مسرح

منيرة العبد الجادر: ” ومن الحب انقتل ”  ..حين يكون القتل أول الحلول ؟!

منيرة العبد الجادر ★

تصوير: فهد الزعبي

عندما يكون الزواج وسيلة، فتلك مشكلة، أما عندما يكون القتل غاية، فتلك الطامة الكبرى، هذا ما تحقق في تلك مسرحية ( من الحب انقتل) التي عرضت في الدورة الأولى من مهرجان باك ستيج المسرحي، الذي تقام عروضه حالياً على مسرح المهن الطبية في الجابرية.


تبدأ المسرحية بـ (شفيق) الذي عرّف عن نفسه، بأنه متوفٍ، ومن ثَمَّ تظهر لنا زوجته (بدرية) التي تبالغ بالبكاء والحزن؛ لفقدان زوجها على الرغم من أنه فارق الحياة قبل ثلاثة شهور؛ حيث نستشف بعد ذلك، بأن (بدرية) هي من قتلت زوجها عمداً؛ لكنها تبرر ذلك بأنه بالخطأ، ومن ثَمَّ تزوجت بصديق زوجها؛ الذي كشفها على حقيقتها، فقتلته هو الآخر، ثم قضت ‏على الخادم كذلك في نهاية العرض.

مشهد القتل

من المفترض أن القضية الأساسية في المسرحية، مبنية على ‏جريمة القتل ‏ودوافعها؛ لكن ‏أبرز ما تبين لنا فيها مسألة ‏إجبار( بدرية )على الزواج تحت مظلة الشكل الاجتماعي، ‏أما بقية ‏‏المشاهد، فقد أغرقت ‏بالحالة الشعورية ‏المفتعلة، ‏وعلاقة الشخصيات ببعضها، ‏إلا أن مشهد قتل (شفيق) ‏المنتظر، ‏لم يجذب ‏المتلقي، ‏وأعتقد أن السبب استنزاف طاقة ‏الممثلة؛ بالتعبير ‏عن المشاعر السلبية، ‏مما أثرعلى إيقاع المشهد بصورة عامة.
‏أما عن مشهد قتل صديق زوجها، فقد تجسَّد بنفس الطريقة ‏بواسطة إطلاق الرصاص ‏عليه ‏من قِبَل (بدرية)، ‏وهذه الآلية لم تسبب مفاجأة؛ ولكن ‏في المرة الثانية، رسم المخرج ‏حركة المجاميع بحيث تعطي شكلاً جمالياً من خلال اصطفافهم خلف بعضهم، مرتدين ‏زياً أسود، والقفازات باللون الأبيض؛ ‏ ‏ليشكلوا ‏حركة يد المسدس، وهو ما فاجأ الجمهور.

إقحام اللون ‏الأسود

‏بالنسبة للأزياء، فقد ارتدت (بدرية ) فستاناً أسود، ومن المتعارف عليه فإن هذا اللون يخفي العيوب الداخلية قبل الخارجية، بالإضافة إلى (شفيق) والمجاميع الذين كانوا يرتدون اللون الأسود، ربما تعمَّد المخرج اختيار ذلك اللون؛ ليوضح بأن( بدرية) المجرمة تنتمي لهذه المجموعة ، إلى جانب صديق الزوج، الذي امتزج زيه بين الأسود والبني؛ حتى يضفي إيحاء الفرق بين الوسيلة (الزواج من بدرية) والغاية (المال) .
ومما يلفت الانتباه، زي الخادم، الذي تميز باللون الأحمر؛ وكأن المخرج يود إيصال رسالة بأن الخادم يشارك بدرية بالجريمة من خلال تستره عليها، وإخفاء الجثث.
‏تحت الخشبة.

‏تكرر موضوع ‏الخروج من تحت خشبة المسرح ‏بشكل مزعج، وكأن الحلول الإخراجية قد نفدت، بالإضافة إلى دفن ‏ ‏جثة ( شفيق) تحت السرير، ومشهد الحفر، كما استوقفنا مشهد ‏تخبئة أداة الجريمة تحت السرير ‏أيضاً، على الرغم من أنه غير منطقي ‏إخفاء السلاح بجانب الجثة، ‏وفي ختام العرض، تم ‏خروج الضحايا الثلاث من تحت الخشبة.

أمثال غير موفقة!

‏عند الإشارة لمسالة التكرار، نجد ( شفيق )‏ ينطلق من بداية المسرحية بجملة “ومن الحب ما قتل” ‏ويذكر أن هذا مَثَل، ولم يكتف ‏العرض بهذا المَثَل؛ ‏بل ‏ذكر على لسان (بدرية) مَثَلاً آخر هو: ” مد ريولك ‏على قد لحافك” ‏وغيره من الأمثلة الشعبية، ومن ثَمَّ ‏تنتهي المسرحية ‏بجملة ” من الحب انقتل” هذا الزخم من ‏الأمثال كان غير موفق، ‏مع ملاحظة أن كلمة (انقتل) غير صحيحة لغوياً، إلا أن ‏إيقاع العرض متوازن إلى حد ما، ‏ومناطق الملل كانت قليلة.
مسرحية (ومن الحب  انقتل)
تأليف: خيكوف.
إخراج: علي أكبر.
تمثيل : إسحاق أيوب، هبة العبسي، حمود الصلال، مساعد الشمري، وآخرون.


★ناقدة ـ الكويت.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى