عادل العوفي: ” نعمة الأفوكاتو”.. محمد سامي إتقان قواعد اللعبة، واستفادة من الهفوات السابقة!
عادل العوفي ★
يحظى مسلسل “نعمة الأفوكاتو” بمتابعة جماهيرية جيدة، كعادة أغلب أعمال المخرج محمد سامي، الذي يتقن جيداً قواعد لعبة السباق الرمضاني، وأثبتت التجارب مراراً وتكراراً أنه متمكن من أدواته ؛ سواء اختلفنا أو اتفقنا مع مضمون هذه المسلسلات، لكن الأمانة تقتضي إعطاء كل ذي حق حقه .
جدل متكرر!
يخوض سامي المنافسة هذا الموسم، مستعيناً ببطولة فردية لزوجته مي عمر، ورغم ما صاحب هذه الثنائية من جدل وصخب ونقاشات، تتكرر في كل موسم، إلا أن مخرج مسلسل ” آدم ” قرر ركوب التحدي والمغامرة، بمسلسل تتصدى له مي، مهيأً لها طبعاً كل وصفات النجاح المطلوبة، كي لا يدع مجالاً للمشككين، لاسيما أنه عاد لمعانقة النجاح، بعيداً عنها في مسلسل “جعفر العمدة ” مع محمد رمضان، الموسم الماضي، وكان في أمَسِّ الحاجة لذلك، بعد تجربة مسلسل “نسل الاغراب ” وتبعاتها، التي تحمَّل محمد سامي، وحده وزرها تقريباً، وجعلته عرضة للانتقادات الحادة، والهجوم الشرس، الذي حتَّم عليه الغياب مكرهاً بعدها .
كلمة السر.. أحمد زاهر :
يجيد المخرج محمد سامي، التعامل مع أبطال مسلسلاته، وينجح في إخراج أفضل ما لديهم، رغم سلسلة المشاكل المرافقة له، واتهامات العصبية الزائدة التي تلاحقه، بين الفينة والأخرى ؛ ومن الأسماء التي تُكشر عن أنيابها، وتُبهر المشاهدين كلما تعلَّق الأمر بإدارة سامي له، سنجد الفنان أحمد زاهر، الذي يُفجر ملكاته التمثيلية، ويكتشف مساحات أوسع، والدليل شخصية “فتحي البرنس ” في مسلسل “البرنس ” وما حصدته من نجاح منقطع النظير، حيث التوليفة الغريبة بين الشر المطلق، والقفشات الكوميدية، التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي حينها .
واليوم تعود ثنائية محمد سامي، وأحمد زاهر، كي تبدع من خلال شخصية “صلاح “، الزوج الذي تَصرِف عليه زوجته، وسرعان ما يغير جلده، ويُظهر معدنه الحقيقي بمجرد امتلاكه للمال، وينقلب عليها، وتتحول الأحداث لمنعطفات مفاجئة تماماً ؛ ولحدود اللحظة يتصدر زاهر، قائمة الممثلين الأكثر تميزاً، مما يؤكد أن كلمة السر لدى سامي، الذي راهن عليه، كي ينتشل مي عمر، من المسؤولية الكاملة، في أولى بطولاتها المطلقة .
الكتابة المشتركة :
منذ مطب مسلسل “نسل الاغراب “، وما جناه على سامي؛ سيتضح للمتلقي أنه تخلَّى عن فكرة الاستفراد بكتابة السيناريو بمفرده، واستعان بالشاب مهاب طارق، ليشاركه الكتابة، وبدأت الثنائية بمسلسل ” جعفر العمدة “، وتواصلت في “نعمة الافوكاتو “، وهي خطوة مهمة، وتنازل، كان من الضروري أن يحدث، لأن زمن هيمنة الشخص الواحد، على كل مفاصل العمل الفني من تأليف وإخراج، وغيرذلك قد ولَّى، ويبدو أن نتائج ما أقدم عليه محمد سامي، آتت أكلها، ونتمنى أن يستمرعلى هذا المنوال، وبالتالي فسح المجال أمام طاقات شابة في الكتابة، تنتظر فقط الفرصة المناسبة لطرح أفكارها .
وكمال أبو رية أيضاً!
حتى هذه اللحظة يبدو مسلسل “نعمة الافوكاتو ” متماسكاً ووتيرة تصاعد الأحداث متسارعة، لاسيما أننا نتحدث عن عمل مكون من 15 حلقة ؛ في انتظار ما ستسفر عنه باقي الحلقات طبعاً ؛ دون إغفال الإشادة بحضور الفنان القدير كمال أبو رية، في دور والد المحامية نعمة، الذي يُقدم إضافة قوية للعمل، ونتمنى الحرص على إشراك أسماء من هذا الجيل تحديداً، وإعطاءها القيمة التي تستحقها؛ لأنهم ممثلون من الطراز الرفيع، ولا يجدر البتة إقصاؤهم كلياً.
★كاتب صحفي- المغرب.