نهى إبراهيم : جمهور” أحمد السقا “بين حياته وفنه!


نهى إبراهيم ★
منذ أيام، والصفحات تتناقل خبر انفصال الفنان “أحمد السقا” عن زوجته الإعلامية “مها الصغير” وسط حالة من الترقب الشديد من الجمهور، والكثير من التهكم، سواء على الفنان من ناحية، أو على زوجته من ناحية أخرى، وكأن حياة الفنان أو المشهور أصبحت مشاعاً للجميع؛ بحيث الكل يبدي رأيه بتفاصيلها، سواء مؤيداً كان أم معارضاً، في ظل حالة من التذبذب والارتباك أصابت عائلة الفنان ما بين تصريحات ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، أو إشاعات لا أساس لها من الصحة، وبالتالي لا يمكن للجمهور الحسم ما إذا كان راضياً عنها، أم غير ذلك، وفي جميع الأحوال ليس لنا الحق بذلك كله .

رغم ذلك، فوجئنا بحالة من الاستنفار طالت الفنان، بالإضافة للنقد الجارح القاسي الذي طاله من الجميع؛ حتى الناقد “طارق الشناوي” الذي طالما انتقد “السقا” كفنان، لكنه الآن يتجاوز فنه إلى حياته الخاصة، حين كتب “الشناوي” جملته الشهيرة: “فنان كبير يهد المعبد على حياته”، وكأن الناقد كان يتمنى ذلك فعلاً!
بدأ السقا حياته الفنية في بداية التسعينيات مع المخرج “جمال عبدالحميد” ثم تلتها أعمال مثل (زيزينيا)، (ترويض الشرسة)، (النوة)، (نصف ربيع الآخر)، كان السقا في جميع تلك الأعمال يمتلك وجهاً بشوشاً، وشخصية خفيفة على القلب ككل جيله بتلك الفترة، حتى جاءت بداياته بالسينما ببداية الألفينيات رفقة “محمد هنيدي” مثل فيلم (صعيدي في الجامعة الأمريكية)، ثم (همام في أمستردام)، ثم كانت البطولة الأولى في (شورت وفانلة وكاب)، ثم (أفريكانو) والثنائية الجديدة مع “منى زكي” ثم (تيتو) مع “حنان ترك”، والمخرج “طارق العريان” تلتها (حرب إيطاليا)، عن العشق والهوى مع “منى زكي” و”غادة عبد الرازق”، ثم (ابن القنصل)، (إبراهيم الأبيض)، و(تيمور وشفيقة)، (الجزيرة١ )، و(الجزيرة ٢)، و(المصلحة) وغيرها كثير وكثير من الأعمال التي أمتعنا بها، وظل اسم “السقا” ماركة مميزة لأعمال الأكشن بالسينما المصرية بعد فريد شوقي في الخمسينيات .

ترك الفنان بصمته بكثير وكثير من الأعمال التي توالت، ولازلت تتوالى؛ حيث شارك في مسلسل (العتاولة) في رمضان الماضي.
تاريخ طويل ورحلة كبرى لا يمكن إنكارها؛ حتى وإن اختلفنا حول أدائه التمثيلي، أو درجة عبقريته الفنية، لكن يبقى لكل فنان تيمته المختلفة، ومدرسته الخاصة بالأداء، ما قد يشفع للفنان هو ذلك الاحترام والتقدير، الذي لمسناه بتاريخه الطويل؛ لذا نشعر بِكَمٍّ كبير من الحزن على فنان صارت الأقلام تتناقل أخباره بطريقة غير سوية، مع أنه لا يزال بالمقدمة، ويعطى الكثير لفنه وجمهوره بكل ود واحترام، قلما نجده عند فنان مثل “السقا” ؛ لذا يدور هذا السؤال بأذهاننا طويلاً هذه الأيام : لماذا تتدخلون في حياة “السقا”؟ لِمَ تنهشون تفاصيلها بكل قسوة؟

لم يكن فناناً مبتذلاً يوماً ما، لم يحاول ركوب الترند، ولا اختطاف اللقطة كما يفعل الأغلبية، بل كان ومازال سبَّاقاً بكل خير نحو الجميع، لا يتفوه إلا بكل ما فيه خير واحترام …لا تقسوا على شخص لا تدرون ما هي حياته ، فقط لأنه فنان ، اُتركوه وشأنه؛ لعل لحظة النجاة تكون بالبعد عن النقد الجارح.
★كاتبة ـ مصر.