إذاعة وتليفزيون

عادل العوفي: هل سيظهر مسلسل ” غرناطة ..آخر الأيام ”  إلى النور، ومَن الجهة التي ستنتج  لوليد سيف، وحاتم علي ؟

عادل العوفي ★

منذ سنوات، والحديث يتصاعد حينًا، ويخفت في أحيان أخرى عن مصير الجزء الأخير من سلسلة “الأندلس”، التي استهلها الثنائي المبدع الكاتب الدكتور وليد سيف، وشريكه المخرج الراحل حاتم علي، بمسلسل “صقر قريش ” ثم “ربيع قرطبة ” وصولًا إلى ” ملوك الطوائف “، الذي أبصر النور منذ سنة 2005 ؛ وكان من المنتظر إسدال الستار على الموضوع بالجزء الرابع، والأخير المتمثل في سقوط غرناطة .


مرت السنوات، وظل التأجيل، وحتى الغموض، والتناقض سيد الموقف، وبلغ الحال بالدراما التاريخية؛ أن وصلت حد الاِندثار عربيًا؛ لاسيما بعد تفشي ظاهرة ما يسمى “البان أراب ” و أيضًا استنساخ المسلسلات التركية، وانسلخ حتى أبطال تلك الأعمال التاريخية عن جلدهم، وخلع تيم حسن، رداء “المعتمد بن عباد “، و” محمد بن أبي عامر ” وأصبح “جبل شيخ الجبل “، و تخلت نسرين طافش، عن ” صبح البشكنجية “، وارتدت بدلة رقص عزيزة، وقادت جوقتها؛ لكن الأكثر مرارة هو رحيل المبدع حاتم علي، قبل أن يكمل مشروعه، وحلمه الأندلسي، رفقة رفيق نجاحه الكاتب المخضرم .


مناسبة فتح هذا النقاش اليوم هو تأكيد الدكتور وليد سيف على أنه أنهى فعليًا قبل أيام قليلة كتابة مسلسل “غرناطة ..آخر الأيام ” ما أعاد الحديث عن المشروع الأندلسي مجددًا، حتى أن صفحات عديدة على مواقع التواصل الاِجتماعي، هللت للخبر، وتفاعلت معه على أمل أن يتم تنفيذ العمل في أسرع وقت ممكن؛ لكن قبل أن نحتفل بالخبر دعونا نضع النقاط على الحروف، ونتساءل : مَنِ المخرج الأجدر على تعويض حاتم علي، ويكون أمينًا على النص كما يصر دائمًا وليد سيف، ويشترط ؟


وهل المناخ الذي نفذت  فيه الثلاثية، ونجاحها في كسر ” الحصار” المفروض على الأعمال الجادة الصادحة بالحقيقة دون مساحيق تجميل، مازال سائدًا لدى الفضائيات العربية اليوم؟ وقبل هذا ما هي الجهة المنتجة المنفتحة على احتضان العمل، والمساهمة في ترجمته على أرض الواقع وفق التصورات السابقة ؟
وإذا كان كل هذا ممكنًا ؛ فلماذا تأخر هذا الجزء كل هذه الفترة من الزمن ؟ وما الذي تغير اليوم حتى تعدل، أو انقلب المزاج العام فجأة ؟ ولماذا غاب كاتب بحجم وليد سيف، عن الدراما التاريخية منذ 12 عامًا.

وبالضبط  في مسلسل ” عمر ” الضخم إنتاجيًا ؟ وهل بعض الجهات التي تروج لجديتها في تبني المسلسل حاليًا ستقبل بنص مكتنز بالإسقاطات المعاصرة، ويضع الإصبع على الجرح دون مواربة كما تابعنا في الأجزاء الأولى، أم هي مجرد محاولات للسطو على المشروع، وتسطحيه كما اعتدنا أن نرى في الأعوام الأخيرة ؟
عمومًا هذه أسئلة منطقية؛ من الضروري طرحها في هذه الظرفية ؛ في انتظار ما ستؤول إليه الأمور في قادم الأيام ؛ وسنعود للموضوع بتفاصيل أوفى لاحقًا حين تتضح الرؤية .


★صحفي-المغرب.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى