إذاعة وتليفزيونمشاركات شبابية

رنا أحمد: سوق الكانتو.. لماذا لم يحظ بالقبول؟

رنا أحمد خلف★

البحث عن الحقوق، ورد الِاعتبار في شارع عماد الدين، وبيع الملابس القديمة والمستعملة، جملة تصدرت شاشات التلفزيون في رمضان الجاري، لتظهر لنا مسلسل (سوق الكانتو) مسلسل يدور في العقد الثالث من القرن العشرين، خصوصاً عام ألف وتسعمائة وعشرين في شارع عماد الدين في وسط البلد، تحديداً داخل سوق يتم بيع القماش والملابس بداخله، تدور بداخل السوق صراعات بين الدكاكين، وأصحابها الذين يعتقدوا أن كبير السوق يجب أن يبتعد لكبر سنه، وجاء الوقت لوجود صاحب للسوق.

يضم المسلسل عدداً من النجوم الكبار، حيث يقوم بدور حسنين القماش كبير السوق الممثل القدير (عبد العزيز مخيون) الذي تبدأ القصة معه في الماضي، وأيضاً يتم بدأ المسلسل مع حثه على الِاستعداد لمواجهة أخطائه  في الماضي، التي سيتحملها هو وعائلته، وتدور أيضاً صراعات داخل العائلة، حيث يرى شحاتة القماش، الذي يقوم بدوره الممثل (محمود البزاوي) أن والده يفضل حفيده طه القماش، الذي يقوم بدورة الفنان وبطل العمل (أمير كرارة) وهو ما سيقلب العمل، ويشعل الصراع داخل السوق بعد موت حسنين القماش، عندما يسرق ابنه الورث كاملاً، ويحرم باقي عائلة القماش، وكذلك أخته التي تقوم بدورها الفنانة (سلوى عثمان).

وتدور أيضاً الكراهية لـ حسنين داخل السوق، حيث يريد رشاد الحرامي أن يدمر عائلة القماش، انتقاماً لوالده الذي تم اتهامه بالسرقة، ويطلقون عليه اسم الحرامي، وقام بدور رشاد، الفنان (فتحي عبدالوهاب) الذي تميز في أداء هذه الشخصية، وأتقن طريقة كلام مختلفة جعلته تميز في هذا الدور، وكتبت له علامة مختلفة ومميزة في تاريخة الحافل بالنجاحات، مع إدخال طابع كوميدي بسيط في هذا الدور، وهو ما يتميز به الفنان فتحي عبدالوهاب، حيت كتب اسمه بحبر ثقيل وسط الفنانين الكبار، الذين يتم انتظارهم في الدراما، وعلى شاشات التلفزيون.

البوستر الرسمي لمسلسل سوق الكانتو

كما تعود الفنانة (مي عز الدين) بعمل آخر في رمضان الجاري بشخصية راوية المصرية من أصل يوناني، بعد النجاح الكبير بشخصية العايقة في مسلسل جزيرة غمام، الذي لاقى نجاحاً باهراً بعد عرضه، ونال جوائز عديدة، لا أعلم إن كان اختيارها لهذا العمل، سيحقق لها النجاح الكافي، أو نجاحاً أكثر من عملها السابق، خصوصاً أنه لا يتم التحدث عن هذا العمل كثيراً على مواقع التواصل الِاجتماعي، والذي اعتدنا عليه في رمضان، والبعض يرى أن هذا ما يحدد إذا كان العمل ناجحاً أم لا؟

العمل من إخراج (حسين المنباوي) الذي اهتم بدقة الكادرات، وإظهار الديكور، والإكسسوارات بما يتناسب مع هذه الحقبة من الزمن، واهتم بدقة التصوير، وإخراج شخصيات مختلفة من داخل الممثلين، الذين يعيشون في زمن مختلف، والكثير منهم لم يواكب هذه الحقبة، وقصة العمل مع الحفاظ على عنصر الغموض والتشويق من الحلقة الأولى، عند طرح موضوع الحجة الذي لا يعلم أحد في السوق حقيقتها، إلا من القصص التي يحكي عنها كبار السوق، والمجذوب الذي يسير في السوق، والمسلسل من تأليف (هاني سرحان).

يظهر العمل فكرة التمرد على العمل العائلي في شخصية طه، الذي يرفض العمل في مجال القماش مع عائلته، ويلجأ بدل ذلك لعمل غير قانوني، وهو تقطير الخمر الذي يخسر بسببه صديقه الذي يتوفى أثناء تهريب الزجاجات، ويتم القبض على طه الذي يخسر جده قبل وفاته بسبب ذلك.

المسلسل يدور في جانب درامي أكشن، وهو ما تميزت به أعمال أمير كرارة، حيث إنه عند الترويج لعمل يخص أمير كراراة، يتأكد الجمهور أنهم سيكونون في مواجهة الأكشن، لأنه حصر نفسه في هذا الِاتجاه منذ سنوات عديدة، فلم يتوفع الجمهور رؤيته في شكل مختلف.

كما نرى عودة مظاهر اندثرت بعد هذه الحقبة، يتم بروزتها من خلال المخرج مثل عودة (التياترو) الذي يمثل الجانب الترفيهي للمصريين والإنجليز في هذا الوقت، ووجود شخصيات فرنسية وإنجليزية محورية في العمل مثل شخصية (جابر) المصري الفرنسي، الذي يمثل شخصية محورية تضر بطل العمل طه القماش، ودفعته للعمل مع الشرطة للقبض عليه بعد قراره البعد عن الأعمال غير القانونية.

إلى الآن تم التحول في المسلسل في شخصية رشاد الحرامي، ليصبح المعلم رشاد مالك نصف السوق، بعد حصوله على الحجة المدفونة، وبالرغم من أنه أسرع لشراء ملابس جديدة، والإمساك بعصاه مثل المعلمين الكبار والبهوات، إلا أن ذلك لم يغير نظرة طه فيه الذي يراه (حرامي)، مثل والده، ولكن ذلك غير نظرة باقي أصحاب الدكاكين المجبرين على دفع الإيجار، من هذه اللحظة إليه، وهو ما كان يطمح له، ليتزوج من حبيبته فاطمة.

مشهد من مسلسل سوق الكانتو

حتى الآن، وبعد عرض أكثر من منتصف الحلقات، لم يحظَ هذا المسلسل بحديث الناس، أو مكانة في مواقع التواصل الِاجتماعي مثل غيره، من الأعمال التي تألقت بعد عرض أول خمس حلقات فقط، بالرغم من وجود هذا العمل ضمن قائمة الأعمال الطويلة المكونة من ثلاتين حلقة، التي اعتاد عليها المشاهدون في رمضان، والتي تمثل مناصفة مع الأعمال القصيرة، التي تتكون من عَشْرِ حلقات، أو خمس عشرة حلقة، إلا أن هذا العمل لم يلفت نظر الجمهور.

فهل فضل الجمهور الأعمال القصيرة؟ أم أن هذا العمل لا يمتلك العنصر التشويقي الكافي، لجذب أنظار المشاهدين؟

في الفترة المتبقية من أيام رمضان المبارك، سيقرر الجمهور إذا كان هذا العمل يستحق المشاهدة، أم أنه سيصبح من الأعمال التي مرت في دراما رمضان، دون أن تلفت نظر الجمهور، برغم قوة أبطال هذا العمل، ومكانتهم الدرامية.

ـــــــــــــــــــــــ

★ ناقدة ــ مصــر

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى