مسرحمشاركات شبابية

ميرولا رضا: ” تحديد مسار” هل يستسلم المرء لأهوائه.. أم يرضخ للمجتمع ؟

ميرولا رضا★
 ضمن عروض الهيئة العامة لقصور الثقافة التي قدمت في مهرجان آفاق مسرحية الأخير، قُدّم عرض ” تحديد مسار”، من تأليف “مصطفى علي” ، بطولة: “أحمد إبراهيم” ، “مصطفى البدري” ومن إخراج: “عمر لطفي”، وهو أحد عروض الديودراما ” العرض الذي يقوم به ممثلان”.
 استطاع عرض” تحديد مسار ” خلق  مسارًا خاصًا به، فأحداث العرض تدور حول أفكارٍ فى رأس شخص من خلال عالمٍ ليس واقعي، وهو ما استطاع خلق مبرراتٍ يستطيع المتلقي التفاعل معها ومتابعتها.

دواخل النفس البشرية

تدور أحداث العرض حول شخصية رئيسية لديها أزمةً ما من خلال الصراع النفسي الذي يعبر عن ما بداخله سواء كانت أمنياته أو طموحاته أو ما يهوى أن يفعل ولكن تمنعه ضوابط مجتمعية أو دينية وما إلى ذلك، فقد كان العرض يناقش قضية إنسانية وذاتية، وقلما نصادف عروضًا تناقش الذات البشرية وصراعها مع نفسها وليس الآخر، حيث كان العرض يقدم معاناة البطل ما بين الأخلاق والعادات والتقاليد التي تربى عليها وبين الفضول لتجربة كل ما هو خطأ وضد الأخلاق والعادات والتقاليد مثل: التدخين وشرب الخمر والجنس الناتج عن شهوته التى كان يتحكم بها غير أنه ضعيف لم يحقق هدفًا فى حياته فى جانب التعليم والزواج، حتى الحب لم يستطع الاعتراف به.


صراعٌ بين الأخلاق والعادات والتقاليد
يرتكز على الصراع الداخلي للإنسان، والتشتت الذي يعاني منه الفرد في مراحل عمره المختلفة، ويكشف عن دواخل كل إنسانٍ ويتشكل حسب مقتضياتها، خاصةً في المراحل الانتقالية، مما يودي به لارتكاب الكثير من الأخطاء في حق نفسها، ونجد أن الإنسان يرغب بمشاعره، وأهوائه دومًا يفعل كل مايحلو له دون الانسياق لقيود المجتمع، أو التفكير جيدًا فيما يقدم على فعله، بأن يخضعه لمعايير الأخلاق ، ويتشتت الإنسان وينقسم أيضًا مابين، رغبته في تنفيذ طموحاته وأحلامه في اتجاه ما، و ما بين بعض العادات والتقاليد القاسية التي يفرضها المجتمع عليه، ويتأرجح في الاختيار في اتجاهات عديدة، خاصةً في انتقاله بين مرحلة المراهقة والنضج، وعند ذلك يصل إلى صدام داخلي كبير بين ما يرغب، وبين قيود المجتمع، قد يودي به إلى نتائج وعواقب وخيمة.

رغباتنا وقيود المجتمع

المُلاحظ في هذا العرض، وجود حالة انقسام بين رغبة الشخص وبين رغبة المجتمع الذى يجبر الفرد للسير وفقًا لمعاييره ، وطوال الوقت يُقدم لنا العرض تناقضاتٍ كثيرةٍ تظهر هذا المعنى بوضوحٍ سواء ما بين الموسيقى والملابس التي تفرز من خلالها أنماط البشر، أو غيرها من العناصر الأخرى.

ما الذي يمكن أن نفعل؟

تميز الممثلان بمرونة شديدة فى أدائهما التمثيلي والحركي ، وقد كانت الصورة المسرحية فى العرض تشبه  (المتاهه) وهناك جزءٌ به بعض الحبال والعقد، وهناك جزء آخر به غزل وليس على منوالٍ واحدٍ وكأنها تحوى مجموعة من التشابكات والمتاهات التى  تحدث داخل هذا العقل ، وهو ما جعله بعيدا عن السميترية القميئة، أشعر المتلقي أنه أمام فضاءٍ الحالة النفسية التى يريد المخرج أن يضعنا بها، أما النص فيمثل حالةً من حالات الحساسية الخاصة بتجربة الجيلِ الجديد، وأعتقد أن فكرة العرض لا يمكن أن تصل إلى الجيل الأكبر سنًا كونها خارج دائرته؛ لذلك فأن العرض يعبر عن ما يدور في أذهان جيلنا دائمًا من تساؤلات عدة حول الصواب والخطأ وما أصلهما، ودائمًا لدى النفس البشرية عناصر الإغواء التي تدفعها للخطأ، ويتحاور الإنسان مع نفسه دائمًا ويظل هذا الصراع داخله؛ لأن لديه الفضول وحب التجربة وخوضها، فالعرض يدعو لفكرة «كن نفسك» فلا توجد حقيقة مطلقة وعليك بالتجربة.

تفاصيل العرض :
تأليف: مصطفى علي
سينوغرافيا وإخراج: عمر لطفي
تمثيل: أحمد إبراهيم
تمثيل ودراما حركية: مصطفى البدري
تنفيذ إضاءة: أسامة حربي
تنفيذ ديكور: أحمد زكي


طالبة بقسم الدراما والنقد المسرحي -جامعة عين شمس -مصر.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى