حوارات وتحقيقات

كريمة بدير في حوار خاص لمجلة نقد × نقد

الحركة والكلمة وجهان لعملة واحدة في عروض كريمة بدير

خلود عماد

“قالوا في المثل زمان الصبر ماله حدود وصبرك انتِ يا نعسة فاق صبر أيوب، دي نعسة كانت جبل يتحامى فيه أيوب ده الصبر منك انتِ اتعلمه أيوب”

هكذا صورت المخرجة ومصممة الرقصات كريمة بدير مدى الصبر الذي تصبره الأنثى على أي بلاء يحدث لها بأنها تستطيع أن تتحمل أكثر من أيوب رمز الصبر.

التقت نقد x نقد بالمخرجة كريمة بدير وكان هذا الحوار:

عرض سيرة عنترة
  • كيف أشعلت شرارة البداية في مجال الرقص التعبيري المعاصر؟

درست في معهد البالية، ثم التحقت بفرقة البالية، وبعدها انضممت لفرقة الرقص الحديث، وأكملت مشواري الفني في دولة الإمارات بعد أن شاركت في “Jumana Secret of the desert” مع المخرج بيدرو باولز، بعد ذلك عدت إلى مصر لأتولى وظيفة المخرج المنفذ لفرقة فرسان الشرق مع المصمم وليد عوني، حتى أصبحت المدير الفني للفرقة.

  • وماذا عن مجال الإخراج؟

أخرجت أول عرض مسرحي لي عام ٢٠١٠ وكان تابعا للبيت الفني للمسرح “مسرح الغد” وهو عرض “دعاء الكروان” ومثل مصر في المهرجان التجريبي، وفي ٢٠١١ أخرجت “بهية” مع فرقة فرسان الشرق، وفي ٢٠١٢ أخرجت “نعسة”.

عرض إيزيس
  • هل اكتفيت بما حصلت عليه من خبرات في مصر والأمارات لتواصلي عملك في هذا المجال؟

كلا بالطبع فقد استكملت رحلتي الفنية إلى الخارج حيث زرت إيطاليا وفرنسا وتونس والتحقت بورش فنية بها، وعدت إلى مصر مرة أخرى عام ٢٠١٨، بعد أن طلبت منها وزيرة الثقافة حينذاك د. إيناس عبد الدايم العودة لقيادة فرقة فرسان الشرق مرة أخرى.

  • ما الأعمال التي قدمتها بعد عودتك؟

كان أول عمل لي بعد عودتي لمصر إعادة عرض “بهية” برؤية إخراجية مختلفة تمامًا، ثم بعد ذلك أخرجت عددًا من العروض مثل: “ريا وسكينة”، و”إيزيس”، و”سيرة عنترة”، وصولا إلى العرض الأخير “حتشبسوت”، كما شاركت في بعض العروض المسرحية كمصممة استعراضات فقط مثل عرض “حدث في بلاد السعادة” مع المخرج “مازن الغرباوي”، وعرض “أحدب نوتردام” مع المخرج “ناصر عبد المنعم”، وعرض “مهاجر بريسبان” للمخرج “جمال ياقوت”، إضافة إلى الحفلات مع وزارة الشباب والرياضة مثل “قادرون باختلاف”، وعملي مع ذوي الاحتياجات الخاصة.

عرض بهية
  • لماذا تلجأ كريمة بدير غالبا للقصص التراثية في عروضها؟

هذا هو الاتجاه الخاص بفرقة فرسان الشرق أن يتم تقديم التراث بشكل معاصر وحديث.

  • ماذا يعني التركيز على العنصر النسائي بطلا في جميع أعمالك تقريبا؟

اتجاهي  دائما للعنصر الأنثوي في أعمالي وكل عمل فني له رسالة معينة مقصودة أريد ايصالها للجمهور، فمثلا في عرض “بهية” صورت كل ما هو مؤنث  في شخص بهية فهي الأم والأخت والزوجة والابنة والبلد، وفي عرض “عنيك” أردت أن أوضح أن صبر” نعسه” فاق صبر أيوب، فأيوب صبر على المرض والابتلاء، لكن نعسة صبرت على أيوب نفسه، وفي عرض “ريا و سكينة” ناقشت قصتهما كامرأتين نشأتا في فقر وجهل و كان على عاتقهما حمل كبير بما فيه حسب الله وعبد العال أزواجهن، وأما عرض “إيزيس” فعرضتها كأم وحبيبة وصبرها في سبيل الحب حيث أنها جمعت أشلاء أوزوريس من جميع زوايا مصر، وحتى في “سيرة عنترة” فأن عنترة البطل صنعته قصة حبه لعبلة وهي التي جعلته يقود الرحلات فالحب هو الذي صنع البطل وصنع الرحلة، أمًا عن “حتشبسوت” فقد ناقشت فيها  هجوم الرجال على حتشبسوت بسبب كونها امرأة وأنهم رأوا أنها لا تصلح للحكم “لمجرد أنها أنثى”، بالرغم من أن عصر حتشبسوت كان من انجح العصور التي مرت على الفراعنة  في مجالي الاقتصاد والصناعة.

عرض ريا وسكينة
  • كيف تتعاملين مع شخوص أعمالك؟

أنا لا أقدم الرقص المعاصر بالشكل التقليدي بل ادخل عليه الكلمة فالكلمة والحركة وجهان لعملة واحدة، الحركة تؤكد الكلمة والكلمة تؤكد الحركة، لذا فأنني حين أتعامل مع مؤلفي العروض الخاصة بي فأنني أبين لهم التيمة التي أركز عليها في الشخصية التي أقدمها، الرسالة التي أريد إيصالها للجمهور.

في كل أعمالي لا أتناول القصة التراثية كما هي ولا الشخصية التاريخية تطرحها الكتب، بل يتم التركيز عندي على أجزاء معينة أبينها بالحركة مستعينة بالدراما والكلمة، والتأكيد على الحركة بالحوار، كي أوصل وجهة نظري للجمهور.

عرض حتشبسوت
  • ما أهمية جسد المؤدي في عروضك؟

للجسد المؤدي أهمية كبيرة في توصيل الرسالة، فـ بالنسبة لي لا يوجد ممثل لا يستطيع الرقص، ولا يوجد راقص لا يستطيع الحوار، فجسد المؤدي يتم تشكيله من قبل القائد وهو المخرج والمؤدي هو الذي يضيف إليه الكاريزما الخاصة به، فالتعامل مع الحركة والكلمة يكون في نفس الوقت، فلا تسبق الكلمة الحركة ولا تسبق الحركة الكلمة.

ـــــــــــــــــــ

صحفيــة ـــ مصــر

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى