سينمامشاركات شبابية

محسن النجدي: في Sapce jam 2 لايزال صراع الأجيال قائمًا!

محسن النجدي★ 

غالباً ما تكون الأفلام التي تتجزأ إلى أكثر من جزء، إما مكملة لبعضها البعض من حيث القصة، أو تكون متشابهة من حيث الفكرة، وقد تكون السلسلة هي سلسلة قائمة بالمقام الأول، على نجاح الجزء الأول، وتكون الأفكار مستمدة من الجزء الأول، بغض النظر عن اختلاف الأحداث القائمة بمختلف الأجزاء.

فيلم sapce jam 2 تدور أحداثه حول طفل مراهق في بدايه حياته، يمارس هواية كرة السلة على خطى والده، ولكنه يصطدم بصراع اتجاه والده، رغم أن الهدف واحد، ولكن الغاية مختلفة، لاسيما بأن خبرة الأب تفوق الابن، ولكن نجد الابن صاحب المهارة العالية، الذي يمتلك شغفاً كبيراً في اللعبة، وتطويرها، وبثقة عالية، يفتقد الثقة من جهة الاب.

فقد كانت البداية، عندما كان ليبرون جيمس صغيراً، صاحب موهبة كبيرة، ويعجب بـ لعبة فيديو، حتى أتاه مدرب الفريق، ومنعه من هذه المتشتات، التي قد تؤثر سلباً عليه كلاعب، وبعد مرور سنوات، انتقلت هذه الموهبة من الأب إلى الابن “دوم” إلى أن نجد تكرار المشهد والحادثة، التي حصلت للأب مع الابن، ولكن الأمر أصبح مختلفاً بحيث إن “دوم” أصبح متعلقاً جداً بألعاب الفيديو، وهذا ما جعل الأب يحرص على تكثيف التدريبات على ابنه، ليصنع منه أفضل لاعب كرة سلة.

في المقابل كان الابن يصنع عالماً مختلفاً خاصاً به لكرة السلة، عبر ألعاب الفيديو، وكأنه يرى بأن لعبة كرة السلة تحتاج للتطوير، وفي تجربته الأولى للصناعة، قد فشل فيها.

ومن ثم قد عُرض على جيمس ذلك اللاعب المخضرم، ليكون واجهة لإحدى الشركات العالمية للتسويق بإسلوب الرسوم المتحركة، ومن كان وراء ذلكن هو “ايجي ريذم” صاحب السيرفر، بهدف السيطرة على اللاعب، وامتلاك قوة عظيمة، وهذا ما جعل جيمس يرفض العرض، بحيث يرى أن لعبة كرة السلة، لعبة تقليدية، يجب الحفاظ عليها، ولا يرغب باستغلال موهبته، واللعبة، ومن هنا يتضح بشكل أكبر، الصراع القائم مابين الأب والابن، وما هذا الصراع إلا اختلاف بالأفكار، مابين الأجيال، فالابن يرغب بتعديل وتطوير اللعبة، أما الاب فيرفض التطوير، ويرغب بالمحافظة على شكل اللعبة التقليدي.

وبعدما اختلف كلٌ منهما، اتخذ دوم مساره إلى سيرفر وارنر برذرز، ومن ثم التحق به والده، كما أن من كان بصدد ذلك هو “ايجي ريذم”

لاسيما بعد هذا الخلاف، قد يستفيد ايجي بخطف “دوم” بعد فشل إقناع بطل العالم، وفعلاً استطاع خطف أعين “دوم” بمغريات ينجذب إليها بحسب ميوله وأهدافه، لصنع لعبة خاصة فيه، وليس فقط أن يرى عالمه الافتراضي وراء الشاشة،  بينما كذلك يستطيع أن يكون هو جزءاً في اللعبة ، ومن جانب آخر، فقد كان الاب يسعى لإنقاذ ابنه والعودة به ، ولكن صاحب السيرفر، يكون في مواجهة مع الأب، ليخبره عن دوم،  وأن هناك شروطاً لعودة الابن مرة أخرى لأحضان الأب، وهي أن يخوض مباراة لكرة السلة،  فإذا استطاع الفوز، يمكنه الخروج من العالم الافتراضي برفقة ابنه، بينما إذا خسر، سوف يبقى في العالم الافتراضي إلى الأبد.

فقبل الاب التحدي، ورضي دخول عالم لوني تونز”بشخصية كارتونية” لكي يجمع لاعبين، ويكَوِّن فريقه الخاص، لخوض التحدي، وعلى الجانب الآخر، سيكون من بين فريق الخصم الذين ستتم مواجهته، ابنه دوم، لذا كيف ستكون مواجهة الأب للابن؟

وبعد انطلاق صفارة بداية المباراة، يلعب ايجي لعبة يحتال فيها على الخصم، وهي التحكم واللعب في قواعد ونظام اللعبة، “المباراة ” وكذلك أيضاً، كسر قواعد كرة السلة ، حيث إن هذه الحيلة لم تكن ضمن الاتفاق أو الشروط، التي دارت بينه وبين قائد فريق الخصم، وإنما فقط كان التحدي على الفوز أو الخسارة، لذا كانت كيفية اللعبة مختلفة بالنسبة لدوم،  بحيث إن فريقه كان يمتلك قدرات خارقة، اِستطاعوا فيها الفوز باكتساح كبير بالمباراة، والابتعاد بالنتيجة، إلى حين أن أتت هجمة تكون فيها مواجهة قائدي الفريقين الأب والابن، وهنا يعترف جيمس بقدرات ومهارة ابنه دوم، بأنه لاعب ذا مهارات عالية جداً، ومن ذلك الاعتراف، اِتصل الابن بروح أبيه،  وشعر بمدى خوفه عليه، وعلى إثر ذلك، تنقلب الموازين رأساً على عقب،  ليترك دوم فريقه، وينضم لفريق والده، ويخسر ايجي ورقته الرابحة بالمباراة، حيث استخدم فيها جميع قدراته الخارقة مع لاعبي فريقه،  بالمقابل باتحاد الأب والابن،  استطاعا أن ينجحا بالفوز في المباراة،  بالخبرة والمهارة والروح الواحدة.

سوف نتطرق الى أبرز عناصر الفيلم، وهي الصورة المرئية، فالفيلم لم يكن واقعياً خالصاً، أو فيلم كرتون كاملاً، وإنما كان مزيجاً مابين شخصيات واقعية حقيقية، وشخصيات كرتونية خيالية، وكان ذلك المزيج هو عنصر مميز بالنسبة للفيلم، يجعله منفردأً بمساره، لصناعة أفلام غير تقليدية، على الرغم من أن الجزء الأول منه، كان عام 1996، إلا أنهم استخدموا نفس التقنية، والتي حققت انتشاراً، ونجاحأً باهراً، وقد تكون الإمكانيات جداً بسيطة، أو ضعيفة مقارنة بالوقت الحالي.

في الجزء الثاني الذي عُرض في عام ٢٠٢١ نجد الشخصيات الكرتونية أكثر دقة، حيث نجد دقة في استخدام تنقية رسم الأنمشين، حيث نجد شخصيات الكرتون، أشبه للشخصيات الواقعية، بالإضافة إلى استخدام عناصر الإبهار، كالإضاءة والألوان، التي في عالم وارنر برادرز، أو حتى في عالم افتراضي كامل، وهو عالم لوني تونز، وهنا يتبين كأن هذا الفيلم، هو عالم داخل عالم فقد كان هناك تعدد من خلال الرسم، حيث لم تكن الرسوم فقط بطريقة واحدة، فعلى سبيل المثال، عالم لوني تونز، كان العالم مرسوماً بتقنية 3D، ولكن عندما انطلقت المباراة، نجد الرسوم تغيرت بحسب البيئة المحيطة، وأصبحت أنميشين، وأقرب الى الواقعية ، وذلك قد يقرب ويساعد بالاندماج أكثر للشخصية، كمواكبة التطور من جهة، ومن جهة أخرى نجد هي حالة تنقل الشخصية ذاتها، من عالم إلى عالم،  كيف لها أن تتحول وتتغير.

وسوف نتطرق الى تصنيف الفيلم، يعتبر الفيلم فيلماً عائلياً من حيث الفكرة، حيث إنه يحمل فكرة الارتباط الاجتماعي، واختلاف الأفكار والأجيال مابين الآباء والأبناء، وعلاقتهم ببعضهم البعض، بقالب رياضي كوميدي إنساني، قد ينجذب إليه الكبير والصغير على حد سواء.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

★ ناقد فني ــ الكويت

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى