رأي

شيماء مصطفى: لماذا أنا هنا؟!

              نقد x نقد تحتفل بعامها الأول.

شيماء مصطفى ★

لسنواتٍ عديدةٍ ابتعدتُ عن الوسطِ الثقافي ، آثرت الابتعاد مكتفية بالمتابعة من بعيد، لا يمكنني نكران ادعائي بأن هذا أفضل بكثير، حاول القدر أن يدير بوصلتي بحادثة صغيرة جعلتني أرى الموت قريبًا جدًا وأنا بعيدة جدًا، لأجدني بعد النجاة أتساءل لماذا أنا هنا؟ ماذا تركت لشيماء؟ بضع مقالاتٍ في مواقع متناثرة؟ مجموعة قصصية مر على صدورها ستة أعوام؟ ورواية حبيسة ذاكرة رقمية ربما تموت هي الأخرى وتندثر مثلما اندثرت عشرات الأغنيات التي كتبتها، ذهبت إلى الدكتور علاء الجابر كعادتي، عرضت عليه مخاوفي، لا أريد أن تموت كتاباتي معي، قصصت عليه ما حدث معي وجعلني أعود لعالم الكتابة من جديد، كان كريمًا داعمًا كعادته، التقيت بالدكتورة سعداء بعد عامٍ من لقائنا الآخير، أخبرتها ما حدث معي بالتفصيل، أخبرتها عن سؤالي لنفسي لماذا أنا هنا؟ أخبرتها برغبتي في تعويض سنوات غيابي، باهتمامها المعهود أصغت لي، أخبرتني أن سؤالي هذا هو السؤال الأهم الذي يجب أن نسأله لأنفسنا، أشادت بمقالي الأول بالمجلة، سعدت كونها تتذكر عنوانه ( كيف اقتحمت الدراما التركية بيوتنا؟!).

سعادةٌ أخرى لامستها حين وجدت الناقدة الراحلة “رانا أبو العلا” وضعت صورة الغلاف للمقال لبطلين أحبهما كثيرًا دون أن تعرف، واطمئنانٌ لازمني كون المقالات تمر بمراحل عديدة قبل خروجها إلى النور من تدقيق لغوي لأستاذ فؤاد حمدو الدقس مرورًا بمراحل التنسيق والنشر والتحرير والقراءة لكل كلمة، إضافة للعمل تحت إشراف الدكتور علاء الجابر، والدكتورة سعداء الدعاس فالعمل تحت إشرافهما له مذاقه الخاص.

قرأت، كتبت، كنت نهمة تلتهم كل ما يصادفها من كتب وفنون، باتت المجلة الأقرب إلى قلبي من بين جميع المواقع التي تعاونت معها، أذهلتني الحفاوة والمحبة الحقيقية التي لامستها في قلوب الجميع.
عامٌ مر على إصدار مجلتنا العزيزة نقد ×نقد، ولكني أتخيل نفسي عجوز تحتفل وسط الجميع بالذكرى الخمسين على إصدار المجلة.


سكرتير التحرير.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى