مسرح

محمد القلاف: مسرحية على جناح التبريزي وتابعه قفة
تناصٌ للسيد “بونتيلا” وتابعه” ماتي” لبريخت.

محمد القلاف ★
التراث اليوغسلافي والروسي، الآن في الأدب والمسرح، حاضر في كتابات المؤلفين في الوطن العربي بشكلٍ عام، وهذا ما نجده في الروايات الأدبية والنصوص المسرحية عند العرب، لذا نجد العديد من التقاطعات في المسرحيات، التي كُتبت لإبراز معاناة ومآسي هذه المجتمعات، أو بيان القصص، والحكايات التراثية، والأسطورية، والشعبية.

مسرحية على جناح التبريزي وتابعه قفة، التي كتبها ألفريد فرج، وتم تمثيلها في عام 1969 على خشبة المسرح القومي، ثم أقيمت في الكويت، في المسرح الأهلي الحديث، سنة 1975، من إخراج صقر الرشود، وتمثيل محمد المنصور (التبريزي)، وغانم الصالح (قفة)، هذه المسرحية استوحاها المؤلف من التراث الشعبي، من قصص وحكايات (ألف ليلة وليلة)، لكن الذي لفت انتباهي، هو أن هذه المسرحية لها تناص مع مسرحية الألماني برتولد بريخت، وخاصة في مسرحيته (السيد بونتيلا، وتابعه ماتي) التي ألفها عام 1940 في فنلندا عندما تم ترحيله من السلطة، من ناحية (العنوان)، وهي كذلك مستمدة من التراث الشعبي الألماني، وهنا نلاحظ التشابه في استيحاء الفكرة من (القصص الشعبية)، والأمر الآخر، نجد تطابقًا بين الشخصيات، فمثلًا (التبريزي هو السيد بونتيلا، وقفة هو ماتي)، وكيف كان التعارف على بعضهما ، في أول لقاء بينهما، وهنا مقتبسات من المسرحيتين:


الأولى على جناح التبريزي:
قفة: أليس في هذه المدينة رجلٌ مضياف، يضيف خرازًا تعبت قدماه في طلب الرزق، ويتألم؟
التبريزي: من أنت؟
قفة: أنا ياسيدي اسمي قفة……


الثانية السيد بونتيلا:
بونتيلا: من أنت؟
ماتي: أنا سائقك يا سيد بونتيلا
بونتيلا: من؟ أَعِدْ ما قلت
ماتي: أنا السائق، الذي يعمل عندك

من هنا كان التعارف على بعضهما، وأصبحا صديقين، وملازمين لبعضهما.

التطابق الآخر في الشخصيات، بالاستبداد والاستغلال، على الرغم من اختلاف في الأدوار، ولكن المضمون متشابه، وهو ما بين (بونتيلا والتبريزي)، والشخصية الساذجة، وهما (قفة وماتي) أي ينُمّ عن بَساطة قَلْب، وسلامةِ نِيَّة، وطيبة ووفاء لسيدها.

من هنا تبين لنا التناصُّ في المسرحيتين، على الرغم من الِاختلاف في بعض أحداثها، أي قصتها، وهناك أقلام ترى أنه فقط تشابه بالاِسم، لا في المضمون، ولا في المعالجة، وهذه وجهة نظرهم، وهي تحترم.


★ناقد-الكويت.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى