د. سعداء الدعاس: “مفاز”.. متعة وإنجاز!


د.سعداء الدعاس★
لم أكن أتخيل أن حفلاً عابراً أحضره كمرافقة لزوجي، يترك في نفسي كل ذلك الأثر، ويُحرِّك في داخلي الذكريات الندية.. هذا ما شعرتُ به في تلك الأمسية المميزة، وأنا أخترق الحضور عبر أجواء مُبهجة، يَحفُّها التنافس الطلابي الجميل؛ حيث استمتعتُ قبل أيام بحفل تكريم المشاركين في الدورة الأولى من مسابقة “مفاز” للعمل الخيري والتطوعي، الذي أقامته الأمانة العامة للأوقاف، بالتعاون مع وزارة التربية.

حين وصلتْ الدعوة لزوجي علاء الجابر، باعتباره أحد أعضاء لجنة الإشراف في مسابقة الكويت الدولية لقصص الأطفال في مجال الوقف والعمل الخيري والتطوعي، وافقتُ على مرافقته للحفل بسبب ارتباطنا بموعد آخر في اليوم ذاته، وبسبب يقينه من مستوى فريق العمل، وإيمانه بقدراتهم.. وأياً كانت الأسباب، فإن تخطيط القدر دائماً أجمل من تصوراتنا.
عندما اتجهنا للحفل، كنت أتهيأ لحفل رسمي رتيب، كعادة معظم مناسبات المؤسسات الحكومية، لكن ما إن ولجتُ قاعة السينما في دار الأوبرا، بمركز جابر الأحمد الثقافي، حتى شعرتُ بحميمية المكان، ولامستْ روحي أجواءه العائلية؛ التي لم تكن لتتحقق؛ لولا الوجوه البشوشة التي أدارت الحفل باحترافية ولطف، الأخوات: ندى البسام، وهيا الزيان، ودلال البسام، ساهم في ذلك تواجد الطلبة والطالبات، ومعلميهم وأولياء أمورهم الذين شهدوا التكريم بفخر واعتزاز.
كانت القاعة مكتظة بالحضور، يتقدمهم الأمين العام بالتكليف السيد ناصر الحمد، وممثلو وزارة التربية، ورغم العدد الكبير للطلبة الفائزين بالمراكز الأولى، وبالجوائز التشجيعية، إلا أن الأمور سارت بانسيابية واضحة، مما أكَّد لي طبيعة التعاون السلس بين الجهتين.

قبل بدء الحفل، اِلتقيتُ أولاً بالعزيزة ندى البسام التي عرفتُها مباشرة من خلال حضورها الإعلامي المميز في البرامج التلفزيونية، أثناء الترويج لمسابقة قصص الأطفال، ومِنْ ثَمَّ سعدتُ بلقاء أمل الدلال رئيس اللجنة العليا المشرفة على المسابقة، التي سمعتُ كثيراً عن إخلاصها في العمل، ولاحظت اهتمامها بكل التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة منذ بداية الحفل، حتى أنها ظلت واقفة إلى أن اطمأنت على استقرار الجميع في أماكنهم، فاتخذت لها مقعداً جانبياً بعيداً عن حظوة المقاعد الخاصة بكبار الشخصيات، تُراقب الجميع، وتُشجع الطلبة بابتسامتها الحنون، وكلماتها الحماسية.
للحظات وخلال الفعاليات المميزة، نقلني ذلك الحفل إلى ذكرياتي أيام الدراسة، حين كنت الطالبة المُدللة لقسم اللغة العربية في ثانوية الرابية للبنات، أشارك في أنشطة الخطابة، والشعر، والمسرح المدرسي.
بل أنني أثناء متابعتي للفيلم القصير الخاص بالمسابقة، تذكرت تلك اللحظة الفارقة في مراهقتي، حين كنت ألقي قصيدتي الفائزة بالمركز الأول على مستوى المحافظة أمام وزير التربية حينذاك الدكتور أحمد الربعي، والسيدة الفاضلة خولة العتيقي التي كانت من أبرز الشخصيات المشجعة لجميع الطالبات.
اِستمرت الذكريات تتوالى وأنا أتابع بسعادة، الطالب المميز زيد فهد الشطي، ومِنْ ثَمَّ الطالبة لورا الطيار، وهما يَعِّبران عن فخرهما وسعادتها بالمشاركة في (مفاز)، ودور تلك المسابقة في انطلاقهما بثقة أمام الحضور، بلا ارتباك أو تلعثم، في ظل تشجيع مستمر من قبل مقدم الحفل، الذي وفقت الأمانة العامة للأوقاف باختياره، حيث حرص على احتواء المشاركين والتخفيف من ارتباكهم ، كما أجاد التقديم دون فذلكة أو استعراض مبالغ، محافظاً على روح الفعالية وطبيعتها.
انتهى الحفل المميز بالبهجة التي حملتها لنا مجموعة من الطالبات عبر فقرتهن الفنية التي تم إعادتها ببراءة الطفولة فأثارت حماس الجمهور وتشجيعهم.
شكراً للأمانة العامة للأوقاف، ممثلة بأمينها ناصر الحمد، وللعزيزة أمل الدلال، وفريقها المخلص على رأسهم السيدة ندى البسام، والشكر الكبير لكل طالبة وطالب اعتلوا تلك المنصة بحماس جميل، ومساندة رائعة من أساتذتهم الذين بذلوا الجهد في سبيل الخروج بتلك الصورة المشرفة.

أتمنى على الجهات المعنية أن تعمل جاهدة على تعميم هذا النوع من الأنشطة على مستوى الكويت، بدعم من جميع قطاعات الدولة، لأنني على يقين من أن “مفاز” ستزهر نماذج نفخر بها في كويتنا الحبيبة.
★مديرة التحرير.




