بدر الاستاد: حفلة نوال وأصيل.. ماذا كان ينقصها؟!
بدر الأستاد★
رغم الحملة التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي ضد الحفلات الغنائية في الكويت، والأصوات الكثيرة المعارضة لها بسبب الزلازل الذي شهدته الدولتان الشقيقة (سورية) والصديقة (تركيا)، إلا أن تعطش الكثير من الشعب الكويتي، لتلك الحفلات، والفعاليات الموسيقية، والأنشطة الترفيهية، أدى إلى إقامة تلك الحفلات خاصة أنها في شهر فبراير، احتفالا بالأعياد الوطنية، حيث يرى الكثير من أبناء الشعب الكويتي، أن الكويت قدمت الكثير من المساعدات والتبرعات، وأن إلغاء الحفلات لن يفيد في شيء، خاصة وأن بعض تلك الحفلات، سيذهب ريعه إلى المتضررين من الزلازل.
كما أن الكثير من الشعب يرى أن إلغاء الحفلات، سيؤدي إلى إلغائها كل عام بسبب بعض الأصوات، التي ترفض كل نشاط ترفيهي، يتضمن الموسيقى والأغاني، وتحاربه في كل مناسبة.
أصيل.. اسم على مسمى
بين تلك الحفلات كانت الحفلة التي انتظرتها طويلاً، والتي انطلقت في الأرينا كويت في مجمع 360، يوم الخميس الماضي، لتجمع بين الصوتين الطربيين الفنانة نوال، والفنان أصيل أبو بكر سالم.
وفي الواقع من بعد مقاطعتي للحفلات الغنائية في الكويت بسبب سوء التنظيم، وسوء الصوت الذي كان واضحاً في حفل أنغام قبل أشهر، وبعض القرارات المتزمتة في التعامل مع الجمهور، بسبب الخوف من بعض الأصوات المعارضة لتلك الحفلات، إلا أن الأسماء المشاركة في الحفل شجعتني على الحضور، لِلِاستمتاع بليلة مختلفة.
البداية كانت مع الصوت الأصيل، الفنان أصيل أبو بكر سالم، وكوني لأول مرة، أحضر له حفلاً مباشراً، فقد فوجئت كم كان اسماً على مسمى، يحمل في صوته أصالة اسم والده الفنان الكبير الراحل (أبو بكر سالم)، ورغم أنه حين خاطب الجمهور، كان يبدو على صوته أنه يعاني من أزمة صحية، لكنه أثبت بأن من يحب عمله يبدع فيه، فلم يشعرنا ولو للحظات وهو يغني على خشبة المسرح، بأنه يعاني من أي مشكلة، حيث بذل كل جهده في سبيل إسعاد الجمهور، الذي لم يستشعر معاناة الفنان إلا في اللحظات التي تفصل بين الأغاني فقط.
غنى الفنان أصيل أجمل أغانيه من بينها “قصر حبك”، كما تميز أيضاً، بأنه لم يتردد في غناء أي أغنية يطلبها الجمهور، وختمها بأغنية للفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر “أنا رديت لعيونك” التي عبر فيها الفنان عن مدى إعجابه بـ “أبو خالد”.
تعطش لنوال
بعد فقرة الفنان الأصيل “أصيل أبو بكر سالم”، بدأت فقرة قيثارة الخليج الفنانة “نوال الكويتية” لتحيي وصلتها الغنائية، التي يتلهف لها الجمهور المتعطش، لسماع صوتها الدافئ صاحبة البحة الجميلة.
لحظة دخولها لم تكن مبهجة، بسبب معرفة الجمهور بكل تفاصيل إطلالتها، التي نشرتها الفنانة نوال على مواقع التواصل الاجتماعي.
كانت أغنيتها الأولى أغنية وطنية، لتناسب شهر فبراير، شهر الأعياد الوطنية، ومن ثم بدأت بأغانيها الأسطورية، فلم تبخل “أم حنين” على جمهورها، بغناء ما يريده ويتمناه في هذه الليلة المميزة، باستثناء أغنية “تبرى” للشاعر عبداللطيف البناي، وألحان راشد الخضر، رغم أن هناك من طلبها من الجمهور، لكن يبدو أن بعض جمهورها يعلم ذلك مسبقاً، كونها عبرت في بعض لقاءاتها عن عدم رغبتها بغنائها مرة أخرى، بسبب تكرارها لها في العديد من الحفلات، فهل هذا يعني أن الأغاني القديمة، تموت بالنسبة للفنانة نوال؟ ولماذا يسمعها الجمهور إذن؟ أم أن هناك سبباً آخر لا نعرفه، يتعلق بهذه الأغنية تحديداً؟!
دون تحضير
رغم إعجابي الكبير بأداء الفنانة نوال، لكنها للأسف، أخفقت في أدائها لبعض الأغاني، حيث كانت الفرقة في عالم، وصوتها في عالم آخر، ولكن، وبسبب حماس الجمهور وتفاعله، ربما لم يشعر البعض بذلك، خاصة وأن الخلل قد يكون بسبب تلبيتها لرغبات الجمهور مباشرة، ودون تحضير مثل أغاني “أكو مثلك”، “مكانك مبين”، “حالة حنان”.
أما موضوع تفاعل الجمهور مع أغاني الفنانة نوال، فهو أمر لا يمكن وصفه، منذ أول أغنية إلى أن ختمت وصلتها الغنائية.
متى يتم معالجة الصوت؟
لم تمر الأمسية المميزة دون ملاحظات، خاصة بمستوى الصوت، وكما نقرأ ونسمع، بأن الكثير من الفنانين يشكون من سوء هندسة الصوت في الأرينا، وبالنسبة لي فإن ما شاهدته وسمعته، في حفل الفنانه أنغام قبل أشهر لم يتغير، فبعد أن عبرت أنغام عن استيائها من الصوت، كان يفترض بالجهة المنظمة أن تهتم بالصوت وتعالج الأمر، إلا أن الوضع ظل كما هو عليه، فنتمنى من الشركات التي تنظم هذا النوع من الحفلات، أن تهتم بالجانب الفني، كما تهتم بجني العائد المادي، فبما أن أسعار التذاكر باهظة الثمن، فمن حق الجمهور أن يستمتع بتقنيات نقية، غير مزعجة طوال الحفل.
ــــــــــــــــــــــــ
★ ناقد فني ــ الكويــت