أخبار ومتابعاتمسرح

يوسف العصفور: هل انتهى المسرح بعد عبد الحسين عبد الرضا؟!

يوسف جمال العصفور ★

تتردد أحياناً مقولة “أن المسرح في الكويت انتهى بعد عبد الحسين عبدالرضا رحمة الله”، لكننا حين نذهب لأي عرض مسرحي، نجد الصالة ممتلئة بجمهور من جميع أطياف المجتمع، والجميع مستمتع بالعرض، فلماذا إذن يرى البعض أن المسرح انتهى بعد عبد الحسين؟!

من خلال دراستنا للمسرح، اكتشفت بأنه ليس بالضرورة أن يحتوي العرض المسرحي على رسالة بالشكل التقليدي، فقد يحتوي العرض على قضية أو فكرة وليس رسالة، وليس بالضرورة أيضاً أن يضع صناع العمل حلول للقضية المطروحة، بل أن العرض المسرحي ليس أكثر من مجرد مكان وممثل وجمهور، وليس رسالة.

عرض موجب

لو نظرنا للساحة الفنية كمتخصصين، فأننا سنجد الكثير ممن يتبع المدارس الاخراجية التي درسناها، سواء كان عرض عبثي أو عرض ملحمي أو عرض تقليدي.

هناك توجه حاليا لتحويل عروض نخبوية إلى عروض جماهيرية للمتلقي العادي وليس النخبوي، نأخذ على سبيل المثال عرض (ممنوع من الرقابة)  من إخراج يوسف البغلي وتأليف تغريد الداوود حيث كان هذا العرض تابع لفرقة قروب البلام  من بطولة الفنان عبد العزيز النصار.

عرض ممنوع من الرقابة

كذلك عرض ( كان يوم أسود) للمخرج بدر الشعيبي ، تأليف مريم نصير، والجميل بأن هذه العروض تتبع المدرسة العبثية أو إلا معقول، وهنا نتساءل كيف تم تقديم هذه العروض كون هذه المدرسة الإخراجية صعبة على المتلقي العادي.

عرض كان يوم أسود

على الجانب الآخر فإن فرقة مبارك المانع، التي اتبعت من حيث القصة والإخراج منهج المسرح السياسي على سبيل المثال مسرحية (مولانا )  من تأليف بدر محارب والذي اشتهر بالمسرح السياسي، وإخراج محمد الحملي.

نفس الوضع بالنسبة لعروض المخرج عبد العزيز صفر، التي اجتمعت بها القصة مع الرؤية الإخراجية بطابع سياسي، وعلى سبيل المثال مسرحية (المحترمين) تأليف وإخراج عبد العزيز صفر،بطولة خالد المظفر المقتبسة عن نص عالمي وهي المفتش العام لغوغول. 

لا يمكننا التحدث عن المسرح الكويتي المعاصر، دون التطرق لفرقة (باك ستيج قروب) لمحمد الحملي فإن مسرحه يعتبر، نقله نوعية في المسرح الكويتي وسوف نكتفي بعمل واحد فقط وهو مسرحية (موجب)، والتي اجتمع بها جميع عناصر العرض المسرحي، من حيث القصة والإخراج والمتعة البصرية والكوميديا، وأيضاً كانت القضية حاضرة في هذا العمل وهي قضية غير محددي الجنسية في الكويت.

في الختام رداً على السؤال الذي طرحناه في بداية المقال، فرغم المكانة الخاصة لجميع أعمال الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا، إلا أن المسرح أصبح مغايراً بعد عبد الحسين في جميع العناصر، آخذ منحى آخر، أما موضوع التراجع، فمن الطبيعي أن يمر المسرح في فترة تراجع سواء كان في الكويت أو في أي بلد آخر.


★ناقد-الكويت.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى