علاء الجابر : صديقي “عاطف أبو شهبة” على وعدي الذي لم تعلم عنه!؟
علاء الجابر★
كنت قد وعدته بمفاجأة خاصة به؛ عندما زارني خصيصاً من الإسكندرية؛ لحضور حفل توزيع جائزة علاء الجابر للإبداع المسرحي في الخامس من أكتوبر من هذا العام على ما في ذلك من عناء عليه.
المفاجأة التي كنت أخبئها له جاءت حين اقترح عليَّ تكريم بعض الأسماء من مُوَثِّقيْ المسرح، أو من أصحاب البرامج الإذاعية والتلفزيونية، التي قدمت جهداً في توثيق الحركة المسرحية، أخبرته بأن ينتظر القادم، وأن لديَّ اسم من الأحياء – كما هي سياسة التكريم في الجائزة – سيكون مفاجأة لك، حيث سيتم تكريم هذا الاسم في الدورة القادمة 2025.
حين سألني من يكون قلت له: وأنا أبتسم وكيف سيكون مفاجأة إن أخبرتك عنه؟
اِبتسم ولم يعرف أنه كان المقصود ، الذي تم اختياره؛ ليكون مُكرَّماً كشخصية الجائزة في مسرح الطفل، في دورتها الخامسة 2025.
لذلك وطالما كان اختياره وهو حي للتكريم؛ قرَّرت أن يبقى اسمه مُكرَّماً في دورة الجائزة القادمة .
لم يكن تفكيري باسم الصديق السكندري الجميل”عاطف أبو شهبة” فقط للصداقة، التي ربطتني به منذ مايقارب ال١٥ عاماً، حين رَشّحتُهُ لإحدى الجهات في الكويت؛ لعمل مجموعة من العرائس الضخمة، وقد نجح بامتياز في ذلك المشروع؛ حيث تابعت عمله في شقته الصغيرة في الهرم ، ومِن ثَمَّ توَطدَّت علاقتي به عند مشاركته عام 2016 مخرجاً لعرض (اللي ميتسماش) في أحد عروض مهرجان الكويت الدولي للمونودراما، وحينها ورغم بعض الملحوظات، التي أشَرْتُ لها في الندوة التطبيقية، إلا أنه شكرني، وتقبَّلَ كل الملحوظات بصدر رحب.
وهكذا استمرت علاقتي به طوال هذه السنوات؛ علاقة وطيدة دائمة ومستمرة، بل كان أكبر المتحمسين للجائزة حين أَقمتُها أول مرة في الإسكندرية عام 2017 ، وكان دائماً ما يحرص على حضور الاحتفال بتوزيع الجوائز فيها؛ لإيمانه بأهميتها في تشجيع الشباب الموهوبين كما كان يردد، وسَعِد جداً باختياري أسماء المكرمين للدورة السابقة ، د. وفاء كمالو، الكاتب عباس أحمد ، والكاتب درويش الأسيوطي، وقال: إن تلك الأسماء هي المستحقة لما قدَّموا من مجهودات كبيرة للمسرح، وكان أول المشجعين حين أصدرنا مجلة نقد x نقد قبل عامين؛ حيث كان من أوائل الذين ساهموا في كتابة المقالات فيها ، وكان آخر مقال نشَرَتْه المجلةُ له بتاريخ 20 سبتمبر 2024
وبعد عودته إلى الإسكندرية ظَلَّ على تواصل دائم معي، وطلب رأيي ، بمجموعة من النصوص الجديدة، التي كان ينوي نشرها بعد تحويلها لعروض مسرحية، لكن القدر لم يمهله لإنجاز مشروعه، حين فوجئتُ يوم 15 نوفمبر الجاري بانقطاع تواصله معي، وبرسالة من ولده “شادي” يخبرني أن والده يرقد في مستشفى الصفوة ، إحدى مستشفيات العامرية في وضع حرج، فحزنت، وقلقت عليه كثيراً ، وبقيت على تواصل مع ولده “شادي” حتى أمسِ ، لأصدم بخبر وفاته اليوم.
رحمك الله أيها الصديق الطيب النبيل “أبوشادي” وغفر لك، وسيظل عهدي ووعدي لك كما نويت دون أن أُعَبِّر لك عن نيتي؛ لتكون الشخصية المُكرَّمة عن مسرح الطفل في الدورة القادمة للجائزة لعام 2025.
★ رئيس التحرير.