تعاطف الناس مع مسلسلاته رغم ما فيها من ضحالة على مستوى الكتابة. عدا عن هذا المسلسل، هناك مسلسلات أيضا أجدها ضعيفة، مثل المسلسل الخليجي (قرة عينك) للفنانة الكويتية (حياة الفهد)، فالمسلسل بني على سيناريو مهلهل، وعلى فرضية غير منطقية، حيث حكم على ممرضة عشرين عاما بسبب خطأ طبي، وهو ما لم يقره اي قانون في أي بلد، وأضيف أيضا المسلسل السعودي (منهو ولدنا2) الذي قدم جزءً مخيبا للآمال على كل المستويات رغم نسب مشاهداته العالية على منصة (شاهد)، والتي لم يكن يصلها لولا شهرة بطله (إبراهيم الحجاج) ونجوميته التي حققها في الجزء الأول، مع أنه لم يقدم سوى أداءً باهتا جدا معتمدا على (القطات) أو (الذبات) الارتجالية في كل مشهد وكل حدث بغض النظر عن مزاج هذا الحدث.

الكاتب د. هشام زين الدين: الأفضل (النار بالنار)

المؤلف والمخرج والباحث المسرحي أ.د / هشام زين الدين – لبنان:

تابعت مسلسل (النار بالنار) وأرى أنه مميز لأن قصته تحمل دلالات وتتضمن إشارات ذكية جداً وتمثل الواقع السياسي والاجتماعي القائم بين شعبي لبنان وسوريا، وقد تم التعبير عن هذه العلاقة الاشكالية بموضوعية وبمقاربة درامية قريبة جداً من الحقيقة، ولأول مرة يتجرأ صناع عمل درامي تلفزيوني لمقاربة العلاقة بين الدولتين والشعبين بهذه الجرأة، طبعاً لا يوجد كمال في العمل الفني، وثمة اخطاء وهفوات وزلات يمكننا رصدها في الحلقات لكنها بالنسبة إلى الأعمال الباقية التي تعودنا على مشاهدتها في رمضان تبدو أقل وأخف وطأة.

من الناحية الفنية والابداعية تميز العمل باختفاء الاخراج خلف التمثيل والسينوغرافيا والتصوير، حيث لم يبرز كإنجاز قائم بذاته بل تماهى مع كل عناصر العمل وبذلك حقق متعة الفرجة التلفزيونية والتأثير الكبير في المشاهد.

التمثيل وبرهن عن وجود قامات كبيرة متخصصة بالتمثيل علماً وموهبة وقدرات، لكن هذه القدرات تمت إدارتها بوعي وفهم لدور الدراما التلفزيونية، وهذا يُحسب مرة أخرى للمخرج الذي يعرف كيف يبرز إبداعه من خلال الممثلين والتصوير وخلق الأجواء الدرامية ومن خلال الاقناع وتبرير الافعال الدرامية.

القصة جريئة ومحبوكة بوعي تام للبناء الدرامي وتمتلك طرحاً جديداً مطلوباً على الشاشة اليوم لأننا مللنا قصص الحب الفارغة من المحتوى الدرامي واستعراضات الاجساد والوجوه والفيلات والسيارات، وصار مطلب الجمهور الارتقاء بالدراما التلفزيونية إلى مستوى القضايا الاجتماعية التي يعاني منها المواطن والإنسان في مجتمعه.

الحديث يطول ويتشعب حول هذا المسلسل وحول صناعة الدراما التلفزيونية العربية.

الناقد عادل العوفي: الأفضل (الزند ـ ذئب العاصي)، الأضعف (الحاج أكسلانس)

 الصحفي والكاتب المغربي عادل العوفي أشار في حديثه عن أفضل مسلسل عربي من وجهة نظره قائلاً:

بناء على عدة معطيات فأنا اختار مسلسل “الزند ذئب العاصي” كأفضل مسلسل عربي لهذا العام واجده الاكثر تكاملا؛ بداية من النص الجيد والمحكم لكاتب صاحب سجل مسرحي حافل قرر ان يدخل عالم الدراما التلفزيونية بعد ان راكم تجارب مهمة بأب الفنون رغم ان البعض لا يعرف ان له  تجربة تلفزيونية يتيمة بالكويت اسمها “مدينة المعلومات” وانتج سنة 2004 والحديث هنا عن الكاتب (عمر ابو سعدة) الذي وضع نصه في عهدة ايادي امينة ممثلة في الثنائية المستمرة منذ سنوات بين شركة الصباح والمخرج (سامر البرقاوي) الذين كانوا مجبرين على الخروج من عباءة مسلسل “الهيبة” وشخصية “جبل شيخ الجبل” التي اثقلت كاهل (تيم حسن) ومعه باقي الفريق.

من النقاط القوية التي تحسب للمسلسل الاختيار الدقيق لفريق الممثلين والرهان على قدراتهم التمثيلية الفائقة بعيدا عن منطق “الشلة” الذي يرافق أغلب شركات الإنتاج اللبنانية؛ والدليل إعادة بعض الأسماء الغائبة لدائرة الأضواء على غرار الفنان “مجد فضة” و “الفرزدق ديوب” والقديرة (فيلدا سمور)؛ مع بروز أسماء أخرى مثل “آنس طيارة” بدور “الباشا نورس” الذي سيضعه في القريب العاجل بين نجوم الصف الاول في سورية مع الاشادة  بالدور المميز للقدير (فايز قزق) في شخصية “الشيخ إدريس” الشريرة؛ بالإضافة إلى التمكن الكبير للجميع في إتقان اللهجة الساحلية السورية دون شوائب ولا منغصات.

النقطة السوداء الوحيدة تتجلى في الكلمات النابية التي استخدمها (تيم حسن) وتحديدا في الحلقة 12 واعتبرها مجانية واساءت له وللعمل.

وأضاف العوفي: اصنف مسلسل “الحاج اكسلانس” للفنان (محمد سعد) بالأضعف فنيا؛ لاسيما في ظل التخبط المرافق لظروف تصويره وتغيير المخرجين واستفراد بطل العمل بكل الاضواء وتدخله في اختصاصات الغير، وفكرة إعادة طرح شخصية “الحناوي” التي جسدها في فيلم “كركر” دليل على الإفلاس الفني ومراوحة لنفس المكان وعدم الاقتناع بالتغييرات الحاصلة على الساحة الفنية وحتى في مزاج المتلقي لاسيما اننا نعيش في عصر مواقع التواصل الاجتماعي.

مع الاسف العودة مخيبة للآمال لعشاق فنان مطالب بمراجعة حساباته واحترام التخصصات والتواضع قليلا كي يعود لسكة النجاح والتألق.

د. لمى طيارة: الأفضل (الأمام الأكبر، العربجي)

الكاتبة والناقدة د. لمى طياره – سوريا، من جانبها قالت:

أفضل مسلسل عربي هو (الامام الاكبر) لأنه اجتمعت فيه كل عناصر النجاح من سيناريو وإخراج وتمثيل وحتى إنتاج والعمل الأضعف هذا العام وطبعا من ضمن الاعمال التي شاهدتها فقط (تغيير جو) فالمشكلة في السيناريو.. إما هو ضعيف فعلا أو أن تنفيذ رؤية الكاتب على الشاشة لم تكن بنفس طموح السيناريو.

أما أفضل مسلسل سوري من بين المسلسلات العديدة التي أنتجت هذا العام فهو مسلسل (العربجي)

شادية زيتون: الأفضل (مربى العز)

هندسة داخلية – مصممة سينوغرافيا، شادية زيتون – لبنان، سألناها عن رأيها في السباق الرمضاني فأجابت:

في شهر رمضان الكريم لا أتابع مسلسلات دراما التلفزيون نظرا للزخم الموجود، ولكن بالصدفة وأنا أقلب القنوات لفت انتباهي مناخ صورة توقفت وتابعت الحلقة ولفتني بشدة أداء الفنان (عباس النوري) و(محمود نصر) وكل الممثلين، أداء محترف تشكر عليه أيضا المخرجة (رشا شربتجي) نظرا لمتابعتها الدقيقة في الحفاظ على أداء الممثلين، تابعت ٤ حلقات ولم يعد يتسنى لي الوقت للمتابعة والمسلسل هو مسلسل سوري (مربى العز)

أستبرق أحمد: الأفضل (تحت الوصاية)، الأضعف (كذبة أبريل)

أما الكاتبة إستبرق أحمد – الكويت فأفادت برأيها قائلةً:

لست من متابعي التلفاز خاصة لوجود ازدحام تجذبني بتنوع أعمالها من ذلك منصات مثل “نتفليكس” المرنة في مواقيتها، لذا أنصاع له في رمضان فقط، فهو الجامع للأسرة بعد الإفطار. غالبا أتابع مسلسلين لكنني هذه السنة اقتصرت على مسلسل أساسي، بينما الآخر في مربع الاحتياط فأما تنحية أو استمرار. لذا في النص الأول من الشهر تابعت مسلسل “الهرشة السابعة” وألغيت “رشيد” الذي لم أحب إيقاعه، وفي النصف الثاني شاهدت “تحت الوصاية” وأعتبره الأفضل بحواراته الذكية واهتمامه بالصورة والكادرات الجميلة التي تكاد تحسبها لوحة مرسومة، وأعتقد أن “تحت الوصاية” هو المسلسل القصيدة في تفاصيله، كما أن “الهرشة السابعة” هو المسلسل الذي يحوي الحوارات العميقة المتفق على ضرورتها بين الأزواج.

 تخليت عن مسلسل “تغيير جو” الذي يسقط بالبطء والتكرار، ولمحت مسلسلان كويتيان هما “بلاغ نهائي” الذي يحوي حكاية جيدة ولكن ضيق الوقت وكمية الأعمال جعلتني أضعه ضمن حزمة بعض الأعمال التي سأراها بعد رمضان أما مسلسل “كذبة إبريل” فأعتبره الأضعف وهو على النقيض تماما حيث عانى من التصنع والابتعاد عن التلقائية في الأداء وكان يحتاج الكثير لأجعله في دائرة اهتمامي أو متابعتي، وكانت هناك إطلالات بسيطة أخرى أثناء ترشيح الأصدقاء لأعمال درامية، فجاءت مسلسلات مثل “جت سليمة” الممتع بخفة دم (دينا سمير غانم) وأغانيها اللطيفة و”العربجي” الباهت و”النار بالنار” الجريء بطرحه، هناك احتمالية قوية بالتفرغ لاحقا لها ماعدا “العربجي” الذي شعرت من خلاله بعدوى مؤسفة انتقلت للدراما السورية، التي أبرز جمالياتها تظهر بالتمثيل الطبيعي، من غير تكلف ولا عمليات تجميل لذا أحبطني مبالغة البعض بتمثيله والوجوه البلاستيكية لبعض الممثلات بشكل لم أتصوره في هذه الدراما.. وكافة المسلسلات التي شاهدتها بينها وبين المسلسلات الكويتية بون شاسع في مستوى العناية بعناصر العمل، وللأسف في تقسيم وقتي بين التزامات كثيفة لم يتوفر لي وقت لمتابعة المسلسلات السعودية وقد مرت بنقلة كبيرة على مستويات عدة منها الإنتاج الضخم والمغاير. ولا بد أن أشير في هذا الصدد إلى سعادتي بانتشار دراما الـ 15 حلقة لأنها أفضل كثيرا من الـ 30 حلقة كونها تخلو من المط وتركز على العمل.

الناقد د. ياسر البراك: الأفضل (سره الباتع، تحت الوصاية، النار بالنار)، الأضعف (الهرشة السابعة، عودة طاش)

الناقد والمخرج د. ياسر البراك – العراق:

تتفاوت المسلسلات الدرامية العربية لرمضان هذا العام من حيث الجودة بناءً على معطيات السيناريو والإخراج والتمثيل ولا يمكن بأي حال من الأحوال تأشير الأفضلية لأحداها على حساب الأخرى لصعوبة متابعة جميع الإنتاج الدرامي الذي يشهد هذا العام سعة في العدد والنوع إلا أننا نستطيع أن نشير لبعض الأعمال الدرامية التي يمكن لها أن تكون في خانة الأفضلية بالقياس لأعمال أخرى، وبرأيي الشخصي تقف المسلسلات ذات المضامين الملحمية في مقدمة الإنتاج الدرامي مثل المسلسل المصري (سره الباتع) و(تحت الوصاية) لتميز موضوعته الإنسانية، وكذلك المسلسل السوري (النار بالنار) الذي يتناول قضية حساسة جدا بين الشعبين السوري واللبناني، فضلاً عن مسلسل (الزند) أيضاً الذي يشكل الطابع الملحمي فيه سمة تميزه أيضاً.

وأضاف: أما المسلسلات العربية الأضعف فهي بالتأكيد تلك المسلسلات التي تجتر موضوعات مستهلكة على مستوى السيناريو، وكذلك الأساليب النمطية في الإخراج والتمثيل وهي بالتالي لا تقدم جديدا على مستوى الإنتاج الدرامي مثل مسلسل (الهرشة السابعة) على سبيل المثال وليس الحصر.

أعتقد أن المسلسلات الخليجية أكثر تميزاً هذا العام من الأعوام السابقة لخروج بعضها عن الموضوعات التقليدية ومحاولة الحفر في التاريخ والعلاقات الاجتماعية العابرة للحدود مثل مسلسل (دكة العبيد) الذي يقدم رؤية درامية لتجارة الرق في القرن التاسع عشر بطريقة تتفوق فيها الدراما الخليجية على نفسها بسبب الانفتاح على طاقات درامية عالمية، وكذلك الحال مع مسلسل (دفعة لندن) الذي أثار جدلاً واسعاً على مستوى الأوساط الشعبية بسبب حساسية النماذج الدرامية التي يطرحها في قصة عابرة للحدود الجغرافية أيضا.

بالتأكيد لا تخلو الدراما الخليجية من ضعف في بعض موضوعاتها، خاصة في اجترارها لموضوعات عادية مثل مسلسل (مجاريح) أو بالاتكاء على نجاحات ماضية مثل مسلسل (عودة طاش) الذي لا يقدم جديدا عن أجزاءه الثمانية الماضية، وبالتالي يقع في خانة التكرار الدرامي الممل.

الفنان عامر الخفش: الأفضل (الزند ـ ذئب العاصي، تحت الوصاية، جت سليمة، كامل العدد)

 المخرج والممثل عامر الخفش – البحرين، أدلى برأيه في الدراما الرمضانية قائلاً:

في رمضان هذا (2023) قررت متابعة (بعض) الأعمال المعدودة على الأصابع فبخصوص المسلسلات العربية الرمضانية…تابعت مسلسل (الزند ـ ذئب العاصي) بعد مشاهدة أول ٣ حلقات منه بدافع اهتمامي لمشاهدة صديقتي الفنانة النادرة (نادرة عمران) في العمل وهي كانت وستبقى دائما ملهمة لي بتجربتها التمثيلية بالعموم ومنذ صغري…لكن وبخصوص مسلسل الزند هنا، أستوقفني الإخراج بشكل مهم هذه المرة ..حيث ظهر المخرج (سامر البرقاوي) وبرأيي الشخصي بأفضل حالاته على كافة الأعمال التي أخرجها من قبل، بالعموم كل ممثلين العمل وفقوا مع مخرجه وبطله وشكلوا تجانس حرفي ترفع له القبعة…شكرا لشركة (صباح اخوان) على هذا الإنتاج الراقي جدا والخاص جدا بكل تفاصيله.

حرصت هذه السنة أيضا على متابعة مسلسل (تحت الوصاية) لمعرفتي بجبروت (منى زكي) وإيماني الشديد بها كممثلة…وكانت كما توقعت …كانت (ريّسة) العمل بجدارة. في هذا العمل تعرفت ولأول مرة على الفنان (دياب)….هذا الفنان الذي تعشقه الكاميرا بدون نقاش …وأرجو أن يستمر في اختيار أدوار مؤثرة مستقبلا وان لا يستخف بالكاريزما الهائلة التي حباه الله بها وان لا يأخذها كشيء مسلم به، ومع تقديري لجميع طاقم العمل أمام الكاميرا أو خلفها، إلا إنني ومن أول لقطة ومشهد له، وقعت في غرام أداء وتمثيل الفنان (رشدي الشامي) في (الريّس ربيع)، أما مسلسل (جت سليمة)، فـ (دنيا سمير غانم) فقد لعبت بنفس المنطقة التي لا يجيدها اي ممثلة اخرى إلا هي… وأجادت كعادتها تمثيلا واستعراضا….والأهم…إقناعا…ومن أكثر ما أدخلني بعلاقة شائكة في (جت سليمة)…إنني صدمت بعدد من المشاهد والنقلات به بقدر شبهها بنقلات وأجوائية في عمل مكتوب عندي منذ سنة ….فيلم سينمائي مصري مجنون الخلطة…كما هي خلطة مسلسل جت سليمة …إنه التيليبثي الجبار يا سيداتي وسادتي الكرام ….وما غريب إلا الشيطان.

وأخيرا وبخصوص الاعمال العربية …بالصدفة وجدت نفسي أتابع الحلقة الأولى من مسلسل (كامل العدد) كوني مكتئبا وبعد ترشيح صديقة لي بمشاهدة مسلسل كامل العدد، لـ (دينا الشربيني) و (شريف سلامة) و (اسعاد يونس) إخراج (خالد الحلفاوي) فبدأت بالمتابعة… ووجدت نفسي أضحك…وأكثر ما أحببته بهذا العمل ككل بساطته بدون تفخيم دارج مؤخرا بأعمال كوميدية كثيرا منا يعرفها، العمل شهد على انسجام جميل لكافة عناصر العمل..

وأستكمل قائلاً بخصوص الدراما الخليجية: أما فيما يخص الدراما الخليجية… للأسف بعد جولة على إنتاجات هذه السنة وما لدينا في الدراما الخليجية على الدراما الرمضانية وكما توقعت أصبت بالإحباط، حيث لا زالت الدراما عندنا في الخليج تراوح مكانها كما هي منذ سنوات ملتفة حول نفسها مصابة بداء الاجترار والتكرار.

الكاتبة باسمة العنزي: الأفضل (تحت الوصاية)، الأضعف (جعفر العمدة)

القاصة والروائية باسمة العنزي – الكويت، عبرت عن رأيها بالدراما الرمضانية بالقول:

أفضل مسلسل عربي من وجهة نظري “تحت الوصاية” تمثيلا وإخراجا وموضوعا. كونه تناول مواضيع تتقاطع مع الواقع وتقدم معاناة شريحة في المجتمع وربما تسهم في تغيير وجهات النظر والتأثير على مراجعة القوانين، مما يحسب لهذه النوعية الجيدة من الأعمال.

أداء (منى زكي) كان رائعا وبقية الممثلين أيضا كل منهم برع في الأداء خاصة الطفل الموهوب ياسين (عمر شريف).

وبالنسبة للمسلسلات العربية فالإضافة إلى “تحت الوصاية” تابعت ” تغيير جو” و “الهرشة السابعة” ولم أتفاعل كثيرا مع أي منهما

أما بالنسبة للأعمال الخليجية فلم أجد ما يستحق المتابعة هذا العام.

أم بالنسبة لأضعف عمل اظن يستحقه “جعفر العمدة” وبلا منازع! مازالت هناك أعمال عربية تدور في نفس الفلك منذ عقود. شخصية البطل السوبرمان بقدرات تمكنه من النجاة من كل مأزق والتأثير على الجموع بكاريزما فتوة الحي. العمل اعتمد على نجومية محمد رمضان وبنى عليها نصا ضعيفا وقصة مكررة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى