سينما

ريم ياسين:”رفعت عيني للسما”..ما الذي أوصله لجائزة مهرجان كان؟

ريم ياسين

تدور أحداث الفيلم، حول مجموعة من الفتيات، اللاتي يقررن تأسيس فرقة مسرحية، وعرض مسرحياتهن بشوارع قريتهن في الصعيد، مع إبراز أهم المشاكل التي يواجهنها على لسان الشخصيات في تلك المسرحيات، والفيلم من إخراج “ندى رياض” و “أيمن الأمير”، وبطولة فريق مسرح بانوراما برشا.

ما يميز الفيلم

يختلف الفيلم عن ما سبقه من أعمال، أنك تشعر وكأنك تسير بقدميك داخل محافظة المنيا، وهذا كان بسبب التصوير الواقعي الدقيق لكل تفصيلة في الفيلم؛ حيث كانت معظم المشاهد تتبع فكرة المنظور الأول ، فبعينك تتبع الممثلة في المشهد، وترى جوانب تلك الحياة الريفية، كصورة طبق الأصل من الحياة العادية، وأثر ذلك على الحوار؛ حيث كان أقرب إلى الحديث التقليدي، الذي لا يتبع سيناريو مكتوباً، بل تشعر بالجلوس معهم في غرفة معيشة واحدة، وعلى الرغم من عدم وضوح بعض الجمل، تبعاً لللهجة الصعيدية، ولكنه أوضح جزءأً كبيراً لدى الجمهور من التعرُّف على تلك الطباع، والتقاليد السائدة في جنوب مصر، ومن أبرزها وأكثرها إشكالية، تلك التي تدور عن المرأة، وسلب حقوقها، مع وضعها بشكل دائم في طبقة دنيا عن الرجل، كأنها أداة مستعملة لتلبية رغباته، أو أن هذا الزواج في مفهومه عبارة عن قفل محكم يبعدها عن العيش في الحياة بالشكل الطبيعي، ويُفرج عنها وقتما يشاء.

ليس بالجديد

و بعد أن اتسع انتشار الفيلم ، وذاعت شهرته على مدى واسع، فإنه شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائي بدورته السابعة، كما أنه حصل على جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم تسجيلي بمهرجان كان السينمائي الدولي بدورته الـ ٧٧ ليصبح أول فيلم مصري يفوز بالجائزة منذ تأسيسه، وإذا أَمْعَنَا النظر، فإنها ليست بالتجربة الأولى للمخرجَيْن؛ حيث عُرض فيلمهما التسجيلي(نهايات سعيدة) عام ٢٠١٦ بمهرجان أمستردام الدولي، بالإضافة إلى عرض فيلمهما الروائي القصير (فخ) بمهرجان كان عام ٢٠١٩، وأكثر ما كان يجمعهما هي التقنيات الإخراجية، فمثلاً في (رفعت عيني للسما)، كانت الإضاءة تعتمد على الإضاءة الطبيعية، مع عدم اضافة أي ضوء صناعي، أما عن الديكور، فابتعد كل البعد عن السينمائي، وكان عبارة عن بيوت من حجارة حقيقية بالتصميم الريفي القديم؛ حتى الملابس نالت نصيباً من تلك الواقعية، مع احتفاظها بذلك الجانب في الاحتشام من تغطية نصف الأذرع، وتحريم زي الفساتين للبنات، ولتكتمل هذه اللوحة أضاف عنصرا الموسيقى والمؤثرات الصوتية قليلاً من الألفة؛ حيث كانت الموسيقى تُغَنَّى من قِبَل “مونيكا” صاحبة الصوت الصعيدي، والطربي الأصيل، كما كانت المؤثرات الصوتية، عبارة عن ما يجاور الممثلين من أصوات شوارع أو طيور، أو حتى أحاديث جانبية، وعلى الرغم أن الكاميرات لم تخلو هي أيضاً من الواقعية، إلا أن في بعض المشاهد استخدمت بعض الرموز، التي توحي بمضمون العمل، مثل القطة التي تتسلق، وتقفز من فوق الجدار، وفي الخلفية صوت “ماجدة” تتكلم عن حلمها، وإمساك “هايدي” بحمامة وملامستها لأجزائها؛ كأنها تريد التحليق معها، وحتى الثعبان بعد موافقتها على الزواج من “كيرولس”، فهل سيكون هذا هو ما يطلق عليه (السم في العسل)؟

النهاية

الفيلم عموماً مليءٌ بالعديد من القضايا، التي تناشد المرأة،  وفكرة تقييدها بعادات ليس لها أساس من الصحة، ولكن يختمها لها الفيلم بوجود أطفال، إشارة إلى وجود ذلك البصيص من الأمل، وأنها في يوم سيكون لها نصيب من حقوقها؛ حتى أبسطها مثل التعليم، وتحقيق حلمها سواء الفني، أو أي مجال آخر، ليأتي يوم تقول فيه ” رفعت عيني للسما” و في يدي أحلامي.


★طالبة بقسم الدراما والنقد المسرحي ـ جامعة عين شمس ـ مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى