رنا أحمد: اللي ياكل الحرام.. الحرام ياكله!

رنا أحمد خلف★
هذه الجملة التي يدور حولها مسلسل (بابا المجال) الذي يعرض في شهر رمضان الجاري، من بطولة الفنان (مصطفى شعبان) الذي يقوم بدور زين في المسلسل، الشاب الذي عاش حياته يعمل ويكافح ليعيش هو ووالدته بالحلال، وترك كلية الهندسة ليصبح بابا المجال في ورشة الميكانيكا بعد وفاة صاحبها، ويؤتمن زين على عائلته المكونة من ثلاثة أشقاء، وكذلك جميلة التي تقوم بدورها (نسرين أمين)، وهي في نفس الوقت الفتاة التي يحبها زين، وخطيبته.
وكما هو معروف عن مصطفى شعبان أن أعماله يكون بها جملة يشتهر بها العمل، نرى ذلك في أكثر من جملة مثل (في كارنا مفيش مقارنة) حتى يقع هذا الشاب المكافح في مشكلة، تتسبب في اكتشافة لسر كانت والدته زهيرة، التي تقوم بدورها الفنانة القديرة (سوسن بدر) تخفيه عنه، وهو أن والده لم يمت، واسمه في الشهادة ما هو إلا اسم مستعار، وأنه ينتمي إلى عائلة الديابة، ووالده هو زكريا الديب، الذي يقوم بدوره الفنان القدير (رياض الخولي)، وأن تجارته ليس حلالاً، لأنه يتاجر في الآثار، لذلك تركت والدته العائلة، وهربت به حتى لا يأكله مال والده الحرام.
وعائلة والده، أو كما يعرف عنهم الديابة في الجانب الآخر، لا يشبه أحد منهم بسند للآخر، أو أنهم يمثلون عائلة على العكس تماماً، هم أشخاص يريدون الموت لأخيهم الأكبر حتى يَرِثُوه، لا يربط بينهم غير المال، والمصلحة، ولأن زكريا، لايجد ابنه يقرر توزيع الميراث بينهم، ليتقي الصراعات بعد وفاته، لكن يظهر زين، ووالدته، ويضيع عليهم الميراث، ويتوجه كرههم كاملاً لزين.
ويقوم بدور عزوز الديب الفنان (باسم سمرة) الذي يتميز بخفة دمه في الأعمال، حتى وإن كانت جادة، لكن له طابع كوميدي لايتميز به سواه، وهو من الفنانين الذين ينتظر الجمهور أعمالهم دائماً، وهو يقدم دوراً متميزاً بشخصية الذي يطمح، ليصبح كبير الديابة.
ويعود زين لعائلة والده، ليجد بين هذا المال، وهذه الثروة التي يملكها، هو يملك ثأراً أيضاً مطلوب أن يؤخذ منه، انتقاماً من والده، ويعود الثأر لعائلة صعيدية، هي عائلة عشم.
تميز العمل بعودة فارس المسرح العربي الفنان القدير (أحمد ماهر) في دور عشم الرجل المسجون، الذي ينتظر وقت خروجه، ليقتل زين بن زكريا الديب.
العمل يدور في إطار دراما وتشويق، من تأليف وإخراج أحمد خالد موسى، كما كان لتتر العمل دور في شهرة هذا العمل، حيث إن الأغنية تتبروز حول (اللي أكل الحرام بكرا الحرام ياكله) من غناء حودة بندق.
وهذا العمل يعود بالفنان مصطفى شعبان إلى الدراما، والأكشن مره أخرى، بعد مسلسل “ملوك الجدعنة” الذي شاركه البطولة فيه، الفنان عمرو سعد، ويفصل بين العملين العمل الكوميدي في رمضان السابق (دايماً عامر) وناقش المسلسل مشكلات تواجه التعليم والطلاب، وقدم المشاكل في إطار كوميدي بسيط، وهو بمثابة تحرر له من شخصية البلطجي الخارج عن القانون، الذي أراد مصطفى شعبان أن يغير مااعتاد عليه الجمهور منه، وإثبات أنه قادر على عمل أكثر من لون، حتى أنه لم يظهر في هذه الهيئة في رمضان الجاري.
ولكن هذا ما أعطاه لنا انطباع الحلقات المعروضة فقط، وهو منتصف العمل إلى الآن، وهو محافظ على عنصر التشويق، واكتشاف الأسرار في حلقة تلو الأخرى، وهو ما جعل العمل يجذب عدداً كبيراً من المشاهدين، ولكن لم يواكب بما يسمى التريند، فكان التريند من نصيب أعمال أخرى، مثل العمل المتميز الحاصل على النسبة الأكبر من حديث الجمهور، ومواقع التواصل الِاجتماعي جعفر العمدة لـ(محمد رمضان).
كما تميزت الفنانة (سهر الصايغ) في دور نهية الفتاة الصعيدية، التي تسعى لأخذ ثأر أخيها من زين الديب، ولكنها لاتستطيع قتله أول مرة، بل هي تقع في حبه أيضاً، وتحاول أن تخفي ذلك عن والدتها، التي تقوم بدورها الفنانة (عارفة عبد الرسول)؛ وانتقد الجمهور أداء الفنانة السورية (جمانة مراد) في دور مراسي، حيث انتقد طريقة كلامها، وأسلوبها.
والعمل يحمل العديد من التساؤلات، مثل ماذا سيكون مصير زين؟ … هل سيصبح مثل والده، ويكون فرداً من الديابة؟ …أم أن والدته، وتربيتها له ستكون هي وسيلة زين في النهاية، للنجاة من الغدر والثأر.
المسلسل أيضاً تدور أحداثه في شهر رمضان الكريم، مما يجعل مظاهر الِاحتفال بالشهر الكريم، والصوم والإفطار الجماعي، والوحدة بين المسلمين، والمسيحيين، تزين شاشة التليفزيون في هذا العمل.
لا نعلم ما مصير العمل في الأيام المتبقية، و باقي الحلقات هل سيحافظ العمل على عنصر التشويق، ويسير في اتجاه العمل الكامل الناجح، أم أن الجمهور سينحي العمل للجانب إذا اختلف إيقاع العمل، أو أن المؤلف لم يمتلك عنصر الإثارة والتشويق إلى النهاية.
ـــــــــــــــــــــــ
★ ناقدة ــ مصــر