مي الدماصي: 72 طريقة للقضاء على الشباب وحبهم؟!
مي الدماصي★
بملابس رسمية أنيقة يرتديها مجموعة من الشباب، يتحدثون مع بعضهم بكل عفوية وطاقة، يبدأ عرض “72 طريقة للقضاء على حب الشباب”؛ لكن سرعان ما يتغير ذلك المشهد الأنيق، بعد جملة واحدة: “برجاء الِانتظار”، فتتحول ملابسهم ذاتها، إلى شكل أكثر إهمالاً، وتتحول طاقتهم وعنفوانهم، إلى مجرد جلسات ثابتة، كل على مقعده، يبدو على هيئته، وملامح وجهه، وجلسته، ملل الِانتظار.
فهكذا في أولى دقائق العرض، جسد المخرج محمد عادل ما يفعله الِانتظار اللانهائي في الشباب، وكيف يحولهم من شباب طموح، يتسارع على تحقيق حلمه، إلى مجرد أشخاص جامدين، مثلهم مثل المقاعد، التي ينتظرون عليها.
هكذا جسد العرض معاناة الشباب، حيث يدور حول مجموعة من الشبان والفتيات، ينتظرون في مكان واحد، ليجروا مقابلة عمل، للتقدم لإحدى الوظائف.
في البداية يتشاجرون، من منهم سيدخل أولاً، حتى يصلوا إلى حل، ومن ثم يأتي صوت مكبر الصوت، ليقول: “برجاء الِانتظار” فيظلوا منتظرين طوال العرض، أن يدخل أي واحد منهم، لإجراء تلك المقابلة، لكن ذلك لا يحدث.
وأثناء ساعات انتظارهم، تتناثر بعض الجمل على لسان كل واحد منهم، لتعبر عن بعض المشاكل، التي يعاني منها الشباب في ذلك الوقت، مثل الاحتياج إلى الِاحتواء، والكتمان، وصعوبة الزواج، وصعوبة إيجاد سكن، والانتحار، والمخدرات والتوجه إليها، نتيجة الفراغ الذي يعاني منه الشباب.
كل مشكلة تم عرضها من خلال جملة، أو حوار من بضع جمل فقط، وينتهي العرض، ومازال الشباب ينتظر، لكنه لا يجد جدوى لِانتظاره، ولم يعد كما كان في بادئ الأمر، فأصبحوا أقل طاقة ـــ فحركتهم بطيئة جداً ـــ وأقل طموحاً، وهذا يظهر في حوارهم بشكل واضح؛ فقط ينتظرون ربما ما ينتظرونه، لم ولن يحدث، لكن الخروج والتنازل عن مكانهم في قائمة الانتظار، قد يكون أصعب، وأكثر خوفاً من المجهول.
ولتلك الفكرة اختار محمد عادل أن يقدمها بشكل مختلف، وغير تقليدي، فقدمها من خلال أسلوب منهج العبث، وفي رأيي أنه وفق في اختياره، لأنه لا يوجد أنسب من منهج العبث، لتناول فكرة الِانتظار، خاصةً، إن كان انتظاراً بلا جدوى، فللحظات كثيرة أثناء العرض، تشعر أنك تشاهد “في انتظار جودو” و “الكراسي”، لكن بشكل معاصر، وبعرض المشكلات التي تواجه شباب 2023، لكن عند منهج العبث خاصةً، نتوقف للحظة ونتساءل، فما بين منهج العبث، الذي يعتمد على فكرة الِانتظار، وبين الملل فارق يكاد لا يرى، فهل استطاع المؤلف والمخرج محمد عادل أن يتفادى تلك المشكلة، ويوازن ما بين فكرته، وإيقاع العرض؟
الحقيقة أن المخرج وقع في ذلك الشَرَك، فقد كانت لحظات الصمت طويلة، تعدت ثلاث الدقائق، وكان ذلك في أول عشر دقائق من العرض، مما جعل إيقاعه يهبط بشكل كبير، حتى وإن كان الهدف منها أن يعيش الجمهور، ويشعر بنفس ما تشعر به الشخصيات، ليكون جزءاً من الحالة، ويكون أكثر تأثراً بها، فكان من الممكن أن يكون ذلك بشكل أقل في الوقت، حتى لا يفقد السيطرة على إيقاع العرض في أولى دقائقه.
أما فيما بعد، فعلى الرغم من بطء إيقاع الحركة، والحوار في باقي أجزاء العرض، إلا أن بطء الحركة، كان يوازنه سرعة في الحدث أو الحوار، مما يصنع توازناً، فلا يقع إيقاع العرض مجدداً وهذا هو المطلوب.
ومن حيث عناصر العرض، فأكثر العناصر تطابقاً مع أسلوب العبث هو الحوار، فبالنسبة لي تميز منهج العبث، يكمن في حواره الذي يجعل من الكلمات غير المكتملة، معنى واضح، يصل إلى المتلقي، ويحول اللغة التي هي أداة للتواصل، إلى أداة لانعدام التواصل.
فإن كان العبث يُعنى بشيء، فهو يُعنى باغتراب الفرد عن مجتمعه، وانعدام تواصله عمن حوله، ويتحقق ذلك من خلال جمل قصيرة، قد لا يكون لها معنى، والحوارات قد لا تكون مكملة لبعضها البعض، لكن في النهاية، وعند التركيز وتجميع ما يقال عن ألسنة جميع الشخصيات، تصل إلى المعنى الذي يريده المؤلف، وهذا بالضبط ما فعله محمد عادل في كتابة الحوار، فكانت أغلب جمل الشخصيات قصيرة، وأغلب ردودهم على بعضهم البعض لم تكن مترابطة، بل وفي بعض الأحيان تتحدث إحدى الشخصيات، ولا يستمع إليها البقية، وكأنها لا تتحدث.
فمثلاً ترديد إحدى الفتيات لجملة “أنا عندي لعبة”، لكنهم لم يلتفتوا لها، وفي بداية العرض يقول أحد الشباب: “أنا زهقان” فيرد الآخر: “طب احكي” ويدور بينهما حوار مكرر بشكل كوميدي، لكن مفاده أن المتلقي يشعر بالحالة، التي وصل لها هؤلاء الشباب من مجرد حوار مفكك، لم يكتمل.
ومن أهم ما يميز سمات مسرح العبث، هو التكرار، بدايةً من التكرار في الحوار نفسه، ومن ثم تكرار الأحداث، وفي النهاية تصل إلى نفس نقطة البداية المكررة.
فتسلسل أحداث مسرح العبث يكون بشكل دائري، حيث ننتهي من حيث بدأنا، فمن حيث الحوار، تكررت عدة جمل، والتي غالباً ما تشير إلى فكرة العرض الأساسية، سواء كان التكرار في نفس اللحظة، على لسان أكثر من شخصية، أو تكرار على فترات من خلال نفس الشخصية، فأول وأوضح جملة، تم تكرارها هي “برجاء الانتظار”، وتعتبر هي محور ومحرك الحدث الخارجي من خلال مكبر الصوت، وتتكرر على فترات، كذلك تكرار جملة “أنا زهقت”، وتكرار جملة “أنا عايز شقة”، في نفس اللحظة من جميع الشخصيات، ليوضح بساطة وبديهية متطلبات ذلك الشباب، ولكنهم غير قادرين علي تحقيقها، وتكرار جملة “أنا لوحدي” من أغلب الشخصيات، فيؤكد من خلالها فكرة الاغتراب، وكذلك تكرار سؤال “هو فاضل قد إيه؟” لكن لا تعقبه أية إجابة في كل مرة.
أما من حيث المشاهد، فقد تكررت عدة مشاهد، وأهمها مشهد المكالمة الهاتفية، التي تأتي لأحد الشبان من حبيبته، فقد تكرر المشهد ثلاث مرات في كل مرة يخبرها بأن تنتظره، ولكن في كل مرة تكون هي في وضع مختلف، مرة تخبره بأنه تم خطبتها، ومرة أنها ستتزوج، ومرة أخيرة، عندما ترد عليه ابنتها.
وتكرار ذلك المشهد بذلك التباعد الزمني، الذي يمر على حياة الفتاة، يوضح لنا مدى الِانتظار الذي تنتظره الشخصيات، كما يلقي الضوء على فكرة الأشياء، التي تضيع من أيديهم، بسبب صعوبة تحقيق حياة كريمة لهم، كذلك تكرار مشهد الصورة مرتين، وفي كل مرة يفعلون نفس الحركات، ويكررون تساؤل “لسه؟ لسه؟” لكنهم يملون، ويعودون إلى أماكنهم قبل أن تلتقط الصورة، وبعد مرور وقت كبير من العرض، يصدر صوت التقاط الصورة بعد نسيانهم شخصياً لها، ومن المشاهد التي تكررت ولها معنى واضح، تكرار إحدى البنات على فترات متباعدة، أنها ستخرج وتترك مكانها، فيرد عليها أحد الشباب بأن تنتظر، حتى لا يأخذ أحد دورها، فتنتظر في كل مرة دون أي تغيير.
أما التكرار الأهم، فهو تكرار مشهد البداية، قبل نهاية العرض بعدة دقائق، حيث بدأ العرض، وهم مجتمعون في المنتصف، ويتحدثون في وقت واحد، فيتكرر ذلك مجدداً، عندما يخبرهم مكبر الصوت أن يُعَرِّفوا عن أنفسهم، فيتسارعون ليتحدث كل واحد عن نفسه، فيكررون نفس تشكيل البداية، أما النهاية، فتتكرر نفس جلستهم، بعد أن يجدوا أنه لا جدوى من حواراتهم، وأنهم غير قادرين أيضاً على الخروج والانطلاق في مكان آخر، فيذهب كل واحد لمقعده، ويجلسون كما فعلوا في البداية.
ومبرر ذلك، الجملة التي قالها أحدهم رداً على تساؤل “هنخلص إمتي”، فأجاب “لما نخلص اللي احنا عايزينه، حتى لو فشلنا بس هنبقى خلصنا حاجة”، هكذا جاء التكرار في الأحداث والحوار، ليؤكد على فكرة الحلقة الدائرية، التي يدورون فيها دون أي تغيير، أو أية فائدة.
وأما على مستوى الصورة، فكان المسرح مجرداً تماماً من أي قطع ديكور، أو حتى خلفيات، فلا يوجد سوى مقاعد بعددهم، وطاولة صغيرة عليها قفص عصافير، أشار أحدهم إليه، وقال: “أنا حاسس إن إحنا اللي جوا القفص ده” كرمزية على السجن، الذي يقبع به هؤلاء الشباب، لكن المخرج جعلها رمزية مباشرة، لتكون أكثر خفة ومرحاً، فتكسر حدة كآبة الواقع الذي يعرضه، ولنفس السبب، كان هناك العديد من الجمل الكوميدية، والمواقف الساخرة، التي تخرج من قلب المأساة، لتخفف من حدتها، وتجلب الضحك الخفيف من المتلقي، فلا تكون جرعة المواجهة بالواقع، ثقيلة على المتلقي.
كما قام محمد عادل بإدخال عدة عناصر، ومنها الموسيقى، لتقوم بصنع تناقضات، أكدت على الفكرة الدرامية، التي يناقشها العرض، كما جعلت من المشهد شكلاً كوميدياً، بسبب المفارقة بين ما يحدث وبين ما يُغنى، مع ملاحظة أن الغناء، كان حياً نابعاً من الشخصيات الموجودة على المسرح، سواء غناءً فردياً في شكل دندنة، أو غناءً جماعياً، مما جعله أكثر تأثيراً على الحالة، ونابعاً منها، فمثلاً أثناء انتظارهم، وبعد عرض عدة مشكلات من التي تواجههم، أخذوا يغنون “ورد وفل في كل مكان، والأشية أهي معدن، والإنسان مبسوط ومزقطط وفرحان” وهذا يتنافى بالطبع مع المشهد بكل ما فيه من سينوغرافيا، سواء حركات الجسد، التي توحي بالزهق، وفقدان الطاقة والأمل، وكذلك مع تعبيرات وجوههم الشاحبة، والتي تبين مدى تضاد الأغنية مع حالهم الحقيقي.
كما أضافت تلك المفارقة، بشكل أكثر جرأة، من خلال تشغيل الراديو، الذي أذاع مقاطع متتالية لمذيعين مختلفين، وهم يتحدثون عن أهمية الشباب، وأنهم هم المستقبل، وطموحهم هو حجر بناء البلد القادم، واختتمت بحوار للرئيس من أحد مؤتمرات الشباب وهو يلقي خطاباً عن أهمية إعطاء الشباب حقوقهم في الفرص، لنرى أفضل ما عندهم، من مشاريع وأفكار، ونساعدهم في تحقيقها على أرض الواقع.. ولكن أرض الواقع الفعلية، ليس عليها إلا ما عليه الشخصيات الموجودة على خشبة المسرح من استنزاف للطاقات، وهدم لطموحهم.
وبقدر ما كان تناقض المشهد المرئي، مع المقطع الصوتي حزيناً ومأسوياً، بقدر ما أضحكت تلك المفارقة الجمهور، فما يتم تخطيطه من جميع المسؤوليين المعنيين، لا يتم تنفيذه على أرض الواقع، فتكون المحصلة، اِنتظاراً بلا جدوى.
ومن حيث الشخصيات، فقد التزم المخرج بسمات العبث، فكانت شخصيات مجردة، فلم يذكر أي سمات لأي شخص منهم، بل وقام بالتأكيد على ذلك التجريد، بشكل كوميدي، حيث سألت إحداهن عن اسم واحدٍ منهم، وقبل أن يجاوب، قاطعه آخر، وقال: “مفيش أسامي هنا اعتبروني شاب 1″، والتجريد هنا يسحب من الشخصية سماتها المميزة، الِاسم، والعلاقات، وأية صفة تشخصها، ليجعلهم جميعاً، وكأنهم شخص واحد، بنفس النمطية، ونفس الصراعات والمشكلات، التي تواجههم، لأن الفرد منهم لا يعبر عن ذاته، بل يعبر عن جماعة معينة، ومشكلاتها؛ لذا فجميعهم على نمط واحد، حتى في الزيين الأبيض والأسود، والذي ينبع أيضاً من الحدث نفسه، حيث إنهم في مقابلة عمل رسمية.
ولكن داخل العرض قد تتميز شخصية عن أخرى بشكل أدائي، أو حواري معين، فمثلاً هناك الشخص اللامبالي، والشخص الأكثر تشاؤماً، والشخص الذي رغم إحباطهم، مازال هو أكثرهم طاقة، فتميزت حركته بالسرعة عن باقي الشخصيات، وكأنه مازال محتفظاً ببعض الطاقة والأمل، وفي نفس الوقت هو أكثرهم مواجهة بالحقيقة “هتخلص فجأة كل حاجه هتخلص” وغيرها من الجمل، التي توضح أنه على دراية بعدم جدوى فعلهم، إلا أنه مازال متشبثاً ببعض الأمل.
أما عن الشخصيات من حيث الممثلين، فكان عددهم أكثر مما يتطلب العرض، فبعض الشخصيات لم يكن لها جمل حوارية كثيرة ومهمة، فكان من السهل توصيل نفس الفكرة بعدد شخصيات أقل، طالما أن كثرتهم، لا تضيف للعرض شيئاً مهماً، بل كان وجودهم يوضح مدى صمتهم، وعدم وجود دور أو رسم أساسي لهم، ولكن في المجمل جميع الممثلين كانوا على قدر عالٍ من التعبير عن الشخصية، التي يؤدونها حتى، وإن لم تقم بدور كبير.
فبشكل عام، كانت حتى جلساتهم وتعبيرات وجوههم طوال الوقت، معبرة عن الحالة، حتى في فترة الصمت الكبيرة في بداية العرض.
أعجبت بقدرتهم على الثبات على وضعهم، دون أية حركة، أو حتى تغيير في تعبير الوجه دون قصد.
وفي لحظات الغضب، أو الملل كانت تظهر على وجوههم تعبيرات، تجمع ما بين الغضب والقهر، بمجرد التعبيرات وحركات الجسد، قبل التحدث حتى بأي شيء.
كما كانوا جميعاً طبيعيين، ومشاعرهم، وتعبيراتهم المختلفة صادقة، وكأنهم يمرون بالموقف حقيقةً، وليسوا مجرد ممثلين، ولكن كان هناك بعض إضافات الكوميديا، التي لم تكن في محلها عند بعض الشخصيات.
أما من حيث المؤثرات الصوتية، فكانت قليلة مقتصرة على صوت المكبر، الذي يمثل الضغط الذي يجعلهم ينتظرون دون مبالاة منه بحالهم، وكذلك صوت الراديو، ما عدا ذلك، لم يتم إضافة أية مؤثرات، حتى أثناء غنائهم، ولكن على مستوى الصوت نفسه، فقد كان الصوت خافتاً، لدرجة تصل في بعض المشاهد أن الحوار ينتقص في النصف، ولا يكون مسموعاً بشكل جيد، وقد يكون ذلك بسبب قلة التقنيات بمسرح الجزويت، لما يمر به من حالة ترميم، لكنها أثرت بالسلب على العرض المسرحي في عدة أجزاء.
وختامها مبدؤها، أي أني سأختم باسم المسرحية، الذي يعتبر بدايتها، فقد كنت متحمسة لمعرفة علاقة الِاسم بالعرض، ومدى ارتباطهما ببعض، وحتى منتصف العرض، لم أجد أية علاقة بينهم، مما جعلني أشعر أنه مجرد اسم، لجذب الانتباه، وكان ذلك سيعاب على المخرج فيه، لأنه قد يجعل العرض غير متكامل بجميع أجزائه، بما في ذلك العنوان، ولكن حدث الربط في ثلث العرض الأخير، وكان الربط من خلال فزورة على لسان أحد شخصيات العرض، حيث قال: “لو عندنا أرنب عنده مرض عايزين نتخلص منه هنعمل إيه؟ هنقضي على الأرانب كلها، طب لو عندنا شاب عنده حب شباب، وعايزين نقضي عليه؟ ….” ولم يكمل جملته، لكنها بالارتباط مع الفزورة، التي تسبقها سيكون نفس الحل أن نقضي على جميع الشباب.. فلم يربط فقط الِاسم بالأحداث، وإنما جعل من الِاسم وربطه مع تلك الفزورة، شبه ملخصٍ لما يريد العرض إيصاله للمتفرج، فما يحدث للشباب ماهو إلا قضاء عليهم بالتدريج، فما الحل؟
أتوقع أنه توجد “72 طريقة للقضاء على حب الشباب”، دون القضاء على الشباب أنفسهم.
72 طريقة للقضاء على حب الشباب
تأليف وإخراج : محمد عادل النجار تمثيل:مي الجابري، شذا شريت، زينه بهاء، حسناء شبايك، محمد سوري، ميدو جبر، احمد رضا،احمد طه، حسام ابراهيم، بجاد هداية، باخوم عماد |
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
★ ناقــدة ــ مصــر