أخبار ومتابعات

في ندوة تكريمه د. سامي عبد الحليم “هذا الكتاب يعبر عن جزء من حقيقتي”

آية سيد★

ضمن ندوات تكريم الفنانين بالمهرجان القومي للمسرح المصري، برئاسة الفنان محمد رياض، أقيمت ندوة وحفل توقيع كتاب الفنان القدير د. سامي عبد الحليم، الكتاب من إعداد الناقد المسرحي أحمد خميس، وقد أدار الندوة الفنان الإعلامي حازم الصواف، بحضور عدد من تلاميذ د. سامي، منهم الفنان كريم الحسيني والفنان محمد بركات، وعدد من النقاد والمخرجين منهم المخرج أحمد إسماعيل.

أنطلق حازم الصواف في حديثه قائلًا: “إننا في حضرة فنان مهموم بالحركة المسرحية بشكل كبير، أثر في وجدان تلاميذه، فتكريمه ليس لكونه فنان ومخرج فقط، بل كمدرس وأستاذ جامعي كبير”.

بعدها شكر الصواف إدارة المهرجان على تكريم من يستحقوا، كما ذكر أن أول حوار صحفي يقوم به كان مع د. سامي عام 2008، وأشار إلى تعاون د. سامي معه والإجابة على جميع أسئلته، قائلًا: د. سامي عبد الحليم يستحق التكريم في كل يوم.

كما أشار حازم الصواف أن من أهم العناصر الموجودة في كتاب د. سامي عبد الحليم الذي أعده الناقد أحمد خميس، إدراك قيمة سامي عبد الحليم، كأستاذ أكاديمي ومحاضر، قادر على توصيل المعلومات لكل تلاميذه، وأيضًا كفنان قدير وممثل ومؤدي على خشبة المسرح.

اما الناقد المسرحي أ. أحمد خميس، فذكر أن معرفته بدكتور سامي، جاءت بعد حصوله على بكالوريوس معهد الفنون المسرحية، فقد كان هناك عرض مسرحي يقدمه د. سامي، وهو منحنى خطر للكاتب الأنجليزي بريستلي، فأراد أ. أحمد خميس حضور كواليس العرض ولم يمانع د. سامي إطلاقًا بل اعتبره أحد أعضاء الفرقة المسرحية، وكانت هذه المحطة الأولى التي تعرف بها أ. أحمد خميس عن طريقة تفكير د. سامي في تكوين العرض المسرحي، وكيفية شرحه التيمات الموجودة بالعرض للممثلين.

كما ذكر خميس العرض المسرحي “اللي بنى مصر” من إخراج عصام السيد، وتأليف محسن مصلحي رحمة الله عليه، فقد لعب د. سامي في هذا العرض، دور الطالب الذي يحضر دكتوراه عن شخصية طلعت حرب، على الرغم من أن هذا العرض قدم في رمضان، إلا أن كان هناك جمهور كبير بنتظر هذا العرض ومنجذب إليه، وذلك من خلال تكوين الشخصيات والبنى الداخلي للعرض المسرحي.

غلاف الكتاب

كما أشار إلى مسرحية قصة حب والتي تم تقديمها على مسرح الغد، والذي تم تصميمه بشكل تجريبي، يعيد تشكيل القاعة الصغيرة، ولكن مخرج مسرحية قصة حب أ. هاني مطاوع، قام بتقديم المسرحية بمنطق العلبة الإيطالية، مما جعله مميزا لدى كثير من الجمهور، وقد كان يجب أن يرتدي د. سامي ماسك ثابت على وجهه خاص بالشخصية التي يقدمها، لكنه رفض هذا الماسك وأخذ يضع الماكياج لنفسه كل يوم.

وأضاف خميس أن د. عبد الحليم، ليس من نوعية الممثلين الذين ينتظرون أدوارهم خلف الكواليس، إنما كان يقوم بمذاكرة أدواره المسرحية بشكل جيد ومتقن، فهو مدرك بدوره داخل التكوين.
ثم تحدث عن أهم العروض المسرحية المتطورة التي قدمها د. سامي، وهو عرض المحاكمة من إخراج طارق الدويري، عام 2013 أثناء فترة حكم الإخوان، وقد ذكر أ. أحمد خميس أنه خاض معركة مع رئيس البيت الفني للمسرح المسؤول عن لجنة النصوص المسرحية حينها لرفضه نص المحاكمة، ولكن أ. أحمد خميس رفض ذلك قائلًا: أن نص المحاكمة ذو فكرة وقضية درامية، اهتم المخرج طارق الدويري فيه بتكوين قضية هذا العرض، ومن أهم ما يميز عرض المحاكمة تكوين المشاهد، وذلك لاختلاف المشهد المقدم عن البانوراما الخلفية. لذلك الممثل في عرض المحاكمة يجب أن يكون واعيًا وملمًا بما يدور على خشبة المسرح والتكوين الكلي.

و صرح خميس أن د. سامي قدم 35 مسرحية ذات أدوار مميزة، وأداء تمثيلي متنوع، ولم يقتصر تقديم هذه العروض على القاهرة فقط، بل جابت عدة محافظات أخرى.
د. سامي عبد الحليم :انا كل شيء
أما د. عبد الحليم فبعد شكره لأحمد خميس على هذا الجهد الرائع الذي بذله في الكتاب، لأن استخلاص مسيرة الإنسان ليس سهلًا، ولا يوجد كتب تعبر عن حقيقة الإنسان، فأن حقيقة الإنسان لا يعلمها سوى الله والإنسان ذاته، إذا كان مخلصًا لذاته.
مضيفا أن “هذا الكتاب يعبر عن جزء من حقيقتي التي اكتشفها أحمد خميس، وأن التعبير الحقيقي عن الإنسان لا يستوعب في كلمة أو جملة فالإنسان أوجه متعددة” ، وأضاف “أنا الجبان، وأنا الشجاع، أنا القوي، وأنا الضعيف، وأنا كل شيء في هذا الكون”، وبين أنه كان يقوم بتحويل هذه الفلسفة إلى جميع تلاميذه. كما أنه كان لا يقوم بالإلقاء، إنما كان يجعل الطالب يثق بذاته وقدراته الحقيقية.
وأستطرد بأن الأستاذ الجامعي والمعلم قد أثر على الممثل والمخرج بالتأكيد، في سبيل دوره كمعلم وفي سبيل دراسته وسفره إلى أسبانيا. كما قال: المعلم مطالب أن يكون قدوة، و عليه أن يؤدي أداء جيد، وأن يسلك سلوكًا طيبًا، و عليه العديد من القيود، وتلك القيود تؤثر على الفنان”
وختم د. سامي حواره بشكر كل من فكر وقام بتكريمه. وأعرب أنه لا يعرف إذا كان يستحق هذا التكريم أم لا، فقد حاول أن يكون نفسه وذاته.

ــــــــــــــــــــــــــــ

★ باحثة ماجستيــر ــ مصــر

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى