مشاركات شبابية

شهد إبراهيم:كلنا في رحلة  “البحث عن الحرية” .. ولكن؟!

شهد إبراهيم★
بينما تتفق الرؤى، تختلف الطرق ، فكل فرد يرى الحرية من منظوره الخاص ، وهكذا يتناول العرض المسرحي (دُمًى من ورق ) وهو من تأليف المغربي إدريس الروخ، وإخراج محمد حسن، والذي قدَّمه المعهد العالي للفنون المسرحية، بأكاديمية الفنون، ضمن ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي ، دورة الفنانة الكبيرة فريدة فهمي ،  حيث نرى الزوج – الذي يمكن أن نعتبره نموذجاً للإنسان المعاصر بما يواجه من ضغوطات يومية – يسعي للحصول على حريته الكاملة ،  في المقابل ترى الزوجة أن الحرية، هي الاِستمتاع بالحاضر، والواقع.  

تصوير: أحمد فرحات


تدور أحداث العرض في غرفة مغلقة، يرتبط فيها مصير زوجين، بإنجاب طفل للعالم ، ومع الوقت، وتصاعد الأحداث، يكتشف الزوجان المتناقضان، أن التشابه الوحيد بينهما، هو أن مصيرهما واحد، وهو البحث عن الحرية. 

أن هذا العرض المسرحي، يعالج قضية ارتباط امرأة برجلٍ، بغاية تحقيق مصلحة ، في علاقة غير متوازنة ، فالعلاقة تربط بين خادم بسيط، وامرأة لها قوة، ونفوذ ، ولكنها لا تقدر على اتخاذ القرارات في حياتها ، إذ يتحكم والدها في تفاصيلها ، بل ويُقرر عقد صفقة بمقابل مادي، مع خادم ليتزوج منها، من أجل أن تحقق له أمنية الحصول علي طفل، يرث أملاكه ، ويحمل اسمه، لأنه لم ينجب ذكوراً.

الشيء ونقيضه:

 ظهرت منذ اللحظة الأولى في العرض، الزوجة (ليديا فاروق) وهي في حالة من عدم الاِتزان، وحركات غير مستقيمة، توضح أنها في حالة من التوهان، وعدم معرفة رغبتها في الحياة ، بالإضافة لتصفيفة شعرها غير المرتبة ، وقد كانت تحاول بشتى الطرق، الهروب من الواقع ، وتنفيذ رغبة والدها، حتى تتخلص من أسئلته لها طوال الوقت ، وقد أجادت تجسيد جميع الأداءات، سواء على المستوى الحركي، أو الاِنفعالي.

على النقيض، نرى شخصية الزوج (محمد حسن)، وهو أيضاً في حالة من عدم الاِتزان ، لكنه لا يريد تلبية رغبة والد زوجته ، وقد أجاد أيضاً من خلال الحِدَّة في تصرفاته، ورفضه لها، ودوافعه، وأسلوبه، وأدائه التمثيلي، الذي برع فيه، في التحول اللحظي في انفعالاته



وقد كان العرض (أون استيدج)، مما جعل الجمهور، يتفاعل بشكل أكبر مع الممثلين ، الذين كان أداؤهم، يجعل الجمهور يشترك في العرض، وذلك حتى يخلقوا حالة من التقرب لهم، لتجعلهم يتأثرون بأكبر قدر ممكن .

كانت ملابس كلٍ منهما، تعبر بشكل بسيط، عن اختلاف الطبقات ، حيث كانت ملابس الزوج، بسيطة، لونها رمادي، بينما الزوجة كانت ملابسها، مرتبة، و رقيقة.

 وقد تم توظيف المؤثرات الصوتية ، بشكل ممتاز، وجيد ، بينما كانت  الموسيقى في بعض الأوقات صاخبة، وذلك كان له مبرر درامي، وهو الِابتعاد، والهرب، من الواقع ، وقد ذُكر على لسان الممثلين أغنية ( البوسطجية اشتكوا من كتر مراسيلي) ولها أهمية كبيرة حيث كان مضمون الأغنية، مرتبطاً بمضمون العرض ، لأنها في حالة مستمرة من الإلحاح عليه، حتى يوافق أن ينجب طفلاً ، وهو أيضاً في نفس الحالة المستمرة، من الإلحاح، حتى يقنعها بأنه لا يريد، وأنه إنسان ، وليس دمية، يحركها والدها. 



 أما عن الإضاءة ، فقد كان لها دور كبير، في تعزيز الجو الدرامي ، حيث كانت معظمها، إنارة خاصة،  لتسليط بؤرة الضوء، على ممثل معين ، مثل مشهد الزوجة، عندما كانت تلقي مونولوجها، عن معاناتها في حياتها، وأنها أيضاً تبحث عن الحرية ، و أيضاً مشهد المواجهة، بين الزوج، والزوجة.

 إننا جميعًا نبحث عن الحرية ، ولكننا لا نستيطع كلنا أن نجدها، وإن وجدناها لانستطيع أن نكسر القواعد، ونعيش بالحرية، التي بحثنا عنها ، فبعض الأشخاص ضعفاء غير قادرين على تخطي، وكسر قواعد حياتهم، ويريدون فقط أن يعيشوا دُمًى، في أيدي أشخاص  آخرين يحركونهم. 

………………………………………………………………….
فريق العرض
دراماتورج وإخراج : محمد حسن 
تأليف : إدريس الروخ 
مخرج منفذ : باسم حازم 
مخرجان مساعدان : أحمد رشدي . زياد محمد 
تمثيل : ليديا فاروق . محمد حسن 
ديكور : روماني إسكندر . رضوي طارق 
إضاءة : محمد الحسيني 
ملابس و مكياج : شروق العيسوي 
تأليف و اعداد موسيقي : أحمد رشدي 
تنفيذ موسيقي : زياد محمد . أحمد رشدي 
دعاية و إعلان : عمر خالد 
تصميم بوستر: أحمد رشدي
تعبير حركي : محمود نوح 
رسم و لوحات : نيللي الشرقاوي

………………………………………………………………….

* طالبة في قسم الدراما والنقد المسرحيمصر

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى