أخبار ومتابعات

محمد فهمي: وداعًا عمدة الدراما المصرية .. صلاح السعدني.

محمد فهمي ★

رحل عن عالمنا صباح الأمس 19أبريل الجاري الفنان  “صلاح السعدني” عن عمر ناهز 81 عامًا ، وذلك بعد ما أعلن نقيب الفنانين المصريين “أشرف زكي”.

وُلد الفنان “صلاح السعدني” في 23 أكتوبر عام 1943، وهو شقيق الكاتب الساخر “محمود السعدني”، وبدء مشواره الفني بمسرح جامعة القاهرة حيث دراسته في كلية الزراعة مع صديقه “عادل إمام” وانطلق الثنائي في رحلة فنية مليئة بالنجاحات على مدار ما يقارب الخمسين عامًا.

بدء مسيرته الفنية في منتصف الستينيات، حين شارك بدور صغير في مسرحية “لوكاندة الفردوس” عام 1964 من بطولة عبد المنعم مدبولي، وأمين الهنيدي، وحصل بعدها على العديد من الأدوار في المسرح والسينما والتليفزيون، ولكن كانت بداية توهجه في فترة السبعينيات.

عادل إمام السبب!

حينما التحق “السعدني” بكلية الزراعة كان هدفه الأساسي  أن يصبح مهندسًا زراعيًّا ولم يكن حلم التمثيل يأتي على باله من الأساس، ولكن حينما تعرف على صديق عمره “عادل إمام” وكان وقتها رئيس فريق التمثيل في الكلية انقلبت حياته رأسًا على عقب وعرف التمثيل من الزعيم وبدء ينقب عن فرصة لإظهار موهبته التي اكتشفها عند انضمامه لفريق التمثيل.

نصيحة ذهبية من أمينة رزق

أول أعمال الفنان “صلاح السعدني” السينمائية فيلم “شياطين الليل” وشارك في هذا الدور؛ بسبب اعتذار الفنان “حسن يوسف” عن الفيلم وكان يشعر بقلق كبير لأنه سيقف أمام عمالقة الفن الفنان فريد شوقي، والفنانة أمينة رزق، وفي إحدى المشاهد التي جمعته مع الراحلة ” أمينة رزق”، استدعته في البداية للثناء على موهبته التي أدهشتها ولتقديم نصيحة العمر بالنسبة إليه، ففي أثناء المشهد لاحظت أنه كان كثير النظر للأرض أو في أي فضاء آخر، ويبتعد بنظره عن عين الممثل الذي أمامه، وطلبت منه أن يهتم بتلك التفصيلة الصغيرة حتى يحدث تناغم بينه وبين زملائه وتحلق كيماء تساعد في تصديق حالة المشهد.

محمود السعدني عن شقيقه

كتب الكاتب الكبير “محمود السعدني” عن شقيقه الفنان القدير “صلاح السعدني” في كتابه “المضحكون” أنه من ضمن جيل العيال عادل إمام، سعيد صالح، نبيل الهجرسي، جمال إسماعيل، وارجح الفضل في ظهور هذا الجيل إلى مسرح التليفزيون.

كما أثنى على موهبة شقيقه وإحساسه في التمثيل، وتطرق للمضايقات التي تعرض لها من صناع السينما من إهمال ونسيان بسبب العداء الناشب بينه وبينهم وكان ضحيته “صلاح السعدني” لذلك لم يلمع في السينما كما لمع في التليفزيون .

وعلى الرغم من تلك المضايقات فقد شارك في العديد من الأعمال السينمائية التي لا تنسى أهمها : أغنية على الممر، الرصاصة لا تزال في جيبي، الأرض، جبروت امرأة، زمن حاتم زهران، فوزية البرجوازية.

عشقته الدراما فأصبح عمدتها

من أجمل ما تمتعت به شخصية الراحل “صلاح السعدني”  الهدوء والبعد عن الظهور في المحافل التليفزيونية وكان تركيزه طوال مسيرته على ما يقدمه في الوقت الحالي، فعندما ابتعدت عنه السينما وكان نجومها أصدقائه عادل إمام، وسعيد صالح، ونور الشريف، وغيرهم فوجد أبواب الدراما تفتح أبوابها على مصراعيها فلم يتردد لحظة عن تألق بها.

تعاون الراحل مع مكتشفه الفنان عبد المنعم مدبولي في مسلسل ” أبنائي الأعزاء شكراً” مع  يحيى الفخراني، وواصلا النجاح  في مسلسل “ليالي الحلمية” طوال 5 أجزاء بجانب المؤلف “أسامه أنور عكاشة”، والمخرج “إسماعيل عبد الحافظ” وأصبح من أنجح المسلسلات في تاريخ الدراما العربية بشخصية العمدة “سليمان غانم”.

الغريب في الأمر أن تلك الشخصية عرضت في البداية على الفنان “سعيد صالح” ولكنه اعتذر عنها ليقدم لصديقه دور عمره ليس فقط أمام الشاشات وإنما  كعمدة الدراما المصريةو أصبح الجمهور يترقب أعماله.

الاعتزال والسلام النفسي

كانت آخر أعمال الراحل “صلاح السعدني” مسلسل “القاصرات” في عام 2013، وبعدها قرر الابتعاد عن التمثيل والشهرة، وقضى الفترة الأخيرة قبل وفاته يستمتع بحياة هادئة وسط أسرته ويتابع مباريات كرة القدم التي يعشقها، ولكنه كان مقلا في متابعة الأعمال الدرامية وكان يكتفي بمتابعة أعمال نجله الفنان “أحمد السعدني” وكان يخبره ” أنت الحاجة الوحيدة اللي لسه ربطاني بالشغلانة دي”.

ومن أهم مسرحياته:الناصر صلاح الدين، ثورة الموتى، الملك هو الملك، باللو، زهرة الصبار.

وعن أشهر أعماله التلفزيونية فمنها:
الناس في كفر عسكر، أرابيسك،  عدى النهار، عمارة يعقوبيان، الأصدقاء ، بين القصرين ، حلم الجنوبي، أوراق مصرية.

في النهاية خسرنا اليوم نجمًا تلفزيونيًّا ومسرحيًّا صعب التعويض ، ولا تملك  أسرة مجلة ” نقد x نقد ” إلا  الدعاء له والتقدم  بخالص العزاء لأسرة الراحل داعين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان..


★كاتب-مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى