مسرح

علاء الجابر: كيف تخطى يوسف مراد الأسلاك الشائكة لـ (ياسين وبهية)؟!

علاء الجابر★

في شبابي، حين كنت أسير في شارع القصر العيني، قادماً من سكني في جاردن سيتي، أحمل كتباً لمقابلة بعض زملاء الدراسة، قرأتُ لافتة مكتوبٌ عليها (الملك هو الملك) واسم سعد الله ونوس مؤلفاً.. يا الله سعد الله ونوس الذي قرأت كل نصوصه، ولم أكن قد حضرت له أية مسرحية بعد!

صلاح السعدني، محمد منير، فايزة كمال في الملك هو الملك. إخراج  مراد منير

تابعتُ قراءة بيانات اللافتة، لأكتشف أن البطل صلاح السعدني، الممثل الذي أحب، ومعه الصوت الذي لا يشبهه أحد محمد منير، وبالطبع جميلة المسرح، الممثلة الراحلة، التي ولدت في الكويت لأبوين مصريين، ودرست مختلف مراحل التعليم فيها، ثم تخرجت من معهد الفنون المسرحية بالكويت، الفنانة فايزة كمال، ومن إخراج  مراد منير، الذي لم أكن أعرفه من قبل، ولا أدري لماذا اعتقدت حينها أنه أخ الفنانة ليلى مراد! وكان لا بد من الدخول بالطبع، ونسيان موعد الزملاء؟!

فايزة كمال ومراد منير

اِسترجعت كل تلك السنوات وذلك العرض القديم، حين حضرت مؤخراً، على المسرح العائم بالمنيل، عرض (ياسين وبهية) من إخراج الشاب المبدع “يوسف” ابن المخرج الكبير مراد منير والراحلة فايزة كمال، ومن تأليف المبدع العبقري نجيب سرور، الذي كتب النص وهو في هنغاريا، حين كان يعمل في القسم العربي بإذاعة بودابست، وتناول فيه قضية الصراع الطبقي، والظلم المحلي، الممثَّل بـ (الباشا الاقطاعي)، والاستعمار الأجنبي، الممثَّل بـ (الانجليز)، معبراً عن (ياسين) الذي تجاوزت رسالته حب (بهية) فحسب، ليدافع عن (أبناء القرية)، ضد ظلم الإقطاع، ولينتقم من الباشا، الذي سحق كرامة أبيه.
صعوبات هكذا نص؟!
لعل أول ما يلفت انتباهك في عرض (ياسين وبهية)، ذلك المزيج الصعب، الذي اشتغل عليه يوسف مراد، حيث جمع بين الشعر والغناء والرقص والحركات التعبيرية والعزف الحي، وهي مغامرة لا يفضل أي مخرج خوضها، لصعوبة المزج بين عناصرها، فخلل أي عنصر منها، يمكن أن يسبب خللاً في جسم العرض كله.
زاد الأمر صعوبة، حين اختار المخرج، منطقة إشكالية كلغة خطاب لعرضه، وهي الجمع بين الفصحى والعامية، تلك المنطقة التي غالباً ما تسبب الارتباك لأي مخرج – حتى وإن كان يمتلك الخبرة – إذا لم يكن متمكناً من أدواته، كما يمكن أن تخلق نفس الارتباك والتشويش لدى المتلقي، الذي قد يتوه في استقبال تلك اللغة الشعرية، التي كتب بها الراحل العظيم (نجيب سرور) رائعته، والحوار العادي الذي جاء على لسان كل الشخصيات القروية في (كفر بهوت) إحدى قرى الدقهلية، وبالطبع فإن سرور، يكتب عن عالم يعرفه جيداً، كونه ابن قرية في تلك المحافظة.
الأمر الآخر الذي لا يفضله أي مخرج أيضاً، أن يقدم عرضاً يعرف أغلب الجمهور تفاصيله، التي رسخت كحكاية شعبية، وتقديمها في زمن مغاير، فأصبحت تلك الحكاية معروفة، ولا تحمل الجديد، كونها لا تخرج عن نطاق الصراع الطبقي، الذي تكرَّر كثيراً في المسرح.
فكيف عبر المخرج يوسف مراد، تلك الأسلاك الشائكة، التي اختارها بنفسه ولنفسه؟! وكيف تعامل مع النص والعرض بإشكالياته، التي ذكرناها ، ليوصله إلى بر الأمان؟!

مشهد من العرض

ماذا فعل مراد؟!
قرر مراد اختيار أسلوب (السهل الممتنع) لتصميم منظومته الإخراجية، صانعاً من كل فرد من المجاميع ممثلاً، ومؤدياً، وراقصاً، عارفاً بقدرات كل عنصر، بحيث منحه القدر الذي يعلم أنه سيصل به الى أقصى ما يستطيع، واتساقاً مع التقنيات الأخرى لكسر الإيهام، اِستعان المخرج بالراوي منذ اللحظة الأولى للعرض، مغنياً تارة، وسارداً تارة أخرى، ليدفع بك كمتلقٍ لعدم التراخي، لعل زناد عقلك يدفعك، لاتخاذ موقف مساند للمظلوم، وعدم الاكتفاء بالتعاطف معه، حين تشاهد عرضاً سينمائياً تنفصل عنه.
كما ساهمت الموسيقى الحية في التأكيد على جزئية كسر الايهام، إضافة لتشكيل الكورس من المجاميع، في أكثر من مشهد، لخلق تلك الحالة، التي تذكرك دوماً بأنك أمام عرض مسرحي، وفي جميع مشاهد العرض، كان التأليف الموسيقي للملحن (محمد علام) من مفاجآت العرض، حيث جاء على قدر كبير من الحرفية، متسقاً مع كل حالة درامية، دون أن يؤدي ذلك الاتساق للاندماج، أو الخلل بالمنهجية، التي أرادها المخرج.
على جانب آخر، لا بد أن يَعِيَ كل من يختار أن يشارك في عرض ما، أنه ملزم بأن يكون جزءاً من العرض، لا شخصاً طارئاً عليه، وكأنه يقوم بمهمة يريد لها أن تنتهي، ما قصدته هنا أعني به العنصر الموسيقي، الذي لاحظت – وللأسف الشديد- أن (بعض) عناصر الفرقة الموسيقية، كان يقتنص لحظات الإظلام للاسترخاء التام، الذي وصل بالبعض منهم الى حد إغماض العين، إن لم يكن النوم!، بجانب تغطية العين باليد أثناء العرض، ومهما كانت الأسباب التي أُقَدِّرُها تماماً، والظروف التي قد يمر بها بعض من هؤلاء، ولا يعلم عنها المتفرج، فإن ذلك لفت انتباهي كمتلق، وجعلني طوال العرض أتوقع تلك الأسباب.
ورغم عدم ميلي لعرض البدائل على مخرجي العروض، التي أكتب عنها، إلا أنني لو كنت مكان المخرج لقمتُ بتغطية المنطقة، التي كانت تقبع فيها الفرقة بستارة تشف عن الحالة دون أن تكشف عن وجوه الموسيقيين، ليسترخوا كما يشاؤون، حتى وإن كان الأسلوب الإخراجي يؤكد على الكشف، حرصاً على الإطار العام للعرض، أقول هذا رغم أن جميع أفراد الفرقة أبدعوا في عزفهم المتميز، الذي منح العرض رونقاً خاصاً وحالة متفردة، ونَقَلَنا كمتلقين إلى مستوى آخر من المتعة، بقدرات احترافية أطربتنا بسلاسة آلة العود، ولامستنا بشجن آلتي الناي والكمان، وجعلتنا نتوقف أمام بقية الآلات كالأورغ والجيتار والرق في كل مشهد، وأمام كل حالة تعيشها الشخصيات في العرض.

آية أبو زيد،يوسف مراد،ليلى مراد

الممثلون يتماهون
تعامل الممثلون الأساسيون كفريق واحد، فلا محاولة من أحدهم (لسرقة الكادر) لصالحه عبر المبالغة في إبراز الحالة، بل اختاروا – كما أراد المخرج – التماهي مع المجاميع، حتى وإن حملوا على عاتقهم الجزء الأكبر من العرض.
وقد برز في العرض (ممثلاً) يوسف مراد (عم ياسين) الذي كان يقدم الحالة التمثيلية بشكل سلس، بلا أي انفعال، وبما يتسق ونهجه الإخراجي، كما استطاع حازم القاضي (ياسين) أن يقترب من العرض، دون أن ينصهر فيه كي يبقي على الوحدة الفنية، التي أرادها المخرج، بأداء متوازن ومعبر، وإن كانت الملاحظة الإخراجية الوحيدة في شخصية ياسين، تتعلق بعنصر المكياج لحظة الاستشهاد؛ فصحيح أن بهية قد حلمت بالشال الأحمر، الذي يطوق عنق ياسين، والذي تم تفسيره بمقتله، إلا أن هذا التفسير لم يكن بالضرورة أن يكون بالشكل الذي ظهر فيه ياسين، حيث الدم يلطخ وجهه وملابسه من كل صوب، سيما وأن ذلك يتعارض مع الإسلوب الإخراجي الذي اختاره المخرج.
أما إيمان غنيم (بهية) فأخلصت للشخصية بجميع تطوراتها، التي فرضها الخط الدرامي للشخصية، ما بين الفتاة العاشقة الخجولة، خفيفة الظل، وبين الشابة الحالمة بِغَدٍ جميل، يجمعها وابن عمها، إلى تلك المستسلمة كذبيحة لظلم الإقطاع والقهر الاجتماعي، ومن ثم الشخصية الفاقدة لكل رغبة في الحياة بعد مقتل والدها وابن عمها.
وقد جمعت (غنيم) بين التمثيل والحركات التعبيرية والرقص الشعبي، بالحفاظ على سمات الفلَّاحة، حتى في المشاهد الراقصة، كل ذلك تم بلياقة عالية، خاصة أثناء التنقلات الزمانية والمكانية بين المشاهد، خصوصاً حين حافظت على أنفاسها بصورة مذهلة بعد المشهد العنيف (ثورة بهية)، مليء بالصراخ والانفعال، لتنتقل مباشرة – بعد ثوان معدودة- إلى مقدمة المسرح بجانب ابن عمها، في أداء معاكس.
كانت مفاجأة العرض، الشابة الصغيرة ليلى مراد منير شقيقة المخرج (التي أدّت أكثر من دور ) حيث امتلكت حضوراً رقيقاً على الخشبة، ومزجت بين التمثيل، والغناء، ودور الراوي بشكل سلس، وبحس جميل، وتنقلت كفراشة بين جوانب المسرح فملأته بالحيوية.

ليلى مراد

أما الأم (آية أبو زيد) فقد استطاعت بصوتها المسرحي، بمخارج حروف واضحة، وتمكنها من معرفة متطلبات شخصية الأم، أن تسيطر على مفرداتها أداء وحركة، فجذبت الانتباه لها دون أن تحاول الاستحواذ على الخشبة، أو سلب (اللقطة) من بقية الممثلين، وكان التناغم كبيراً بينها وبين إيمان غنيم، بحيث قدمتا ثنائياً جميلاً، خاصة في مشهد ثورة بهية، ومحاولة الأم منعها بحركات إيقاعية جميلة، ومؤثرة، وبتفاصيل مرسومة بدقة كبيرة.
تكرر ذلك التناغم، في مشهد (حلم بهية)، الذي استقبلته الأم بوجل وخوف غـُلِّف بمحبة وأمل، بأن يكون لبهية غد أفضل، وأعجبني جداً ذلك الذكاء، الذي غَلَّف أداء الممثلتين أثناء تداخل صوت أذان العشاء، مع مشهد سرد الحلم، فتماهتا مع الأذان، الذي بدا، وكأنه ضمن العرض، وتجمدتا بملامح معبرة، أكملتا بعدها المشهد ضمن الحالة ذاتها، وسط استحسان وتصفيق الجمهور.
وبالطبع فإن هذا التماهي في الأداء، لا يمكن أن يكون صنيعة الممثل وحده، مالم يكن يقف وراءه جهد كبير من مخرج يعلم جيداً أهمية التناسق بين جميع عناصر العرض المسرحي، للوصول إلى تلك الحالة من الأداء السلس المتقن، حيث وزع المخرج عناصره بشكل دقيق، وخاصة في تعامله مع الممثلين، دون أن يضع (سبوت لايت) على ممثل بذاته، حتى لا يخرج عن الأسلوب الذي اختاره لعرضه، هذه المنطقة الدقيقة في اختياره ، كنت أتمنى أن يكملها بالابتعاد عن الوصول إلى حد البكائيات (عند استشهاد ياسين)، أو استخدام الدم بتلك الصورة المبالغة (مشهد قتل ياسين).

إيمان غنيم وآية أبو زيد جمدتا مشهدهما احتراما لصوت الآذان.

الصوت ظلم العرض!
صحيح أننا أمام مسرح مفتوح – تقريباً – لكن الصوت ظلم العرض كثيراً، وخاصة في لحظات غناء الممثلين – مشهد الفرح على سبيل المثال- وفي بعض الحوارات ،التي كانت تدور في عمق خشبة المسرح – مشهد الحريق على سبيل المثال- بحيث استعصت على الوصول إلى آذاننا، رغم أننا كنا في الصف الأول، فما بالنا بمن يجلس في الصفوف الأخيرة، وكان يمكن تدارك الأمر، لو تم تزويد كل ممثل، أو الممثلين الستة الأساسيين – على الأقل- بلاقطات صوت حديثة، كما هو الأمر مع المغني/الراوي (فتحي ناصر) الوحيد الذي كان يحمل ذلك اللاقط، مما ساهم في إيصال صوته الرخيم إلى الجمهور بكل نقاء ووضوح، وقد أثار صوته الإعجاب بقدراته الفنية العالية.

لعبت الموسيقى الحية دورا هاما في نجاح العرض

كما أن اندماج الموسيقيين أحياناً في العزف، أنساهم ضرورة ألا تطغى الموسيقى على أصوات الممثلين، كما حدث في كثير من المشاهد، خاصة مشهد (الفرح)، حيث ساهمت الموسيقى في عدم وصول الحوار للمتلقي.
تضافر جميل لجميع العناصر
بجانب جميع تلك العناصر، جاء الديكور لـ (عمرو الأشرف) بسيطاً، معبراً عن روح العمل، ثابتاً في أغلب مشاهده، ومتحركاً في مشاهد أخرى، خاصة المشهد التعبيري الذي حرك فيه المخرج قطع الديكور بقصدية وذكاء، حيث تم زحزحة الكتلة ، التي تشكل بوابة الإقطاعي إلى مقدمة خشبة المسرح، بحركة ديناميكية جميلة، لتعبر عن انسحاق الفلَّاح تحت وطأة استعباد الإقطاعي، والحالة النفسية، التي خنقت في طريقها جموع الفلَّاحين، كما كانت الإضاءة كاشفة في أغلب أوقات العرض تماشياً مع أسلوب المخرج، إلا في حالة المونولوجات الذاتية.

حازم القاضي ،إيمان غنيم وخلفهما يوسف مراد

جاءت الأزياء، التي صممتها (رحمة عمر) متجانسة مع الزمان والمكان في تلك الفترة الزمنية، وسيطر عليها اللون الترابي الكالح، الذي عبَّر عن فقر الفلَّاحين حينذاك، وتماهيهم مع تراب الأرض، مع إدخال بعض عناصر الفرح والبهجة المقصودة في أزياء بهية المحبة للحياة، والغجرية، التي قرأت الودع لها.
بالإضافة إلى الملاحظات، التي أشرنا إليها مسبقاً، والتي لا يخلو منها أي عمل فني، اِحتاج العرض إلى تكثيف بعض المشاهد، التي وصلت فيها الدلالات إلى المتلقي دون عناء، وخاصة حالة الحب التي كان الجمهور يحفظها عن ظهر قلب، وهكذا بالنسبة لمقدمة العرض، التي عابها بعض الترهل، وأعتقد أنه مع إعادة النظر في تلك الملاحظات بالإضافة لمعالجة المنظومة التقنية للصوت، سيكون لهذا العرض الجميل ألقٌ أكبر. فنحن أمام مخرج ذكي، نجح في تحقيق المعادلة الصعبة، في بث روح جديدة لنص استهلك كثيراً، عبر تقديمه ضمن عناصر حية، نابضة بالحيوية، اِستطاع من خلالها أن يكسر أفق التوقع، ويحافظ على لذة الفرجة، رغم أن كثيراً من الجمهور- خاصة المتخصص منه – يعرف تفاصيل الحكاية، لكن المخرج ومعه بقية عناصره – عنصرا التمثيل والموسيقى على وجه التحديد– اِستطاعوا إضفاء الروح الجديدة، والتفاصيل الجمالية المغايرة، من حركة وتعبير جسدي، مع الحفاظ على جوهر الحكاية المعروفة ومغزاها، مما جعل الجمهور يتابع العرض بشغف، إلى آخر لحظة فيه.

مشهد من العرض

تحية وشكر
تحية لجميع صُنَّاع العرض بدءاً من المخرج، الذي أحسن قيادة مركب (ياسين وبهية) بقدرات إخراجية مميزة، وجميع الممثلين بمن فيهم أصحاب الأدوار الثانوية ، والمجاميع فرداً فرداً، الذين أدخلوا البهجة والفرح عبر بعض اللمسات الظريفة على العرض، وجميع فريق العمل من فنيين، ومساعدي الإخراج.
تحية أخرى لكل من يقف وراء اختيار وتشجيع مثل تلك العروض الشبابية، لتصل إلى المتفرج، وأقصد هنا المخرج الشاب سامح بسيوني مدير مسرح الشباب، الذي قدَّم دعمه وتشجيعه للشباب عبر إتاحة الفرصة لتقديم هكذا عرض، والشكر موصول أيضاً للسيدة الفاضلة سحر حسن الإدارية في المسرح العائم، على الاستقبال الطيب وروحها الحلوة، التي تضفيها على المكان.

إيمان غنيم بين سعداء الدعاس وعلاء الجابر
ياسين وبهية
تأليف: نجيب سرور، إخراج: يوسف مراد منير
تمثيل: حازم القاضي (ياسين)، إيمان غنيم (بهية)، يوسف مراد منير(عم ياسين)، ليلى مراد منير(الراوي+ الغجرية)، آية أبو زيد ( والدة بهية)، كريم طارق، بهاء سليمان، أحمد شحاتة، مصطفى علاء، محمد البرنس، أحمد عادل، ريمون أشرف، صابر علي.
غناء + الراوي: فتحي ناصر تأليف موسيقي وألحان: محمد علام، الإضاءة والديكور: عمرو الأشرف، أزياء: رحمة عمر، تنفيذ، أزياء وديكور: مي كمال، مكياج: محمد شاكر، مخرج منفذ: محمد عاشور، مخرج مساعد: أحمد فتحي – أحمد حسين- نيرة خليل، مكان العرض: المسرح العائم بالمنيل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

★ رئيس التحرير

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى