مسرح

محسن النجدي: «كان يوم أسود » ماذا لو عاد الابن المفقود ؟!

محسن النجدي ★

في مسرحية ” كان يوم أسود” التي عُرضت على مسرح مؤسسة الإنتاج البرامجي المشتركة،  كانت السينوغرافيا المستخدمة على خشبة المسرح في هذا العرض عبارة عن ديكور المسرح اعتمد فيه المخرج بتوظيفه رمزيات”بعض القطع المتنقلة” لتدلل على الحيز المكاني بحكم أن تسلسل الأحداث متفرق ومتعدد في أماكن الحدث مثل ( الحديقة، الشركة، المنزل)

تلاعب!

تدور أحداث المسرحية حول أسرة اعتادوا سنوياً بالإحتفال بذكرى بميلاد ابنهم  رغم وفاته ،وذلك عن طريق استدعاء “ممثل” يؤدي دور ابنهم من شركة مختصة في هذا الأمر قد سبق التعامل معهم بشكل متكرر ومستمر، إلا في إحدى  السنوات يكون الطلب في نفس اليوم خلال ساعه … تضطر الشركة التلاعب بالطلبات المخصصة لأهل الطيار المتوفي ، بحكم إن الطلب من فئة الـ vip ، بحل وحيد وهو الاستفاده من شخص تقدم للشركة لحبه لهواية التمثيل فقط فتكون هذه هي رحلته الأولى.

شخصيات مزيفة!

عدم تطابق مواصفات الأسرة مع “الممثل” جعل الأمر أكثر تعقيداً، كما كانت مشاعر الأسرة صعبة   بحيث تقبلهم لهذا الممثل بل قد تكون مفقودة في هذا الممثل الذي لا يشبه ابنهم مطلقاً.

ومن جانب آخر بالنسبه للموظف “الممثل” فقد كان الأمر مختلفاً تماماً والسبب يعود بأن حبه لهواية التمثيل جعلته في هذه الحالة مجرد تأدية واجب لا أكثر وعدم تجسيده دور الابن الطيار والتعايش الحقيقي من حيث المشاعر وهذا ما خلق فجوه كبيرة مابين الاسرة و” الأبن المزيف” وانوجدت عوائق كثيره عند لقاءه مع الاسرة والأقرباء
(العم وزوجه العم وأبناءهم) فكيف له أن يقنعهم ويجعلهم يعيشون مشاعرهم بشكل حقيقي وصادق!!

أخفق الممثل في إقناع الجميع بوجود روح الابن موجوده بينهم ، وعدم تقبل الوالدين وجوده بينهم والسبب فساده إلى لحظة كانت منتظره لإبراز مشاعرهم انعكست عليه هو بإنتظاره الحار لإنتهاء فترة دوامه مع الأسرة المتفق عليه مع الشركة والتي كانت على الساعة التاسعه، وكأن أصبحت هذه المهمة هي بمثابة الكابوس ويوم أسود فعلاً بالنسبه له ، فيكون العامل المشترك بين الممثل والأسرة من حيث المشاعر هو ” اليوم الأسود” وكانت هي نقطة الالتقاء بعكس هدفهم الأساسي، بالإضافة إلى أنهم  كانوا يفرضون على أنفسهم مشاعر مزيفة وكأنهم اصبحوا هم كذلك ممثلين أيضاً في تلك اللحظة، حتى لا يشعرون بنقص فقدهم لابنهم.


وهنا نجد الطرفين يشتركان معاً في نفس الشعور “كان يوم أسود” 
فتكون المفارقة، رغم إن هذا اليوم الذي يتعبر الأكثر أهمية والأكثر سعادة ولكن باتت هذه المشاعر مجرد وهم ، وتحديداً بعد أن انتهى وقت الممثل قبل انتهاء الحفلة .
تتصادم المشاعر الأمومة والأبوة مع الإنسانية، بالعطف والمال ، ليتم الطلب مجدداً وتتجدد الدائرة !

ومن جهة أخرى نسلط الضوء على الكوميديا المستخدمة من خلال العرض المسرحي ، فقد كان النصيب الأكبر هي كوميديا الموقف التي استحوذت على كيفية مواجهة الممثل مع الأسرة ، وكذلك أيضاً عن الطريق التلاعب بالألفاظ  التي اعتمد عليها الممثل في رحلته ، ومن جانب آخر نجد الاعتماد بتوظيف بعض الشخصيات النمطية التي لعبت دور كوميدي مثل ” زوجة العم المتسلطة”  وكذلك أيضاً 

” العم المتصابي أو الضعيف” وشخصية “السارق المغفل” وشخصية “السكران” جعلت من مسار الكوميديا مختلف ، بطرح بعض القضايا الاجتماعية بأسلوب ساخر خفيف.

فريق العمل:
إخراج: بدر الشعيبي
تأليف: مريم نصير
تمثيل: عبد الله الخضر، عبد العزيز النصار، خالد السجاري، خالد الثويني، حصة النبهان، نوف السلطان، وآخرين.


خريج قسم النقد الأدب المسرحي -المعهد العالي للفنون المسرحية-الكويت.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى