

محمد علي القلاف★
الواقعية هي إحدى المذاهب، التي ظهرت كرد فعل على المدرسة الرومانسية، التي تعتمد على الخيال لتبتعد عن الواقع وتهرب منه، فالواقعية ظهرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وتستمد رؤيتها من البيئة الي حولها أي من واقعها، وهي تعتمد على وضوح الرؤية، وتتناول القضايا الِاجتماعية؛ ومن أهم روادها ستندال، وبلزاك، وفلوبير.

الكاتب عبدالعزيز السريع أحد أبرز المتأثرين بالواقعية في المسرح الكويتي، اِتجه هذا الاتجاه في مؤلفاته، التي تحمل ثيمتها واقعية اجتماعية، فمرة نجده يناقش قضايا الأسرة عن الأب (الزوج) والأم (الزوجة)، ومرة الأبناء مثل مسرحية (الأسرة الضائعة والدرجة الرابعة) تبين تماديهم، ورفضهم طاعة والديهم، وأيضاً اهتم في شؤون المجتمع ومسألة التغريب، عندما تغير نمط الحياة، وبدأت المجتمعات تتبنى عادات، وأفكاراً غربية مثل مسرحية (ضاع الديك)

و(1,2,3,4 بم ) عن التحول الاجتماعي، الذي طرأ على المجتمع.وبهذه المسرحية يتضح التأثر بكتابات هنريك إبسن، وهو أبو الواقعية في القرن التاسع عشر، والذي تناول في مسرحياته شؤون الأسرة والمجتمع، ونقل الواقع إلى المسرح، كما في (بيت دمية)، التي تتناول استبداد الرجل (الزوج)، وتَحَكُّمَهُ بالمرأة أي الزوجة (نورا) إلى أن حرَّرها بعد خروجها من المنزل، تاركة زوجها، وأولادها وراءها، وفي مسرحية (البطة البرية) كشف الصراع ما بين المثالية والواقعية في المجتمع، واخيراً مسرحية (أعمدة المجتمع)، التي تكشف النفاق والخداع والكذب في المجتمع، وغيرها من المسرحيات، التي لا يمكن إحصاؤها.

إذن يتضح لنا مؤثرات الكاتب عبدالعزيز السريع في كتاباته الواقعية، وإيصال رسالته للمتلقي، والتطرق لأحوال الأسرة والمجتمع، وبيانها، لكي يتم معالجتها من قبل المسؤولين، فالمجتمع آنذاك كان متعطشاً لمثل هذه النصوص، التي تمس حالتهم، لذا يتطلب من هذا الجيل من الكُتَّاب معرفة مجتمعهم، ومعايشة وواقعهم

رسالة:
الكاتب الفذ والحذق، الذي يقرأ ويتابع الساحة بدقة، لكي يستطيع أن يكتب بعمق، فالقراءة تكون له ثروة لغوية، وحصيلة معرفية، وتَمُدُّهُ بأفكار متعددة، ليتسنى له تشكيل الشخصيات باحترافية، وتماسك الخطوط الدرامية.
★ ناقد ــ الكويــت