مسرح

محمد القلاف:مسرحية” تحت الظلال”..نص هزيل وعرض مستهلك!

محمد القلاف

مسرحية “تحت الظلال” من إعداد وإخراج “محمد الأنصاري” وهي مستوحاة من نص “ذاكرة في الظل” للمؤلفة “مريم نصير” لفرقة المسرح الخليج.

قصة العرض المسرحي، تتحدث عن جدلية قديمة ما بين الأبناء والوالدين، وتحكُّم الأب والأم، في حياة أولادهم، وتحديد مصير حياتهم، كون الحكاية عن التراث القديم، وخاصة ما يتعلق بالبحر والسفن والبحارة والنوخذة، فالوالدان متسلطان على أبنائهم، مما جعلَ الصراع يدُبُّ فيما بينهم، فتولَّد الكره منهم لوالديهم، فيهم من قتل أباه، ومنهم من رمى أمه في البحر، اِنتقاماً من العنف، الذي تسبب لهم منذ الصغر، وربطت المؤلفة هذه القضية للأجيال المتعاقبة، إلى يومنا هذا، في التحكم في قرارات الزواج، ونمط العيش.

نص العرض

النص هزيل، والقصة مستهلكة من قصص التراث في مسألة الصراع بين الأبناء ووالديهم، الأمر الآخر أن هذا النص قُدِّمَ  سنة 2016 في مهرجان أيام المسرح للشباب، وكذلك تحوَّل إلى مسلسل تلفزيوني، بعنوان ” في ذاكرة الظل” عام 2020 ، ثم عاد مرة أخرى هذه السنة 2024 في مهرجان الكويت المسرحي بدورته 24 بمسمى “تحت الظلال” فكثرة تقديم النص أضعفته، وجعلته مستهلكاً، لهذا لم يستطع ابتكار أو خلق إبداع  جديد فيه، وهذا بسبب عودته مرة أخرى، كما أن كثرة الحوارات فيه، وتكرارها، والصمت في بعض مشاهده  بعض الوقت سبَّب ربكة في التنقل في المشاهد.

نسخة عن ” غصة عبور”

الديكور أو السينوغرافيا، من الأهمية بمكان في العرض المسرحي، والنص أيضاً، والرؤية الإخراجية للمخرج، كونه الابرز بعد الممثلين في بيان القصة وتأويلاتها؛ لذا فإن ديكور هذا العرض على الرغم من أنه أعطى دلالات متنوعة، من كفن، وسفينة، وبيت، وسجن، وغيرها من التفسيرات، إلا أنه لم يخرج بشيء جديد مبتكر، فالديكور نسخة جديدة عن ديكور مسرحية “غصة عبور” من ناحية الجسر، ومن ناحية تحريكه.

الأزياء وحيرة معرفة الزمن

الأزياء أيضاً مهمة في تحديد أحداث المسرحية، ومعرفة تاريخ الحكاية، وكذلك الفترة الزمنية، فالمصمم دمج ما بين التراث القديم، واللباس الحديث، محاولة منه ربطه للواقع، وهذا اجتهاد لا بأس فيه، ولكن المتلقي احتار في معرفة في أي زمن هم، وأي حقبة، كون النص ربط الأحداث جميعها في وقت واحد.

جزيل الشكر والتقدير لطاقم العمل، على تقديمه العرض، والانتباه إلى الملاحظات، التي سردناها ، متمنين أن يتفادوها بالمهرجانات القادمة، فتطوير العمل، يحتاج إلى قراءة وبحث وتفكير عميق؛ لاستخراج فكرة ورؤية جديدة من ذات النص، كما  يحدث في المسارح الغربية، عندما يعاد عمل ما ، ويتم  يتناوله  من عدة رؤى جديدة؛ فيتولد الإبداع من التأليف والإخراج؛ وكأنه عمل جديد.


★ناقد ـ الكويت.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى