مسرح

أ.د. عامر المرزوك: مقعد على الرصيف لعلاء الجابر

مسرح الشارع في دول مجلس التعاون الخليجي واليمن

أ.د. عامر صباح المرزوك★

حسن فعل الكاتب والناقد علاء الجابر حينما شرع بالولوج في تأليف كتاب مختص بمسرح الشارع في دول مجلس التعاون الخليجي واليمن، ولعله الباحث الأول الذي يخوض غمار هذا المسرح في البحث والتنقيب عن عروض مسرح الشارع في الخليج ككتاب متخصص يدرس الدول (الكويت، الامارات العربية المتحدة، البحرين، المملكة العربية السعودية، سلطنة عمان، قطر، الجمهورية اليمنية).

احتوى الكتاب على مقدمة بعنوان (مسرح الشارع.. إشكالية المصطلح) وهو موضوع مهم جداً لفك الإشكالية التي يقع فيها غالبية المشتغلين في مسرح الشارع، إذ اعتمد الباحث على تعاريف (الويكيبيديا، المعجم المسرحي للدكتورة ماري ألياس والدكتورة حنان قصاب حسن، انطولوجيا مسرح الشارع للدكتور بشار عليوي، إشكالية الظواهر الدرامية للناقد حسام الدين مسعد) وبين نقاط التشابه والاختلاف بين التعريفات، وخرج الباحث بتعريف شامل لمسرح الشارع فهو حسب تعريفه “شكل من أشكال الأداء المسرحي، يقدم في الهواء الطلق خارج نطاق عمارة المسرح، ضمن حيز اللعب، يمكن أن يستعاض فيه عن خشبة المسرح بمنصة مرتجلة، ولا يعتمد فيه على أجهزة الصوت، ويستبدل فيه الديكور بالإكسسوار، ويكون فيه العرض مجانياً لجمهور عشوائي، يختلف فيه التلقي التقليدي بمشاركة تفاعلية مع العرض بمواضيع من الواقع اليومي، من أجل بلوغ الغايات الدلالية للعرض”.

كما أحتوى الكتاب على مدخل تابع نشاط مسرح الشارع في دور مجلس التعاون الخليجي، وقد أشار الباحث إلى مجموعة من الأسباب التي جعلت هذه الدول تفتقر لمسرح الشارع، ذكر منها:

– استقرار الحالة الاقتصادية والوضع السياسي.

– طبيعة الجمهور الذي لا يتفاعل مع معطيات ما يحدث في الشارع.

– طبيعة العروض تتطلب الحصول على موافقات من جهات مختلفة.

– تباين الجمهور في أغلب دول مجلس التعاون بين جنسيات مختلفة.

– طبيعة المناخ الحار في أغلب تلك الدول.

الكاتب علاء الجابر أثناء توقيع الكتاب

وسنقدم ملخصاً عن الدول التي تم ذكرها كالآتي:

دولة الكويت: عرفت المسرح عام 1937م، غياب مسرح الشارع بمفهومه وكل ما قدم في الساحات والشوارع والبحر هو مجرد عروض خارج الفضاء.

دولة الامارات العربية المتحدة: عرفت المسرح عام 1950م، غياب مسرح الشارع وانما قدمت عروض الساحات وما إلى ذلك، واعتمد الباحث على آراء: عبد الله الشحي، عمر غباش.

مملكة البحرين: عرفت المسرح عام 1925م، غياب مسرح الشارع ويوجد عروض في الساحات، واعتمد الباحث على رأي: يوسف الحمدان، وخالد الرويعي.

المملكة العربية السعودية: عرفت المسرح 1960م، ووجود بعض العروض القليلة عام 2014م كمسرحية حارة لبش، وبعض العروض الأخرى، وغياب مسرح الشارع وانما عروض ذهبت للفضاءات المفتوحة، واعتمد الباحث على رأي: نايف البقمي، وياسر مدخلي.

سلطنة عمان: عرفت المسرح عام 1960م، وارتبط مسرح الشارع بمهرجان الدن 2015م وبدأت العروض تتواصل حتى يومنا هذا، واعتمد الباحث على رأي: د. آمنة الربيع.

دولة قطر: عرفت المسرح عام 1959م، لا وجود لمسرح الشارع بحسب رأي: د. حسن رشيد واحمد المفتاح.

الجمهورية اليمنية: عرفت المسرح 1910م، عرفت أول تجربة عام 2000م مقابل أحد دكات المطاعم الشعبية في سوق الصميل في مدينة تعز، ولم تتطور التجربة مع مرور الوقت، واعتمد الباحث على آراء: فكري قاسم، وهايل المذابي.

وبين الباحث في خاتمة الكتاب عدم اهتمام الدول بمسرح الشارع وبين ان الدول الأكثر اهتماما هي على الترتيب (سلطنة عمان، السعودية، الامارات) مع وجود خلط كبير في التعامل مع مفهوم مسرح الشارع، خصوصا وأن الباحث أعتمد في حصوله على المصادر من تسجيلات مرئية للعروض المسرحية، وحوارات مع المهتمين، إضافة إلى الكتب والبحوث والمقالات.

مبارك له هذا الإنجاز المهم، وننتظر منه القادم كما عهدناه دائماً وابداً.

كتاب (مقعد على الرصيف: مسرح الشارع في دول مجلس التعاون الخليجي واليمن)، تأليف: علاء الجابر، القاهرة 2023م، 96 صفحة.

ـــــــــــــــــــ

ناقد، أستاذ جامعي ـ جامعة بابل ــ العــراق.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى