محسن النجدي: لماذا تفتقد الدراما الكويتية التنوع في القضايا الاجتماعية ؟!
محسن النجدي★
استكهلت الدراما الكويتية في الآونة الأخيرة المواضيع والقضايا الاجتماعية بشكل كبير جداً وملحوظ، ورغم أنه ليس من دور الناقد أن يقيد الكاتب الدرامي في اختيار خطه الدرامي وأسلوبه الخاص في سير أحداث عمله ، ولكن من المهم أن نؤكد على أن يكون هناك تنويع حقيقي مابين الأعمال وإن اشتركت في عامل مشترك واحد وهو القضية المطروحه”بالقضايا الاجتماعية”
ومن الصعب أن يجتمع الكُتاب في رسم شخصياتهم وأحداثهم… إلا في حال كانوا يجتمعون على خيال واحد!
فنمطية سُلطة الزوجة والتفكك الأسري والخيانة ، أصبح هذا الأسلوب متكرراً، بل أصبح متوقعاً من قِبل المشاهد، وهنا إشكالية كبيره ومن جانب آخر نجد بأن الأعمال الدرامية باتت متشابهة جداً ببعضها ، لنفترض طرح قضية “عقوق الأبناء للوالدين” من الممكن أن يتم طرح عشرات الطرق والرؤى والزوايا لهذه القضية ، سواء بالاخذ بالدوافع والأسباب والأضرار و….
حصر الكُتاب أنفسهم في التطرق إلى زاوية واحده فقط ، جعلنا نستنتج خطوط الأعمال الدرامية المتاحة التي طرحت قضايا اجتماعية مثل” يٰس عبد المللك ” أو “زوجه واحد لا تكفي “أو “من كثر حبي لك”
قد نستثني بعض من الأفكار المختلفه المغايره تماماً عن هذا التيار الاجتماعي ، مثل مسلسل “ملفات منسية” والذي كان يدور حول الغموض والجريمة ، فهو بعيد كل البعد عن النمط المستهلك للقضايا الأسرية والاجتماعية ، وبالطبع يبقى ذلك في دائرة الاستثناء.
وهنا يتبين لنا أنه من الممكن للكاتب أن يكتب خارج المناطق المألوفة والمتكرره، فلماذا تفتقد الدراما عنصر التنويع الحقيقي ، بدلاً من إلقاء اللوم على الرقابة وإجازه النصوص ، ويبقى السؤال : هل هي أهواء الرقابة كما يقولون؟ أم عجز الكاتب عن اختيار مواضيع جديدة ؟!
★خريج قسم الأدب والنقد المسرحي -المعهد العالي. للفنون المسرحية -الكويت.