مسرح

د.سعداء الدعاس:بانوراما المهرجان الخليجي..بهجة الوجوه، وجرأة الآراء، وإشكالية العروض!

د.سعداء الدعاس★

ما إن وطأت أقدامنا مطار الرياض، حتى تلقَّفَتنا وجوه مُبهجة لشابات وشباب من هيئة المسرح والفنون الأدائية، يقودهم “يزيد” بهمة ونشاط، مردِّدين بابتسامة جميلة، ولهجة سعودية مميزة “يا هلا ومرحبا.. نورتوا الرياض”، بعد أقلَّ من نصف ساعة، ومن بين سيارات الضيوف التي اكتظت أمام بوابة فندق “فيرمونت المطار”، استقبلتنا الأيادي الممدودة بالقهوة العربية، والتمر المزين بالحلوى، مردِّدين الترحيب ذاته، ومتوهجين بالابتسامة ذاتها.

فخامة وإبهار..وترحيب بامتياز!

بشاشة التقاطيع ولطف الكلمات، أبرز ما ميَّز مهرجان المسرح الخليجي، بَدءاً من مدير المهرجان خالد الباز، الذي كان يتابع الفعاليات باهتمام كبير، إلى أصغر شاب وشابة في جيش التنظيم، الذي لم أستطع أن أحصي عدده إلى اليوم الأخير؛ بل إن كل ذلك الترحيب، والجهد الكبير من قِبَل الجميع، لم يمنع الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية د.سلطان البازعي، من الِاعتذار للضيوف في حفل الغداء، عن الإشكالية التنظيمية، التي حدثت في الأيام الأولى، فاستطاع البازعي، بذكاء ولطف شديدَيْن، أن يمتصَّ أية ملاحظة خاصة بالتنظيم.

بالإضافة للحفاوة التي غمرتنا، لفت انتباهي فخامة المكان، حيث احتضنت (جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن) الفعاليات في مسرحَيْن مجهَّزَيْن بإمكانيات عالية جداً، بَدءاً بحفل الِافتتاح، وصولاً لحفل الختام، ومروراً بجميع أيام عروض المهرجان، هذا بجانب قاعة كبيرة للندوات التعقيبية، بينما احتضن البهو الداخلي الضخم، بقية الفعاليات المصاحبة للعروض (توقيع كتب المكرمين، ومعرض للكتب)، ضمن أجنحة خليجية متميزة بتنسيقها وتنظيمها.

لعل فخامة المدخل الخارجي للجامعة، جعلني أتوقع مستوى أروقتها، قبل الدخول لمسارحها وقاعاتها، أسهم في ذلك حسن استفادة هيئة المسرح والفنون الأدائية من المكان، خاصة مساحة (البروتوكول) التي تم توظيفها لاستقبال الضيوف بأجواء فنية راقية، أنعشتها مقطوعات خليجية مميزة للفرقة الموسيقية الِاحترافية، التي لازمت المهرجان طوال لياليه، فقضينا أيام المهرجان في جامعة الأميرة نورة، متنقلين بين مسارح مجهَّزة بأعلى المستويات، وقاعات منظمة يشغلها شباب يتقن فن الترحيب، وكرم الضيافة.

ندوات الطرح الجريء.. من الكويت إلى الرياض!

منذ أن كتبت مقالي الأول في مجلة الكويت سنة 1999، حين كنت طالبة في الفرقة الثانية في قسم النقد والأدب المسرحي، وأنا أنتصر للصراحة والجرأة في الطرح، لإيماني الكامل بأنها المفتاح الأول لتطور الشعوب، فالمباني لا يمكن تشييدها دون حفر وتأهيل، والجـِراح لا يمكن تقطيبها دون نبش وتطهير، وأحمد الله أن بداية تكويني الفكري والنقدي، اِنطلقت من كويت الحرية؛ حيث نشأتُ على جرأة الفنان فؤاد الشطي، في الندوات، ومناكفات محمد السنعوسي في البرامج، وسخرية عبدالحسين عبدالرضا، في المسرحيات، وانتقادات خالد النفيسي، في اللقاءات، وحروب عبدالأمير التركي، في المؤلفات، ولا يمكنني أن أنسى ذلك اللقاء الذي جمع كل هؤلاء في تلفزيون الكويت، وأداره السنعوسي، حيث انطلق فيه الكثير من الفنانيين بانتقادات صريحة بلا حسابات، للمنظومة الفنية والاجتماعية والسياسية آنذاك، مما يؤكد حرصهم على مصلحة بلادهم، وحبهم الصادق لها، ورغبتهم الحقيقية في تطويرها، ولعل هذا أحد أسباب تطور الكويت حينذاك.

مع المخرج الكبير عصام السيد  والكاتبة تغريد الداوود

لذلك، فإن الندوة الفكرية التي لا تستنهض العقل، لا قيمة لها، والصوت الذي لا يقدم رأياً صريحاً وجريئاً لا أهمية له، هذا بالضبط الذي ميّـز الندوات الفكرية في مهرجان المسرح الخليجي في الرياض؛ ذلك الطرح المغاير من الأوراق المقدمة، بجرأة كبيرة، ساهمت في امتلاء القاعة عن آخرها، وحماس الحضور للنقاش، أخص بالذكر ورقة “ياسر مدخلي” الذي أطلعنا بوعي كبير على العديد من الإشكاليات، التي يعاني منها الفنان السعودي، للوقوف على معوقات البُنى الأساسية للمسرح الخليجي، ولعل مدخلي، من الأصوات التي تؤمن بأن التطوير لن يتم إلا بطرح الأسئلة، ونبش الجِراح؛ ليسهل معالجتها بعد ذلك، تكرر هذا النهج في مشاركته التي قدمها قبل سنوات في مهرجان الكويت المسرحي بمشاركة مرعي الحليان، وسارة بولند، وإدارة الناقد علاء الجابر، في ندوة فكرية حازت على تفاعل الحضور، وثنائهم الكبير.

الجابر متحدثاً عن العرض الكويتي في الندوة التطبيقية

هكذا كانت ورقة “د. حبيب غلوم” أيضاً، فما إن استمعت لبعض ردوده على جمهور القاعة؛ أدركت حجم جرأة ورقته؛ وبعد الاطلاع عليها استوعبت ردود الأفعال التي كانت مشحونة بالإعجاب تارة، والجدل تارة أخرى؛ حيث وضع النقاط على الحروف فيما يخص الوضع المسرحي في الإمارات دون بهرجة أو تزييف، وهكذا كان “د. عبدالكريم جواد” أيضاً، الذي عرَّج على بعض الأفكار والإشكاليات المسرحية الخليجية والعُمانية تحديداً، بعيداً عن لطفه المعهود.

أما الأوراق الكويتية، مُمَثَلَّة بورقة د. علي العنزي، وورقتي، فسعدت جداً بتفاعل الجمهور معها، أثناء وبعد الندوة، وكم سعدت بالفنانَيْن القديرَيْن جاسم النبهان، ومحمد جابر، حين اعترضا على عدم إتاحة المزيد من الوقت للدكتور علي العنزي، الذي قدّم “دراسة حالة لفئة محددة، ضمن فترة زمنية محددة” في تشريحه للوضع الراهن ضمن البُنى الهيكلية للمسرح الخليجي، متخذاً من المعهد نموذجاً للدراسة، وقبل انتهاء وقت د. العنزي، أشار النبهان بضرورة الاستماع لهذا النوع من الدراسات؛ لوعيه الكبير بأهمية القراءة المجهرية للمشهد العام.

بعد الندوة، كانت سعادتي لا توصف باستقبال الآراء الجميلة من الزملاء، وسأستعير كلمة الناقدة السعودية الجميلة د. لطيفة البقمي، حين وصفت الأوراق الكويتية تحديداً، بالـ “مبهرة جداً”.

اِستمَرَّ التفاعل لما بعد الندوة؛ حيث إضافات الفنان القدير جاسم النبهان، وقفشات والتقاطات د. سامح مهران، التي تركت في نفسي الأثر الكبير ، وكانت المفاجأة حين التقيتُ المخرجة السعودية إيمان الطويل، مساء اليوم ذاته، التي أسعدتني كثيراً بإشادتها بتفاصيل محددة حول ورقتي، وورقة الدكتور العنزي.

فشكراً لهذا التفاعل الجميل الذي منحني الكثير من السعادة؛ خاصة وأنه جاء بعد صراع مع الوقت على المنصة، مع الزميلين العزيزين أحمد المفتاح، وآمنة الربيع، أما الشكر الأكبر لزميل الدراسة، الأخ العزيز الفنان أحمد الشطي على تشجيعه الدائم، وسعيه المستمِرِّ لدعم كل رأي حقيقي وجريء.

مع عبد الرحمن ومحمد من إدارة التنظيم.

من جانب آخر، لا يمكن أن أتجاهل ورقة أحمد جاسم، الخاصة بالبُنى الهيكلية، والتي تَدُلُّ على وعي كامل بالعنوان، والتقديم الجميل من الزميل د. عباس القصاب، الذي أتعرف عليه للمرة الأولى؛ كصاحب وجهة نظر تستحق التقدير، ومدير جلسة لبق.

وأما الأعزّاء؛ الفنان القدير عبد الله صالح، والناقد أحمد المفتاح، والفنان الزميل شبير العجمي، فأعتقد أننا استمتعنا بإدارتهم للندوات رغم جهودهم المضنية للحفاظ على الوقت، فأصبحت الندوات الفكرية بمعيتهم مصدراً للمعرفة والمتعة معاً، في ظل الأوراق العلمية من الزملاء د. مرزوق بشير، د. محمد السلمان، د. آمنة الربيع، د. أحمد السروي، والمشاركات الرصينة من الحضور، عبر مداخلات مازلت أتذكرها؛ حيث الرأي الجريء والمباشر للناقد القطري د.مرزوق بشير، والتداخل الصريح دون مجاملة من الناقدة السعودية د.لطيفة البقمي، والتساؤلات المهمة من الناقدة المغربية د. نوال بن براهيم

،والاشتباك الحقيقي مع الواقع المتمثل في تساؤلات، وآراء الفنان اليمني صفوت الغشم، وتعقيبات أخرى مثمرة كنت أتمنى أن يتاح لها الوقت للتعبير باستفاضة.

العروض: قضايا مكررة، وسينوغرافيا مُبهرة

المتابع للعروض، يعتقد أن الزمن قد توقف طوال فترة انقطاع المهرجان، والتي دامت عشر سنوات، حيث دارت جميع العروض في ذات الحلقة والموضوعات، ما بين جبروت نوخذة كما في العرض السعودي (بحر)، أو تسلط تاجر كما في العرض الإماراتي (أشوفك)، وقهر فتاة يحرمها الموروث الاجتماعي من الاقتران بمن تحب (كما في العرض السعودي: بحر، والإماراتي: أشوفك، والعماني: الروع). حتى حين أراد أحد العروض الخروج من تلك الدائرة، أغرق العرض بسردية مفرطة، كما في العرض البحريني (عند الضفة الأخرى)، أو براقصين لا ضرورة درامية لهم، شكلوا عبئاً على الخشبة وعلى المتلقي، كما في العرض القطري (الخيمة).

الاستثناء الوحيد تمثل في العرض الكويتي (غصة عبور)، الذي لامس المتلقي بكونية قضيته، وراهنية معالجته، وتنوع حلوله، ولعل جملة الناقد علاء الجابر، التي افتتح بها تعقيبات الحضور في الندوة التطبيقية على العرض “هذه هي الكويت”.. كانت الأكثر تعبيراً عن الصورة المشرِّفة التي قدمها العرض للكويت، التي عُرفت بمسرحها المغاير، فكان العرض (النص لتغريد الداود، والإخراج لمحمد الأنصاري)، الحصان الأسود في سباق المهرجان.

على الجانب الآخر، ورغم تململ الجمهور من تلك الموضوعات، إلا أن جميع تلك العروض، بلا استثناء، أنقذتها السينوغرافيا المُبهرة، ساعدهم في ذلك إمكانيات المسرح المتميزة، خاصة على مستوى الإضاءة، ولعل أبرز سينوغرافيا من وجهة نظري كانت للعرض البحريني، الذي قدّم لوحة فنية، بِدِقِّة الألوان، وامتزاجها باحترافية؛ حوّلت خلفية الخشبة إلى جدارية مبهرة، بعد ذلك تأتي سينوغرافيا العرض الكويتي، ومِنْ ثَمَّ العرض السعودي، على مستوى استخدام قطع الديكور، ودقة الإضاءة وجماليتها، حيث صفاء الصورة وانسيابيتها في كلا العرضين على حد سواء، ومِنْ ثَمَّ العرض العُماني، الذي صنع مزيجاً لونياً من القطع الثابتة، وأزياء الممثلين، اِنطلاقاً من خصوصية البيئة العُمانية، التي لا تنضب، وأخيراً العرض القطري بجمالية الخيمة، وخيوطها التي دثرت الخشبة.

ورغم عدم مقارنة العرض الإماراتي ببقية العروض على مستوى الشكل، حيث تكدّس الفضاء بالعديد من القطع الثابتة، إلا أن السنوغرافيا كانت موَّظَّفة إلى حد كبير؛ بل تجاوز توظيفها بعض العروض، فلم تكن أعمدته ثابتة بلا استخدام كأعمدة العرض العُماني، ولم تكن منارته شكلاً بلا مضمون كخيمة العرض القطري؛ حيث تفنن مخرج العرض الإماراتي حسن رجب، في الِاشتغال على جميع الموجودات، خاصة الأعمدة، التي أشاد بها حضور الندوة التطبيقية، ويكاد يكون العرض الإماراتي (الذي أرى أنه ظُلم كثيراً في الجوائز والترشيحات) الأكثر توظيفاً من بين جميع العروض، ولم يتفوق عليه في التوظيف سوى العرض الكويتي فقط، كون العرض الكويتي لم يترك قطعة واحدة على الخشبة (متحركة أو ثابتة) دون استخدام، حتى وإن تكررت تلك الاستخدامات في بعض الأحيان.

ورغم تعدد إشكاليات العروض، خاصة تلك المتعلقة بعدم منطقية الحدث كما في العرض القطري الذي قدّم مجموعة من المشاهد المفتعلة، والأفعال غير المنطقية، أو استخدام الدمى والعرائس في العرض الإماراتي، والتي جاءت؛ لتفسر الماء بالماء، إلا أن معضلة العروض الأساسية من وجهة نظري، والتي لا يمكن تجاوزها، تكمن في الإيقاع!

كما حدث معي، ردَّدَ الكثير من الحضور جملة “كدتُ أن أنام في العرض”، بسبب موات الإيقاع في معظم العروض، باستثناء العرض الكويتي، ومِنْ ثَمَّ الإماراتي أيضاً، ولعل هذا هو السبب الرئيس لعدم حضوري الندوة التطبيقية لبقية العروض، لإيماني الكامل بأن العرض المسرحي الذي يفقد إيقاعه بالكامل، فقد تواصله مع الجمهور، في ظل موضوعات تقليدية ومكررة، وأداء كلاسيكي طغى على الممثلين (خاصة لحظات الصراخ بانتظار التصفيق)، وقطع ديكور جامدة على الخشبة دون حراك طوال العرض… جميعها عوامل غير مشجعة على إبداء الرأي في عرض لم يقِلَّ شيئاً من وجهة نظري!

بعيداً عن مستوى العروض، يبقى السؤال الذي يتردد كل مهرجان؛ لماذا يلجأ بعض المخرجين لمشاهد لا تليق بهم، وبعروضهم، دون أن يكونوا بحاجة لها!؟ كمشهد (البصقة) في العرض الإماراتي، ومشهد (الجنس الثالث) في العرض الكويتي، ومشهد (العسل) في العرض البحريني؛ هل السبب يكمن في الرغبة في إضحاك الجمهور، حتى وإن كان ذلك عبر الإفيهات والإيحاءات المقززة أحياناً، رغم معرفة صُنَّاع العمل، أن ذلك لن يضيف للعرض؛ بل قد يُخِلَّ به!؟

الجوائز.. ولعبة الترضيات!

تعاني معظم المهرجانات من الِاعتراضات، التي تَطال قرارات لجان التحكيم، لكن المهرجانات الخليجية تحديداً تطبق نظرية (خليجنا واحد) في معظم دوراتها، الجميل أن في هذه الدورة من المهرجان، لم تتعالى أصوات الاعتراض قط، ليس لأن النتائج كانت صائبة؛ بل لسببين لا ثالث لهما، الأول تَمَثَّل في (لعبة الترضيات) عبر الجوائز أحياناً، وعَبْرَ الترشيحات أحياناً أخرى؛ حيث حرصت اللجنة على منح كل فرقة تقريباً عدداً من الترشيحات، بالإضافة لجائزة، أو اثنتان لكل عرض، بعضها كان منصفاً مثل فوز الممثلة الثانية للعرض السعودي، والممثل الثاني للعرض الكويتي، وفوز ديكور العرض البحريني، وفوز النص الكويتي، أما بالنسبة للترشيحات، فاتفق الجميع على ترشيح الممثل الأول للعرض الإماراتي، والسينوغرافيا للعرض السعودي.

أما السبب الثاني لتقبُّل الجمهور للنتائج بصورة عامة، تَمَثَّل في فوز العرض الكويتي بالجائزة الكبرى، القرار الذي وازن المعادلة، وامتصَّ الغضب لدى جميع الفرق؛ لإيمان الجميع بأن “غصة عبور” العرض الأفضل دون نقاش!

في المقابل حُرمت بعض العروض من الجوائز، أو الترشيحات على أقل تقدير، كما حصل مع العرض الإماراتي، الذي لم ينل إلا جائزة النص التي نعرف تماماً أن اللجنة لم تختلف عليها لاعتبارات عديدة، في حين لم يحظَ الفنان سعيد سالم، بالجائزة رغم أدائه للدور بكل أريحية، وبلا انفعال، بينما استغرب الجمهور فوز الرقصات والأزياء للعرض القطري، حيث اتفق معظم الحضور على عدم جدوى الرقص وتوظيفه في العرض، وانفصال الأزياء التام عن بيئة العرض.

أما ممثلة العرض الكويتي (سماح)، ومخرجه (محمد الأنصاري) فكانا ضحايا للجائزة الكبرى بلا شك!

مع سماء ، د. آمنة الربيع عمان ، زهراء المنصور البحرين ، د. جميلة الزقاي الجزائر.

وداعاً رياض الفن والبهجة

ودَّعنا مهرجان المسرح الخليجي بحفل ختامي يليق بفخامة المكان، على مستوى الشكل والمضمون؛ حيث توَشَّحَ العرض بالأغاني الوطنية، التي تحاكي الذاكرة الخليجية، والتي تطعَّمت بالأغاني الكويتية تحديداً، كما تزيَّنت الخلفية بأبرز نجوم الخليج، الذين تركوا بصمتهم في الجسد المسرحي الخليجي، ورغم أن بعض العروض لم تكن بالمستوى الذي نتمناه جميعاً كمسرحيين، إلا أن الحوارات الجانبية أثْرَتْ تجمعنا البهي، وعوَّضتنا متعة النقاش الواعي عن متعة الفرجة، خاصة تلك اللقاءات المُطَوَّلة مع أستاذي الغالي المخرج الكبير د. عصام السيد، والأخ العزيز الروائي والشاعر د. عبدالرحيم الصديقي؛ حيث قضينا رفقتهم وقتاً لا يمكن تجاوزه، مشبعاً بالأفكار والآراء الصادقة، اِستمتعنا أيضاً بالحوارات الثرية والصريحة مع د. منى السويدي، فهد ردة الحارثي، ود. أحمد مجاهد، وياسر المدخلي، وعباس الحايك. وسعدِتُ كثيراً بلقاء الصديقات الجميلات زهراء المنصور، ود.ليطفة البقمي، ود.داليا همام، ود. نوال بنبراهيم، ود. جميلة الزقاي، ود. آمنة الربيع، وهند سلامة، ود. شادية زيتون، وأمل الدباس، كما سعدت بلقاء الزملاء الأعزاء د. سامي الجمعان، د. محمد سيف، أسعدني الحضور الرائع والمتابعة الحثيثة للناقدة فتحية الحداد، والقاصَّة اِستبرق أحمد.

مع الفنان جاسم النبهان، د. علي العنزي ، د. لطيفة البقمي ، فتحية الحداد، استبرق أحمد

متعة كبيرة عشناها طوال ثمانية أيام قضيناها في رياض الفن، بمعية مهرجان المسرح الخليجي، الذي بذل أعضاء لجنته الدائمة الكثيرَ من الجهد في سبيل نجاح هذه الدورة بعد سنوات الِانقطاع، فشكراً لرئيس اللجنة الدائمة الفنان خالد الرويعي، ولنائبه الفنان أحمد الشطي، والشكر الكبير للقائمين على تلك الفعاليات المميزة، مدير المهرجان: خالد الباز، والرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية د.سلطان البازعي، ولمسؤول الندوات الفكرية الأستاذ عبدالعزيز الأحمد، وكل المحبة للفتيات الجميلات اللاتي ملأن المكان بهجة بابتساماتهن الجميلة، وترحيبهن العذب في أروقة جامعة الأميرة نورة، وللشباب النشيط الذي تابعنا طوال الفعاليات، والشكر الخاص للشباب محمد، وإبراهيم، وعبدالرحمن، الذين قادوا العملية التنظيمية في الفندق بلطف شديد، إلى حين غادرنا رياض الفن بعد جولة رائعة في البوليفارد، الذي احتضن في ساعاته الأخيرة معظم ضيوف المهرجان، بمعية الكاتب المسرحي ياسر المدخلي؛ ليخرج الجميع من ذلك المكان في حالة من الدهشة بالمنجز السعودي، الذي يستحق أن يفخر به أبناؤه.

الدعاس والجابرمع المخرج عصام السيد والروائي المسرحي القطري عبد الرحيم الصديقي.

★ مـديـرة التحريـر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى